يوما بعد يوم تترسخ الفكرة لدينا من أن البحرين تعد من أبرز الدول الخليجية التي تزخر بالمواهب الرياضية التي لو تحصّلت على الرعاية فقط لوصلت إلى العالمية، ليس فقط في الألعاب الفردية كما يتصور البعض سهولتها، وإنما الألعاب الجماعية التي برهنت خلال أقل من شهور أن البحرين زاخرة بمن هو قادر على رفع راية الوطن عالية دون اللجوء إلى أساليب أخرى.
إن ما أحدثه منتخب الناشئين للكرة الطائرة في البطولة العربية وبعدها في البطولة الخليجية وقبله منتخب اليد للناشئين في الأولمبياد الآسيوي بكوريا، لدليل قاطع على أن الألعاب الجماعية التي كان يراها البعض غير قادرة على العطاء في البطولات الخارجية، أضحت بقوة وعزيمة ناشئيها وشبابها إحدى الألعاب التي تمكن من خلالها لاعبونا أن يضعوا العلم البحريني في مصاف الأبطال، ويجعلوا الجميع يحسب للبحرين ألف حساب، ولكن بشرطها وشروطها، فلم يكن فوز منتخب الكرة الطائرة بالبطولة الخليجية التي اختتمت قبل أيام في السعودية وقبلها بالعربية في تونس، وسبقه منتخب اليد بخطفه الميدالية البرونزية في أولمبياد كوريا في أول ظهور رسمي له وليد الصدفة، بل هي الحقيقة عينها التي تؤكدها قوّة السواعد البحرينية في المحافل الخارجية.
بالعودة إلى الشروط، نجد أن أولها هي زرع الثقة باللاعبين المواطنين وهي المفقودة تماما مع لاعبين صغار كهؤلاء، وثانيها إعطاؤهم الاهتمام الكافي وصقلهم بالشكل الصحيح منذ صغرهم من أجل أن تزهر يانعة في المستقبل كما هي النخلة التي تحتاج إلى الرعاية منذ زرعها في التراب حتى تكبر وتعطي حصادها لنا، وربما يمكن القول إننا غير قادرين على تحقيقها في ظل النظرة العكسية التي ينظر من خلالها مسئولو الرياضة لدينا.
كما لا يجب أن تمر هذه الانتصارات الرائعة مرور الكرام من دون حساب، وبالتالي ضرورة التكريم السريع، لأن كل هذه البطولات لن تكون ذات قيمة، إذ ما تأخر التكريم عن وقته المفترض.
ما يطلبه الجميع أنْ تقف الدولة ومسئولوها مع أبطالها المواطنين، وأنْ يقدّموا كل دعم لهؤلاء الذين يرفعون علم البحرين عاليا خفاقا في المحافل العالمية كافة، ولعل المحافظة على هذه المنتخبات وإشراكها في البطولات الآسيوية أول أشكال الدعم، لأن مثل هذه البطولات هي من ستقوي وستزيد من قوة هذه المنتخبات، والابتعاد بالتالي عن الأعذار الغريبة جدا في الاعتذار عن عدم المشاركة في البطولات الآسيوية، فإن أي عذر يقدم لعدم المشاركة، كنقص التمويل المادي أو صعوبة المشاركة مع منتخبات آسيوية قوية أو الأوضاع السياسية الحالية بالمنطقة سيكون غير مقبول تماما، ومعناه تهربا في دعم هذه المنتخبات البطلة، وما اقتراب منتخب الطائرة للرجال من الصعود لأول مرة لكأس العالم ووصوله للمباراة الختامية للتأهل خير دليل على أهمية المشاركات القارية.
إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"العدد 4029 - الثلثاء 17 سبتمبر 2013م الموافق 12 ذي القعدة 1434هـ
كلامك صحيح 100 في 100
مشكور على هل مقال المميز ونحتاجه كنا
لهمس الاتحاد باذنهم
والبحرين ما شالله تعج بالمواهب بكل الالعاب