تحتفل دول العالم بيوم البيئة العالمي في الخامس من يونيو/ حزيران من كل عام وتستمر فعاليات هذه المناسبة لمدة أسبوع من الزمان. في هذا العام تم اختيار العاصمة المكسيكية من قبل برنامج الأمم المتحدة لشئون البيئة (UNEP) كمقر للاحتفالات المصاحبة ليوم البيئة العالمي حيث تُعتبر هذه المدينة رقم 23 التي تقوم باستضافة هذا الحدث العالمي منذ العام 1987 في نيروبي الكينية. بالنسبة إلى الدول العربية فقد تم اختيار كل من بيروت والجزائر العاصمة في العامين 2003 و2006 كمقري احتفال لهذه الفعالية الخضراء.
لم يكن من المستغرب أن يختار منظمو هذا الحدث العالمي موضوع الشعار الرسمي لهذا العام ليكون «كوكبنا يستغيث بنا - فلْنتّحد لنكافح تغيُّر المناخ» وهو استمراية لشعارَي العامين الماضيين حيث كان شعار العام 2007 «تغيُّر المناخ - موضوع الساعة؟» وشعار العام 2008 «فلنكسر العادة - نحو اقتصاد منخفض الكربون». فلاشك ان قضية تغيُّر المناخ هي إحدى القضايا المصيرية للعرق البشري ومن ثم فإن توعية الرأي العام بخطورة الوضع الحالي هي إحدى أهداف الاحتفال بيوم البيئة لحماية وديمومة الأجيال القادمة.
لكن أهمية شعار هذا العام تنبع من توقع ختام المفاوضات المعقدة على مستوى خبراء المناخ والسياسيين والاقتصاديين لتوقيع اتفاقية ملزمة جديدة بين حكومات الدول لتحل محل اتفاقية كيوتو المشهورة. لاشك انه بعد 180 يوما من الآن، ستضع قمة كوبنهاجن في ديسمبر/ كانون الأول الخطوط العريضة لكيفية مجابهة الحضارة الإنسانية لمشكلة تغيُّر المناخ مستخدمة كل إمكانات العقل البشري من تكنولوجيا متقدمة ومخترعات وأفكار إبداعية ومتعاضدة مع السياسات التعاونية بين بلدان العالم.
انطلقت فعاليات يوم البيئة العالمي هذا العام في البحرين من مقر جمعية المهندسين في الجفير ومن المتوقع أن تتواصل الفعاليات على مدى أيام الأسبوع في المجمعات التجارية والفنادق ومن قبل جهاز البيئة وشركات القطاعين الخاص والعام والجمعيات البيئية.
لاشك ان المشاركة من قبل المواطنين وطلاب المدارس بحملة التوعية ذات الأبعاد الدولية لهو دليل على اهتمامهم بالهموم العالمية في مجال البيئة والتنمية المستدامة لكن الاحتفال بيوم واحد فقط في رزنامة السنة ليس بكافٍ لتطبيق العادات البيئية في المنزل والمدرسة وبيئة العمل. ما يدعو للأسف أن يوم البيئة العالمي يتصادف مع فترة الامتحانات النهائية للفصل الثاني والعطلة الصيفية وبالتالي فإن معظم المدارس والجامعات تتجاهل هذه المناسبة والفرصة للقيام بأنشطة تثقيفية وتوعوية وعملية وبالتالي نتمنى أن يستغل اليافعون جزءا لا بأس به من الفترة الصيفية في تناول الشئون والأنشطة البيئية.
لاشك أن الهموم البيئية المحلية الرئيسية من دفن وردم السواحل والجزر وبالتالي تهديد البيئة البحرية والثروة السمكية، وتسرب الغازات من المصانع إلى القرى وتأثيرها على صحة المواطنين، وتلوث خليج توبلي لهي قضايا تحتاج إلى مزيد من الاهتمام لأنها تلمس الحياة اليومية للمجتمع وبالتالي لابد من الدعوة إلى إدماج هذه المشاكل البيئية في فعاليات الاحتفال بيوم البيئة وربط الشأن المحلي بالعالمي.
إقرأ أيضا لـ "مجيد جاسم"العدد 2465 - السبت 06 يونيو 2009م الموافق 12 جمادى الآخرة 1430هـ