بدأت الحكاية هذه المرة، والقتلة مبدعون في مثل هذه الحكايات الدموية، في شهر أغسطس/ آب من هذا العام، وفي مطعم حيث يدخل الإنسان إليه ليأكل لا ليُذبح، ولكن هناك تم ذبح أسرة مكونة من سبعة أشخاص بينهم نساء وطفلان، ما أدى لتفجر الأحداث تباعاً بين كرّ وفرّ، وهجوم وصد للهجوم، ومعها تضاربت الروايات حول منفذ الهجوم وهدفه، وهل هي جماعة أم فرد. وترك المسئولون القتلى والثكلى من ورائهم، كعادة العرب، وراحوا يبحثون عن تهدئة الأوضاع بين فئات الشعب، الواحد، إثر هذا الحادث!
وكما هو ديدن «القتلة المأجورين» ممن يدّعون الإسلام في هذا الزمان؛ فإن كل جريمة المقتولين في ذاك المطعم أنهم من منطقة «صعدة» بشمال اليمن. أظنّ اتضح شيء من الأمر الآن عن مكان الحدث والمقتولين فيه. ولكن ما لم يتضح أن هذا الهجوم هو السبب الرئيس الذي ربما يؤدي إلى حرب «سابعة» ضد الحوثيين في شمال اليمن من قبل بعض القبائل المدعومة من القوى الظلامية خارج البلاد، والتي تفتعل الأحداث ضد الحوثيين في الشمال منذ سنوات.
إنه نفس المسلسل الدموي التكفيري الذي يجري تنفيذه على قدم وساق في مشرقنا العربي، كما هو في مغربه أيضاً. ويأتي هذا الحدث اليمني بشكل متعمد وفي مرحلة حرجة جداً من تاريخ هذا البلد، الذي كان سعيداً يوماً ما، وفي منطقة حساسة جداً في مديرية «حوث» بشمال اليمن.
وبين مقولة أن الهجوم تشوبه ظروف لا تزال مجهولة وأن لا جماعة حزبية قبلية خلفه، وأن مفتعله هو مجرد قاطع طريق ينتسب للقاعدة في اليمن؛ يذكر موقع الحادث بأن منفذي الهجوم قاموا بإطلاق النار المباشر وإلقاء القنابل اليدوية على العائلة البريئة حتى تركوها أشلاء مبعثرة.
وفي نطاق التراشق بالتهم بين القوى القبلية المتصارعة في الشمال، اتهم الحوثيون رجل أعمال، قبلياً شهيراً، من الإصلاحيين، كما يُفترض به؛ بأنه وراء الحادث المفتعل ووقوف بعض قطع الجيش في الشمال معه كاصطفاف طائفي. بينما يرفض أتباع الزعيم القبلي المعروف هذا الاتهام رامين بالكرة مرة أخرى لملعب الحوثيين، متهمين إياهم بأنهم السبب في إشعال الحروب وإحداث الفتن بين أبناء القبائل في الشمال.
والغريب في أحداث اليمن شماله وجنوبه، أنه لا يُعلن، كما هو عندنا، عن اكتشاف مخابئ أسلحة أو قنابل محلية الصنع وغيرها من فبركات الأنظمة العربية، ذلك أن الوضع المتفجر هناك لأتفه الأسباب أو أعظمها، عادةً ما تستخدم فيه مختلف أنواع الأسلحة، ولابد أن يسفر عن سقوط قتلى وجرحى، ومع ذلك فكلهم حريصون على سلامة الوطن والمواطنين!
والمضحك المبكي فيما حدث، أن مجموعة مسلحين يتبعون الزعيم القبلي المعروف، وهم حريصون على سلامة الوطن اليمني، قاموا كرد فعل، كما ذكرت السلطات المحلية في المحافظة، على إغلاق مكاتب شركته «سبأ فون» في صعدة على خلفية مقتل الأسرة البريئة في المطعم المذكور في «حوث»؛ بتفجير كابل الألياف الضوئية التابع للاتصالات ما أدى إلى قطع الاتصالات والانترنت عن المحافظة!
وقد علّق أحد اليمنيين على ما حدث بأنه ثمرة أخرى من ثمار الفوضى الخلاقة في المنطقة، واتهم أحد الرعاة الكبار لتنظيم القاعدة والجماعات الإرهابية التكفيرية في اليمن بتعمد تفجير الأوضاع، لأن القاعدة والتكفيريين لا يستطيعون التعايش في الأجواء الديمقراطية الحقيقية وحرية الرأي والمعتقد لأنها ضد وجودهم خارج البشرية أساساً. بينما استغرب آخر أن دولة اليمن بجيشها الذي يتعدى النصف مليون، وأجهزه أمن متنوعة يصل عدد أفرادها لعشرات الآلاف، لا يستطيعون مواجهة جماعة إرهابية تكفيرية. لكن نسي صاحب هذا الرأي أن هذه الجماعات التكفيرية مرتبطة أساساً بمنظومة قبلية عتيقة ومتخلفة داخل وخارج اليمن وليست وحدها في الميدان. وهذه الجماعات ومنظومتها الداعمة لم يعجبها مشاركة الحوثيين في مظاهرات ضد ضرب سورية، وما سيحصلون عليه لو نجح الحوار الداخلي لصالحهم، وهنا بيت القصيد في افتعال حادثة اغتيال أسرةٍ بكاملها في المطعم لتفجير شمال اليمن.
وإذا كانت عرقلة الحوار الوطني وآلياته تأتي عندنا من الداخل، ففي اليمن تأتي من الخارج على يد بعض حلفاء تلك المنظومة من القبائل عبر افتعال الكثير من الأزمات وما ستجره على اليمن بأوضاعه وأزماته الاقتصادية والسياسية الخانقة من ويلات ودمار قريب على شاكلة النسق السوري، لكن فقط في الشمال. وهذا الخطأ الثاني الذي يرتكبه اللاعبون الخارجيون الكبار في الساحة اليمنية كما ارتكبوه في الساحة السورية عبر استخدامهم كأيدٍ غربية إسرائيلية ضاربة للعبث بالشام، واليوم يتم التخلّي عنهم بسهولةٍ عبر التفاهمات الأميركية الروسية على ضفاف ملف الكيماوي السوري!
فهل تجدي مبادرة الرئيس عبد ربه منصور هادي، الذي لا يحبذ إثارة الحوثيين الآن على الأقل في المرحلة الانتقالية، عبر لقائه بمجموعة من المشايخ والأعيان من مناطق محافظات (عمران وحجّة وصعدة والجوف ومأرب) الذين جاءوه بملف تحريضي ضد الحوثيين؛ وبما أبداه أمامهم من مشاعر فياضة وطيبة، أن يطفئ فتيل الفتنة الطائفية التي يُراد إشعالها في بؤرة جديدة من الوطن العربي المنكوب؟
إقرأ أيضا لـ "محمد حميد السلمان"العدد 4028 - الإثنين 16 سبتمبر 2013م الموافق 11 ذي القعدة 1434هـ
حوله أو دوسريه أو صهاينة - نازية بينما فجار - تجار سلاح ورفاهيه و..
يقال من جنرالات الحرب على الإنسانيه قد يكون شارون مات كما مات هندرسون لكن من تفجيرات برج التجارة الى الحرب الكماوية. فقد كشفت مصادر مطلعة عن أن الهولي كوس –تجارب أجريت أيام هتلر كما حلبتشه وما جرى فيها- صدام كان حاضرها. اليوم مجازر مثل صبرا وشاتيلا كما مجازر مثل حوض جاف و أخرى على دوار لؤلؤ وغيرها. من إلإعتداءات على الإنسانية تنتظرها محكمة لا هاي الدوليه. قال جحا ليش؟ قال لأنها ضد الإنسانيه بينما من دعم الإرهاب على سوريا ودعم الإرهابيين على الشعوب تنتظرهم هذه النهاية. أليس الحق حق والباطل باطل؟
أصحاب الكهف وأعواد الكبريت
ليس بسرأن إبليس اللعين أخرج آدم من الجنة لكن يقال لإبليس اللعين بينما يقال للشيطان رجيم. وهذا ليس بسر أن عدو الإنسان إبليس فيقال لعن أتباع الشيطان بينما لعن أصحاب السبت وليس أصحاب الكهف. أولاد إبليس غير وأولاد الشيطان شياطين أو شاركهم في أموالهم وأولادهم؟. هنا من يتبع خطوات الشيطان؟ هنا مسألة لما كان القتل بين هابيل وقابيل؟ أو لما أخرجا آدم وحواء من الجنة؟ أووا ليس لسماعهم لكلام إبليس – أو وسوس لهم الشيطان؟! يعني اليوم الناس تتابع إبليس أو مصادقة ومصدقة ومتفقة مع إبليس على الناس؟
لزائر رقم 2
لو كان كما تقول انك اوقفت القراءة فلماذا علقت على ذلك وانت تدعي الموضوعية، فهل من الموضوعية انك تكتب تعليقا على بضعة اسطر من مقال لم تكمله للآخر حتى تعرف رأي الكاتب وبأنه مازال موضوعيا فعلا فيما كتب بوضع كافة الآراء التي تحدثت عن الحادثة وعن الحوثيين، أو انك أكملت القراءة ولم تستوعب ما كتب..والله يكون في عونك في الحالتين..
الأخ محمد
من القائل الهم لا ترضي عنهم الولاه أبد ؟ ومن المقصود بذلك هل أهل البيت
كما قتل أئمتهم أهل بيت النبي بالأمس تقتل شيعتهم باليوم هو وعد من نبي الله
لقد قالها الرسول الأعظم ص (انت وشيعتك المستضعفون من بعدي) تسرق حقوقهم ويطاردوا بين كل حجر ومدر لأن دربهم مدار الحق وطريق السراط المستقيم لهذا السبب يكرهون ولهذا السبب يطاردهم المجرمون. كما قتل اهل البيت بين كل حجر ومدر وكما ارتكبت بحقهم المجازر الجماعية
مهتم
عرفتك يا أخ محمد انسان مثقف ومتفتح ولا ترمي الاتهامات جزافا . بدأت مقالك باستخدام بعض الالفاظ التي توقف القارىء عن الاستمرار في قراءة المقال مثل (القتلة المأجورين والتكفيريين والظلاميين ).