العدد 4027 - الأحد 15 سبتمبر 2013م الموافق 10 ذي القعدة 1434هـ

أطباء يحذرون من أن نظام الرعاية الصحية في سورية وصل إلى "نقطة الانهيار"

حذرت مجموعة من 51 طبيبا مرموقا على المستوى الدولي ومشتغلين بمهن طبية من أن نظام الرعاية الصحية السوري وصل إلى "نقطة الانهيار" في الوقت الذي تعاني فيه البلاد "واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية منذ نهاية الحرب الباردة".

وكتب أطباء - بينهم ثلاثة من الحائزين على جائزة نوبل - في رسالة مفتوحة ستنشر في مجلة "لانسيت" الطبية يوم الجمعة إن مرافق طبية وأفراد من المشتغلين بالمهنة يتم استهدافهم عمدا.وأضافوا نقلا عن إحصاءات صادرة عن منظمة الصحة العالمية أن نحو 15 ألف طبيب فروا من سورية منذ اندلاع الحرب الأهلية في عام 2011 ، في الوقت الذي تعرض فيه 37 في المئة من المستشفيات للتدمير و20 في المئة لـ "أضرار بالغة".وفي شمال حلب وهي واحدة أشرس ساحات المعارك ، لم يعد هناك سوى 36 طبيبا من بين 5000 طبيب كانوا متواجدين قبل الحرب ، حسبما ذكرت الرسالة التي وقعت عليها شخصيات من دول تتبنى أراء متعارضة بشأن الصراع بما في ذلك الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا سورية وتركيا.وتابعوا قائلين: "ندعو الحكومة السورية و جميع الأطراف المسلحة إلى الامتناع عن مهاجمة المستشفيات وسيارات الإسعاف والمرافق والإمدادات الطبية والمشتغلين بالمهنة والمرضى والسماح بعلاج أي مريض ومساءلة مرتكبي هذه الانتهاكات وفقا للمعايير القانونية المعترف بها دوليا".وقالوا إن عدد أولئك الذين يحتاجون للعلاج الطبي "يتزايد بشكل سريع"، ليس فقط بسبب الصراع ولكن بسبب "عدم وجود رعاية علاجية وقائية ملائمة".وأضافوا أن "الإصابات المروعة" لا يتم علاجها، في حين أن العمليات الجراحية تجرى دون مخدر، وتلد النساء دون مساعدة طبية، ولا يجد ضحايا العنف الجنسي مكان يذهبون إليه.وقالت الرسالة إن الصراع أيضا جعل السكان عرضة لخطر انتشار الأمراض المعدية، بما في ذلك التهاب الكبد والتيفود والكوليرا والدوسنتاريا.وكان وباء الحصبة قد اجتاح بالفعل شمال البلاد في شهر حزيران/يونيو، بينما أدى نقص العلاج إلى ازدياد تفشي داء الليشمانيات - مرض جلدي معد يمكن أن يسبب إعاقة خطيرة.ومن بين الموقعين على الرسالة الحائزين على جائزة نوبل في الطب هارالد زو هاوزن وجول هوفمان، وكذلك رئيس منظمة الصحة العالمية السابق جرو هارلم برونتلاند.وقالت صالحة إحسان، طبيبة مستقرة في لندن عادت مؤخرا من زيارة إلى مستشفيات في إحدى المناطق التي يسيطر عليها الثوار في شمال سورية، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن توقيت الرسالة "دقيق للغاية".وأضافت إحسان أن ذلك جاء في الوقت الذي "رأينا فيه الدبلوماسية تعمل"، بعد أن توصلت الولايات المتحدة وروسيا إلى اتفاق الأسبوع الماضي بشأن تفكيك ترسانة سورية من الأسلحة الكيماوية.وتابعت: "ما نحتاج أن نقوم به الآن حقا هو ممارسة الضغوط على الصعيد الدبلوماسي لإقامة ممر إنساني".





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً