بدأ يوم أمس العام الدراسي الجديد لطلبة الجامعة، وانتظم بعضهم في صفوفهم الدراسية وفي قلوبهم أحلامهم الكبيرة لمستقبلهم الذي ربما بدأوا أولى خطوات تحقيقه بدراسة ما كانوا يتمنون، في حين انتظم بعضهم الآخر وفي قلبه غصّةٌ لأنه لم يستطع دراسة ما تمنى، ولأنه وجد مستقبله مبهماً أمامه بعد أن حال توزيع البعثات بينه وبين ما كان يتمنى، فاضطر لدراسة ما لا يتناسب مع رغبته الأولى أو الثانية... وأحياناً رغبته الخامسة.
هؤلاء انتظموا في دراستهم بكل ما حملته قلوبهم من صخب، وبكل ما أوتوا من فرح أو من قلق، ولكن هناك في الطرف الآخر من لم يسعفه الظرف للدخول إلى الجامعة وإكمال طريقه نحو التحصيل العلمي الذي يتمنى، ليس تقصيراً منه ولا تقصيراً من ولي أمره، ولكنها الحال التي وصلت إليها البلاد حين حرمت بعض المتفوّقين من البعثات، وفضّلت عليهم بعض من لا يعرف من أين يدرس الكتاب.
بعض المتفوقين والمتميّّزين والمبدعين ممن حُرِمُوا الحصول على بعثة دراسية مستحقة، مازالوا ينتظرون يوم دخولهم إلى الجامعة، وقلوب ذويهم تكاد تنفطر وهم يقفون مشلولي الأيدي لا يملكون من أمرهم شيئاً، وقد حال بينهم وبين دراسة أولادهم ضيق الحال.
ما كتب أعلاه ليس مبالغةً ولا خيالاً؛ فقد سمعنا جميعاً قصص بعض الطلبة المتميّزين ممن لن يستطيعوا الالتحاق بالعام الدراسي هذا بسبب وضعهم المادي، برغم الدعم الذي تقدّمه لهم بعض الجهات الأهلية ويقدّمه بعض أصحاب الأيدي البيضاء؛ فأعداد الطلبة كبيرةٌ وتزداد يوماً بعد يوم، والإجحاف في توزيع البعثات يزداد عاماً بعد عام، والمتفوقون من أبناء «المغضوب عليهم» يزدادون أيضاً، علماً بأن بعض الداعمين والمموّلين لا يدعمون إلا بعض المجالات ولا يثقون ببعضها الآخر، كما حدث للدكتورة انتصار رضي التي تحدّثت في حفل تكريم الطلبة المتفوقين قبل يومين في قرية المرخ عن معاناتها مع الفقر الذي حال بينها وبين إكمال دراستها الجامعية عامين كاملين، ولم تجد من يموّلها وهي الطالبة المتفوقة المبدعة، فأكملت بعد ذلك البكالوريوس فالماجستير والدكتوراة في تربية الموهوبين، وهو التخصّص الذي رفضه بعض التجار ممن أُقْتُرِح عليهم رعايتها لعدم إيمانهم إلا بالتخصصات المعروفة فقط، والتي يرون أنها أنسب لتجارتهم.
هذه الـ «انتصار» انتصرت على كل تلك الحواجز، وصارت اليوم رئيسة قسم الإرشاد في إحدى المدارس الخاصة، وصاحبة مجلة تعنى بالمرأة وعلامة تجارية محلية ودولية، والأهم من هذا وذاك إنسانة تبحث عن المتميّزين لتدعمهم معنوياً، فماذا لو بقيت في المنزل من غير داعم وهي ابنة بائع كادح مكافح بالكاد يملك ما يسيّر به يومه؟ مع العلم أنها درست الدكتوراه على نفقتها الخاصة وكانت الطالبة الوحيدة من دول الخليج العربي ممن لم تحظَ بالدعم المادي من قبل جهة ما في بلادها!
أمثال «انتصار» كثيرون في البحرين، يبحثون عمّن يؤمن بهم ويدعمهم لكي ينطلقوا ويشقوا طريقهم وسط الصعاب التي وضعهم في وسطها القدر، وكثيرون من يتمنون أن يكملوا دراستهم الجامعية ليخدموا بلادهم وشعبهم فيكونوا خير من يعرّف بوطنهم في المحافل الدولية والمحلية، فهل تسمع الجهات المعنية هذه النداءات؟
إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"العدد 4027 - الأحد 15 سبتمبر 2013م الموافق 10 ذي القعدة 1434هـ
اخ اي خير بس اخ
ديرتنا صارت بلد العجايب
تحمي الغريب وتظلم القريب
لنا الله هو اللي يقدر بغير الاحوال
جهاد النفس وطلب العلم من الفرائض وليس بدعة ومن قال إطلبوا العلم؟
يقال الباحث عن المعرفة ليس كما الباحث عن الحقيقة وليس طالب العلم كما طالب المال والشهرة. فليس من الأسرار أن أهل هذه الجزيرة من أهل العلم والمعرفة. منهم العالم الجليل سيد هاشم التوبلاني- البحراني والفيلسوف والعالم الرباني شيخ ميثم. هم وغيرهم من قتلوا على هذه الجزيرة ذبحاً عند ما إستولت ملوك بني العباس وملوك بنوا أمية على هذه الأرض. نعم عاشوا على هذه الأرض لكن ذكرهم لا زال في أروقة الجامعات والحوزات العلميه – البحثية يعني. اليوم قد تكون تكرار قتل العلم بالجهل وقتل الناس بالسلاح ويقولون ليسوا جهله
صبرا جميلا
الله يكون في عون الشعب
الحقد وما يسوي
بعد أن كانت البعثات تصرف لـلمتفوقات زينب ورباب وفاطمة وزهراء أصبحت تصرف لطايحات الحظ منحوسه اقبال ، قوجه خان شاه ، عنزه مجبل .
المراه البحرينيه متميزة
كل الحب والاخترام لكم ايها المتفوقون