إحساس غريب انتابني وأنا اكتب هذا المقال عن حارس مرمى فريق نادي النجمة محمد احمد الذي يعد عميد لاعبي كرة اليد البحرينية، بسبب طول المدة التي تناهز الثلاثين عاما قضاها حارسا أمينا لفريق نادي النجمة، اول من فاز بلقب بطل الأندية الخليجية، ومشاركا في الانجازات الكبيرة التي حققها المنتخب الوطني حينما تأهل إلى نهائيات كأس العالم لكرة اليد.

هذا اللاعب سبق وان تطرقنا في «الوسط الرياضي» إلى حفل اعتزاله منذ عدة سنوات وفي أكثر من مناسبة كان يحدد لنا موعدا قريبا، وفي المقابلة الأخيرة طفح به الكيل فقال بتهكم لم يخل من الحسرة والألم إن حفل اعتزاله سيقام في «عيد البش» كناية عن كثرة الوعود وطول المدة التي قضاها وهو ينتظر مكرمة تكريمه.

حقيقة لا اعرف شعور اللاعب وهو يسمع أو يقرأ عن احتضان المسئولين لبطولات رياضية تقام خارج البحرين، وللاعبين اجانب يشاركون في بطولات عالمية احتضنتهم البحرين ليلعبوا باسمها، فهل هذا اللاعب الذي افني عمره وهو يمثل كرة اليد البحرينية لا يستحق مثل هذه الرعاية؟

سبق وان طالبت في هذه الزاوية بأن يخصص صندوق لرعاية اللاعبين يطلق عليه اسم «صندوق اللاعب» تمول موازنته من خصم مبلغ 1 في المئة من دخل جميع المباريات التي تقام في الصالات الرياضية او ملاعب كرة القدم. تحت إشراف اللجنة الاولمبية البحرينية بصفتها الجهة الحاضنة لكل الألعاب الرياضية، على ان يساهم هذا الصندوق في تمويل تكريم اللاعبين المتميزين، ويصرف منه على اللاعبين الكبار التي تعوزهم الحاجة، وأتمنى ان يرى هذا المشروع النور في القريب العاجل من خلال قرار يصدر عن رئيس اللجنة الاولمبية البحرينية يكون ساري المفعول في الأيام المقبلة.

حقيقة أتمنى كل الخير لأبناء وطني ولكل من قدم خدمات جليلة للوطن وخدمها ردحا طويلا من الزمن؛ لان هناك العديد من الاسماء الذين يستحقون التكريم في الاندية والاتحادات الرياضية، من بينهم الرعيل الأول الذي ساهم في تأسيس الرياضة البحرينية، كما ان هناك كوكبة من اللاعبين الذين كانوا يوما ما نجوما يشار إليهم بالبنان تدهورت حالتهم الصحية والاجتماعية ولم يتم تكريمهم او الالتفات إليهم بسبب ضعف المادة، لذلك فإن وجود صندوق اللاعب سيسهل من هذه المهمة وسيسهم في تكريم الرياضيين المخلصين من دون ان يكون عالة على اي جهة، ولا يؤثر في كرامة المكرم بل سيزيده فخرا واعتزازا بعطائه.