شهدت اليابان في ستينيات القرن الماضي نمواً اقتصادياً متسارعاً مصحوباً بحقبة من الإنتاج الضخم والاستهلاك الواسع وتم التخلص من كميات هائلة من النفايات التي رافقت هذا النمو. وسرعان ما أصبحت مسألة معالجة هذه النفايات قضية خطيرة. فنظراً لمساحة اليابان المحدودة، لا يمكن وضع كميات كبيرة من النفايات في مكبات النفايات. وبالإضافة إلى ذلك ونظراً لاعتماد اليابان على الواردات بشكل كبير في مواردها، فقد بدأ العديد من العامة بالتشكيك في استخدام المنتجات التي يمكن التخلص منها في ضوء ذلك.
وبدأ العديد من اليابانيين اليوم يدركون تماماً أهمية الحد من النفايات والتخلص منها بطريقة مناسبة. وأدخلت معظم البلديات أنظمة جمع قمامة في سلال مهملة مصنفة بحيث يقوم السكان بفصل النفايات إلى نفايات قابلة للحرق ونفايات غير قابلة للحرق ونفايات سائبة وما إلى ذلك بحيث يتم تخصيص يوم محدد لجمع كل فئة من القمامة على حدة. يتم جمع الورق والزجاجات والعلب البلاستيكية والزجاجية على أنها مواد قابلة لإعادة التدوير.
هناك ما يقرب من 8.9 ملايين شخص يعيشون في 23 مقاطعة في طوكيو وينتج هؤلاء السكان 2.87 طن من النفايات سنوياً. يوجد ما مجموعه 21 محطة للتخلص من النفايات (محطات حرق) للتعامل مع القمامة (عدد المحطات يشمل تلك التي يجري تجديدها). ومن الأمثلة على هذه المحطات محطة الحرق كيتا، حيث تحرق ما يصل إلى 600 طن من النفايات يومياً. تقوم الشاحنات بجلب القمامة التي تم جمعها إلى موقع يسمى «مخزن النفايات» الذي يقع في مبنى المحرقة ذاته. تقوم الرافعات بنقل القمامة من الشاحنات إلى المحرقة التي تعمل على مدار 24 ساعة في اليوم. ويتم حرق القمامة على درجة حرارة تفوق 800 مئوية من أجل منع تشكيل مادة الديوكسين الخطرة، وتقوم مرافق مراقبة التلوث المتعددة المراحل الخاصة بالمحطة بالقضاء نهائياً على أية مواد خطرة مثل الجسيمات وأكاسيد النيتروجين. تقع المحطة بالقرب من مركز سكني، وبالتالي فإنها تطبق لوائح مكافحة تلوث خاصة أكثر صرامة بكثير من المتطلبات القانونية.
تستخدم محرقة محطة الحرق كيتا الغاز فقط منذ بدء تشغيلها ولغاية إيقافها، يتم تشغيل نيران المحرق من خلال النفايات المحروقة بشكل كل. ويتم الانتفاع من الطاقة الحرارية المتولدة في هذه العملية على نحو فعال لتوليد الطاقة والحرارة. يتم استخدام نصف الطاقة الكهربائية المتولدة لعمليات المحطة وتباع الكمية المتبقية لشركات توليد الطاقة الكهربائية. تكون محطة الحرق كيتا بهذا قد أعادت إلى المدينة ما أخذته منها وتكون بهذا قد لعبت دوراً في إنتاج الطاقة وعملت أيضا بمثابة قاعدة لإمدادات الطاقة وتوفير الماء الساخن للمرافق القريبة. كانت معظم الإلكترونيات التي تلقيها الأسر في السابق توضع في مكبات النفايات. إلا أن الأمر تغير في العام 2001 عندما قامت الحكومة اليابانية بسن قانون يلزم بإعادة تدوير الإلكترونيات القديمة، أملاً في أن يشجع ذلك على إعادة الاستخدام الفعال للموارد وحل القضايا المتعلقة بعدم وجود مساحات كافية لتوظيفها كمكاب للنفايات.
ومنذ ذلك الحين شكل صانعو الإلكترونيات في اليابان شركات إعادة التدوير الإلكترونية. تقوم هذه الشركات بجمع وإعادة تدوير الغسالات والتلفزيونات ومكيفات الهواء والثلاجات وأجهزة الكمبيوتر. يتم استخراج مركبات الكلوروفلوروكربون بشكل كامل من ثلاجات ومكيفات الهواء، وتتم إزالة الكومبرسرات أيضاً. ونظراً لاحتواء الثلاجات ومكيفات الهواء على مواد نادرة، فيتم فرزها وإرسالها لإعادة التدوير. يتم فرز جميع الأجزاء القابلة للاستخدام. بعد ذلك، تسحق النفايات وفي هذه العملية يتم فصل المواد الحديدية وغير الحديدية والبلاستيك لإعادة التدوير من خلال استخدام المغناطيس.
العدد 4024 - الخميس 12 سبتمبر 2013م الموافق 07 ذي القعدة 1434هـ