يبدو ان كوريا الشمالية في طريقها الى اعادة تشغيل مفاعل نووي "بحالة مزرية" في بيونغ يانغ، بحسب ما افاد الخميس(12 سبتمبر / أيلول 2013) مصدر روسي مؤكدا معلومات اميركية ومشيرا الى مخاطر حصول "كارثة" في شبه الجزيرة الكورية.
ونقلت وكالات الانباء الروسية عن هذا المصدر الدبلوماسي الروسي قوله "من الواضح ان هناك اشغالا تجري هناك منذ فترة طويلة. بعض المؤشرات تدل على انه في طريقه الى اعادة التشغيل".
واشار المصدر ذاته الى ان المفاعل الذي بني في خمسينات القرن الماضي بحالة "مزرية".
وابدت روسيا قلقها من عواقب اعادة تشغيل المفاعل المحتملة على المنطقة.
من جهته، حذر الموفد الاميركي الخاص الى كوريا الشمالية الخميس من ان احتمال اعادة تشغيل المفاعل النووي الكوري الشمالي سيشكل "خطأ" ومشكلة "خطيرة".
وكان غلين ديفيس يتحدث من طوكيو التي يزورها في اطار جولة اسيوية بعد نشر المعهد الاميركي الكوري في جامعة جون هوبكنز صورة عبر الاقمار الصناعية الاربعاء تشير الى بخار يتصاعد من مبنى ملاصق للمفاعل في مجمع يونغبيون النووي الكوري الشمالي.
واضاف المصدر "يمكن ان يكون لذلك عواقب رهيبة على شبه الجزيرة الكورية وان يؤدي الى كارثة".
لكن المصدر الروسي اكد مع ذلك انه "ليست لدينا معطيات تثبت ان المفاعل اعيد تشغيله".
وقال فريق اميركي للابحاث الاربعاء انه يبدو ان كوريا الشمالية اعادت تشغيل مفاعل نووي في محطة يونغبيون ينتج البلوتونيوم ما من شانه ان يتيح للنظام تسريع برنامجه للتسلح.
وقال الباحثان نيك هانسن وجيفري لويس على مدونة المعهد ان الصورة التي التقطتها الاقمار الصناعية تظهر ان كوريا الشمالية "اعادت تشغيل المفاعل على ما يبدو".
وقال المصدر الروسي ان سبب انبعاث البخار الظاهر في الصورة "يمكن ان يكون مجرد عملية تثبت من المولد الكهربائي".
وبحسب الباحثين الاميركيين، فان المفاعل قادرعلى انتاج ستة كيلوغرامات من البلوتونيوم سنويا وهو ما يمكن كوريا الشمالية من استخدامه لزيادة حجم ترسانتها النووية.
واعلنت كوريا الشمالية في نيسان/ابريل الماضي انها ستعيد قريبا تشغيل هذا المفاعل الذي اوقفت تشغيله في 2007 في اطار اتفاق دولي دعمته الولايات المتحدة.
وياتي كشف هذه المعلومات بشان المفاعل النووي الكوري الشمالي، في الوقت الذي تشهد فيه العلاقات الدولية المتوترة مع نظام بيونغ يانغ هدوءا بسيطا بعد تجربة نووية ثالثة لكوريا الشمالية في شباط/فبراير تلاها تهديد اميركي بمهاجمتها.
ويعتقد ان كوريا الشمالية تملك مخزونا من البلوتونيوم كاف لانتاج ست قنابل، وذلك بعد ان استخدمت قسما من مخزونها في تجاربها.
وقال معهد العلوم والامن الدولي الشهر الماضي ان كوريا الشمالية ضاعفت على ما يبدو قدرتها على تخصيب اليورانيوم في مجمع يونغبيون.
وحين كشفت كوريا الشمالية وجود هذا الموقع في نهاية 2010 اثناء زيارة عالم اميركي، كان المبنى يحوي نحو الفي جهاز طرد مركزي لتخصيب اليورانيوم مخصصة بحسب بيونغ يانغ لتزويد مفاعل نووي بالطاقة.
لكن واشنطن وحلفاءها اعتبروا ان كوريا الشمالية ارادت استخدام هذا اليورانيوم المخصب لانتاج اسلحة.
وفي الاسابيع الاخيرة، ابلغت كوريا الشمالية الولايات المتحدة برغبتها في استئناف المفاوضات السداسية حول برنامجها النووي. وتضم هذه المفاوضات علاوة على كوريا الشمالية كلا من روسيا والصين والولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان.
لكن الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية تلحان على ضرورة ان تظهر كوريا الشمالية حسن استعدادها قبل اي اتصال رسمي في هذا المجال.
وبقيامها بعكس ذلك من خلال اعادة تشغيل محتملة لمفاعلها، فان كوريا الشمالية تستمر في استراتيجية اتت ثمارها تمثلت في المبالغة في الضغط للحصول على تنازلات من خصومها.
ولاحظ المصدر الدبلوماسي الروسي ان "الكوريين الشماليين يقولون: نحن على استعداد لاستئناف التفاوض لكن لا نفهم حول ماذا".
واضاف ان "الوضع معقد حاليا".