العدد 4023 - الأربعاء 11 سبتمبر 2013م الموافق 06 ذي القعدة 1434هـ

تحقيق للأمم المتحدة يكشف عن هول ظاهرة الاغتصاب في منطقة آسيا المحيط الهادئ

أقر نحو ربع الرجال المشمولين بتحقيق أجرته الأمم المتحدة في ستة بلدان في منطقة آسيا المحيط الهادئ بأنهم ارتكبوا جريمة اغتصاب بطريقة غير مباشرة، ما يكشف هول هذه الظاهرة التي ليست حكرا على الهند.

وأكدت هذه الدراسة الواسعة النطاق التي شملت أكثر من 10 آلاف رجل تتراوح أعمارهم بين 18 و 49 عاما لم يكشف عن هوايتهم أن "العنف ضد النساء واقع مرير"، على حد قول روبيرتا كلارا ممثلة الأمم المتحدة التي عرضت هذه الدراسة في بانكوك.

وأضافت المسؤولة الأممية المعنية بشؤون المرأة في المنطقة أنه "لا بد من تغيير الثقافة التي تسمح للرجال بالظن أنهم يسيطرون على النساء".

وقد صدرت هذه الدراسة التي أجريت في ستة بلدان هي بنغلادش وكمبوديا والصين وإندونيسيا وبابوا غينيا الجديدة وسريلانكا، على خلفية ادانة المتهمين الاربعة باغتصاب طالبة في كانون الاول/ديسمبر في نيودلهي الذي هز المجتمع الهندي وأدى الى اندلاع تظاهرات غير مسبوقة في البلاد بتهمتي الاغتصاب الجماعي والقتل.

ويلفت القيمون على هذا التقرير إلى أن الرجال المشمولين بدراستهم والبالغ عددهم 10 آلاف رجل لا يمثلون سكان المنطقة جميعهم، حرصا منهم على تفادي تعميم نتائج هذا التقرير.

وجاء في الدراسة التي نشرت مجلة "ذي لانست" مقالا عنها أنه "صحيح أن هذه الدراسة اجريت في منطقة آسيا المحيط الهادئ، لكنها تكتسي طابعا عالميا".
ولم يسأل المحققون الأمميون الرجال مباشرة إذا كانوا قد اغتصبوا نساء، لكنهم سألوهم "إذا كانوا قد اجبروا امرأة ليست زوجتهم أو حبيبتهم على إقامة علاقات جنسية معهم"، أو إذا كانوا قد أقاموا علاقات جنسية مع نساء تحت تأثير المخدرات أو الكحول من غير المعلوم إذا كن قد وافقن عليها وهن في كامل وعيهن.
وأشارت الامم المتحدة إلى تباين كبير في النتائج بحسب المناطق، مع 4% مثلا في بنغلادش في مقابل 40% في بابوا غينيا الجديدة التي تعد من البلدان التي تسجل أعلى نسب من أعمال العنف ضد المرأة في العالم.
وبين التقرير أن ما يعادل 11% من الرجال المشمولين بالدراسة قد ارتكبوا جريمة اغتصاب واحدة على الأقل.
وترتفع هذه النسبة إلى 24% مع حسب حساب لعمليات الاغتصاب التي تطال الشريكة أو الزوجة أو الحبيبة. وعلى هذا الصعيد أيضا، تختلف النتائج باختلاف البلدان مع 13% في بنغلادش و59% في بابوا غينيا الجديدة.
و45% من الرجال قالوا إنهم اعتدوا عدة مرات على نساء. و59% من هذا المجموع كشفوا أنهم فعلوا فعلتهم لمجرد التسلية، في حين أن 38% منهم اغتصبوا الضحية لمعاقبتها.
وما يثير القلق بعد اكثر هو أن نصف الضحايا هم من المراهقات و12% منهن كن دون الخامسة عشرة من العمر وقت الأحداث.
وأكدت أغلبية الضحايا انها لم تطلق أي ملاحقات فضائية في هذا الشأن.
ويشدد القيمون على هذه الدراسة على أنه من الممكن وضع حد لهذه الظاهرة بفضل معاملة أفضل للضحايا وملاحقات قضائية في حق مرتكبي جرائم الاغتصاب.
وقالت إيما فولو التي شاركت في إعداد هذا التقرير إنه "من الممكن تغيير العوامل المتصلة بأعمال العنف"، مثل انتشار الدعارة وشهود الصبية على أعمال عنف تمارس في حق أمهاتهم.
وتتميز هذه الدراسة في مقابلاتها الطويلة التي أجريت مع الرجال وليس الضحايا في المناطق الريفية والحضرية على حد سواء.

 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً