العدد 4023 - الأربعاء 11 سبتمبر 2013م الموافق 06 ذي القعدة 1434هـ

علينا أن نقارن أنفسنا بأفضل ما تتوصل له الإنسانية

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

«أرييل كاسترو» وحش بشري (53 عاماً) من ولاية أوهايو بالولايات المتحدة الأميركية، حُكم عليه في 1 أغسطس/ آب 2013 بالسجن لمدة ألف عام وذلك بتهم اختطافه ثلاث بنات ما بين 2002 و2004 (عندما كانت أعمارهن 20 و16 و14 عاماً) وتحويلهن إلى العبودية، وقام باغتصابهن وتسقيط الجنين عدة مرات من إحداهن، ووُلدت له بنت من أخرى، وكان الجميع احتُجزن في منزله المشئوم في مدينة كليفلاند الأميركية. وقد أوقف كاسترو في مطلع مايو/ أيار 2013 بعد أن تمكنت إحدى ضحاياه من الفرار من هذا الحجز والاستعباد. وفي 3 سبتمبر/ أيلول 2013 انتحر كاسترو داخل السجن عبر استخدام أغطية فراشه وتحويلها إلى مشنقة داخل زنزانته.

لقد كتبتُ سابقاً عن هذا الموضوع، واليوم أكتب عنه من زاوية أخرى... فهذا الشخص الذي صدم الجميع بهمجيته ووحشيته على ما فعله بثلاث بنات على مدى عشر سنوات، كان يرى نفسه «طيِّباً»، وكان يتحاور مع من استعبدهن ويقول لهن «انظرن كيف أن الآخرين الذين يختطفون النساء فإنهم يقتلونهن، أمّا أنا فلم اقتلكن»... وأثناء المحاكمة حاول أن يبرهن على أنه ليس «وحشاً»، وأنه مجرد مهووس بالقيام بأعمال، تماماً كما أن البعض يصبح مهووساً بمشاهدة الأفلام الخلاعية. وقال أثناء المحاكمة «أنا لستُ وحشاً، أنا إنسان طبيعي، لستُ مريضاً».

وأود ان أتوقف عند اعتقاد هذا الوحش عن نفسه بأنه «طيب»، اذ كان يقارن نفسه بالذين يقتلون الضحايا بعد اغتصابهن، وعلى أساس هذه المقارنة فهو ليس سيئاً، وإن على ضحاياه أن يحمدن ربهن أنهن لم يكنَّ تحت يد غيره ليرون معنى العذاب بصورة أبشع.

هذه الزاوية شدت انتباهي لأن هناك من لا يرى سيئات أفعاله لأنه يقارن نفسه بمن هو أسوأ منه. وتذكرت درساً تعلمته عندما كنت أدرس الإدارة منذ زمن طويل، وهو أنّ على المؤسسات أن تتعرف على أفضل الممارسات في مهنتها وفي السوق التي تعمل فيها Best Operating Practice وأن تسعى إلى التعلم منها باستمرار وأن تصل إلى مستواها، أو إلى أفضل منها، وذلك من أجل أن تنجح وتستمر في النجاح. والتحدّي أمام من يسعى إلى التفوق هو قياس نتائج عمله ومقارنتها مع الأفضل عالمياً World Class.

غير ان المصيبة أن هناك من يقارن نفسه مع مستويات منخفضة، وبالتالي فإن «الوحش كاسترو» تعمى عيناه عن أفعاله المشينة. إن المقارنة مع الأسوأ (من الزاوية المذكورة أعلاه) هي بداية رحلة نحو الهمجية والاضمحلال الانساني، ولذا فإن علينا أن نقارن أنفسنا - في مجالات الحياة المختلفة - بأفضل ما تتوصل له الإنسانية، وليس بأسوأها.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 4023 - الأربعاء 11 سبتمبر 2013م الموافق 06 ذي القعدة 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 27 | 9:51 ص

      هندرسونيات وأثيوبيات من الحبشة سابقا

      عرف التاريخ الأنجلو- ساكسون أو المحتالون إلا أن اليوم خلط الحابل بالنابل ولم يذكر ولا ينكر الإنجليز أن أصولهم من اليهود الحيالة وليست من الخيالة. يعني بيضان وجوههم بس ما تدري قلوبهم بيضة أو مبيضة لكن... بالله عليك يا سلمى المغربيه ويا ليلى الحبشية الم يكون اليهود من التجار ولا يدفعون الضرائب (الجزيه يعني ) – يتهربون يعني من الضريبة لكن غيرهم عليه أن يدفع الضرائب – الشعوب يعني.

    • زائر 26 | 8:49 ص

      القروض وحبوه حبوه لكن البنك ما يدفع ضريبة ليش؟

      يقال والعهدة على القائل أن من الناس من أخافتهم أصوات المطالبين بالحق بينما قال شكسبير أن الخواف لا يرهب إلا القلب الفاسد. فهل ظهور الفساد في البر والبحر بما كسبت جمعيات مناهضة للإرهاب أو من البنوك التي لا تدفع ضرائب دخلها ولكن تدعم تدمير الطبيعة وتلويث الهواء والبيئة ولا تدفع ضرائب؟

    • زائر 25 | 6:29 ص

      المقارنة بالأسوأ عقلية السيئين

      المقال في الصميم يا دكتور وسيردون عليك بسوءهم وليس بأفضل ما عندهم هذا ان كانوا يعرفون الأفضل لأن عقلية السيئين لا تعرف الأسوياء .

    • زائر 23 | 5:44 ص

      سوريا

      كلما فتحنا موضوع الديمقراطية راحوا يقولون انظر الى سوريا نحن افضل منها.. لماذا لا تقارنون حالكم مع من هم افضل منكم بكثير

    • زائر 22 | 5:41 ص

      كبير ياابن الاكابر

      والله يادكتور منصور ياابن سماحة العلامه الشيخ عبدالامير الجمري رحمة الله عليه .انت مثال راءع للاخلاق والثقافه والمستوى التعليمي الراقي.هداليس مديح انه الواقع.هناك من يحفد عليك لمقالتك الراءعه ومستوى تعليمك.لانه ليس بهدا المستوي ويدعون انهم كتاب فهيهات هناك فرق كبير جدا وشاسع.وفقك الله دكتورنا الغالي

    • زائر 21 | 5:36 ص

      كوبا ليست أمريكا والزاوية ووجهة النظر أو حالة ليست من النماذج

      قال جحا إهمال أو إستهمال أو إستهبال ساسة ما تقرف تقود جمل؟ فليس سراً ولا جهرا لكن مدخول الموظفين والعمال يدفعون رسوم وضرية دخل بينما شركات وبنوك لم تدفع ضريبة التخلف وتلويث البيئة كما أن المؤسسات المالية الأخرى التي مولت دفات البحري أيضاً عليها ضريبة دخل وتدخل في شئون بلدان وإستعباد البشر – يعني أمريكا وشركاتها اليوم تتهرب من العقاب ومن دفع الضرائب وتريد كأنها المارد أن تدفع الشعوب أخطاء مفكرين أو مجانين البيت الأبيض يهودي الصنع؟

    • زائر 20 | 3:57 ص

      الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولو الألباب

      اين نحن من آيات الله وتعاليم ديننا الحنيف؟
      العالم يأخذ خلاصة تجارب الآخرين في التطور والتقدم ونحن ماذا نأخذ؟
      نأخذ تجارب بعض الدول في الكذب والخداع واللف والدوران لكي نصبح من اوائل الدول في الكذب والنفاق حتى مع حلفاء البحرين فمن سيثق بنا في المستقبل
      لا شعب ولا دول ستكون لها ثقة

    • زائر 19 | 3:43 ص

      لقد أسمعت لو ناديت حيًّا ولكن لاحياة لمن تنادي

      الأستاذ الدكتور منصور الجمري : بيّض الله وجهك في الدنيا وفي الآخرة ، ورحم الله والديك .

    • زائر 18 | 3:24 ص

      هل أظلموا أو ظلموا أنفسهم وأصبح المسلمون كفره ولا يعلموا أو ما أدراك؟

      يقال إن كنت تدري فتلك مصيبة وإن كنت لا تدري فالمصيبة أعظموا - أنك قد تدري لكن عند ما لا تدري أنك لا تدري أو أنك لا تعرف أن في ناس أو من الناس قاصين عليك ويقولون في قانون لكن ماكو عندهم قانون وآخرين لابسين بشت وقاعد على مشيخة والناس تنابز باللقب أو تفاخر بالأولاد أو بالأموال يعني. أما من الآخرين فمنهم من ربا له لحية وقال مسلم من الظاهر لكن من الباطن يحقد ويحبل للناس ويتجسس عليهم أو قد يعرقل للناس أو قد يضن أو يشك. أين الإسلام من المسلمين؟

    • زائر 17 | 3:16 ص

      عبودية أو إستعباد بشر وإستبعاد العقل

      تسائل قرعويه لما من الناس من قد لا يتذكرون ولا يستذكرون لكن يستنكرون المجازر ولا يحركون ساكنا بل يشعلون الحرب؟. مع أنهم ليسوا من المحرومين لكن حارمين الناس من حقوقهم ومانعين الماعون عن البعض ومكسرين عظام البعض وحابسين البعض وقاتلين البعض ... قال قائل منهم أو من البعض من البعوض الذي يمص دم الناس– يعني أمم أمثالكم من الحشرات المخلوقة مثلما خلقكم الله. السؤال هنا هل الصهاينة مصاصين دماء الشعوب بمبررات إستثمار وإعادة رسم خريطة العالم؟

    • زائر 13 | 3:08 ص

      قد لا يتذكرون لكن الجاهلية تحتاج محو إمية

      قال جحا هل يحتاج الناس اليوم الى إعادة نظر والأمية أو في محوها؟ لأنهم لا يقرئون وإذا قرأوا ما يفهمون الإ الذي يريدون فهمه فقط – قصور في نظرهم يعني. يقال الإناء بما فيه ينضح بينما إذا واحد ما يعرف يكتب ولا يقراء لكن وأنهى دراسته الجامعية بتفوق؟ الكتابة والقراءة ليستا الى من وسائل التعبير عن ما يجول داخل إنسان عانى أو درس حالة أو حالات. يعني يحب الآخرين أن يقرأوا ويتطلعوا على تجاربهم. قال جحا ويش تمحي ويش تكتب ما دام رب البيت الأبيض عامي عيون الناس بالدولار؟

    • زائر 12 | 3:07 ص

      مقال أكثر من رائع وأكبر من راق

      مقال أكثر من رائع وأكبر من راق.. سلمت يداك يا أصيل.

    • زائر 11 | 3:07 ص

      لم يعد مكشوفا لكن مغطى عليه

      صلوا على البدر التمام يحكى أن من العصابات التي هُجرت أو طردت من روسيا أيام القياصرة كان منهم يهود تجار ومشعوذين وسحره – يعني كفره يتعاملون بالسحر لكي يستعبدوا الناس وينصبون عليهم وينصبون حاكم أو أمير أو ملك. إستقر البعض منهم في المانيا بينما إنشر البعض الآخرفي بريطانيا وفرنسا وبقية الممالك التي بها ملك أو ملكة. يعني يديرون الحكم هم بعد بالكهنة مثل بابا الفاتيكان وغيره بعد أن يعدونهم إعداد ساحريا. يعني من فوق ها الله الله بس مقلوب الظاهر ليس كما الباطن. ويش عصابات أو عصبيات معصبه - يعني مغطاه؟

    • زائر 10 | 2:51 ص

      قال تعال: واتبعوا احسن ما أنزل اليكم

      هناك حسن وهناك أحسن وهناك الاحسن والخالق عز وجل طالب الناس بالأخذ بأحسن الامور ومن ثم البناء عليها لأن جزاءه سبحانه ايضا على افضل واحسن الاعمال وقال ليجزيهم بأحسن ما عملوا. خلاصة الكلام في العالم المتقدم والمتحضر الناس تأخذ آخر ما وصلت اليه البشرية من تقدم وتبني عليه ولا تبدأ من الصفر ومن ثم يقيسون انفسهم بأفضل البشرية اما هنا في البحرين فينظرون الى الأسوأ ثم يقارنون وضعنا بوضع ذلك الاسوأ

    • زائر 9 | 2:47 ص

      very idealistic

      كلام رائع و مثالي. لكن يا دكتور الواقع يفرض نفسه.... رحم الله امرىء عرف نفسه...
      الطموح و الحث على الأفضل خير ماكتبت و لكن يجب الحث على بالتي هي أحسن. و شكرا

    • زائر 7 | 1:35 ص

      متابع

      ان ما يعتقده البسطاء من صحة فكرتهم وهي احمد ربك انت في البحرين وليد الاستراتيجيه والخطط الموضوعه منذ زمن طويل من متنفذين لايريدون لهذا البلد ان يتطور لكي يحافظو علي المكتسبات التي لديهم وانا هنا لست لتبيان هذه الحقيقه ولكني أتسائل هل الحل في مقال يتيم ام وضع استراتيجيات وأهداف ينبغي العمل عليها ليحاكم جميع الوحوش بألف سنه كما هو حال الوحش ارييل كاسترو

    • زائر 6 | 1:30 ص

      عمودك يا دكتور يتناسق مع عمود السيد قاسم لهذا اليوم، فقرة من أدناه:

      إن التعامل مع عالم اليوم بطرق الثمانينيات لا يخدم أية دولة، وهو الذي يقود إلى الفشل وتبادل التهم. ويزيد الأمر سوءًا عندما تخرج مانشيتات الصحف بعناوين موحدة عن «إشادة 47 دولة بوحدة التحقيق ومكتب التظلمات وتنفيذ توصيات بسيوني»، كل ذلك ولم تمضِ 24 ساعة على انتشار بيان الإدانة – وليس الاشادة - بين يدي الجمهور.
      إننا لا نتعلم من أخطائنا، ونركب رؤوسنا ونزوّر الحقائق، ونحاول تضليل الآخرين، وتخرج بعض الأصوات المتعجرفة لتقول إنه لا يهمنا حتى لو وقفت ضدنا مئة دولة... ثم نريد من العالم أن يصدّقنا ويحترمنا.

    • زائر 5 | 1:08 ص

      كلام جميل

      انها لحكمة حقاً

    • زائر 4 | 12:38 ص

      شكرا

      وصلت الرسالة.. جزاك الله خيراً، ورحم الله والديك..

    • زائر 2 | 12:14 ص

      احمد ربك انت في البحرين

      فعلا دكتور، هناك الكثير من الذين لم يتخلصوا من العبودية ويقارنون أنفسهم بأسوأ السيئين، لذلك هم في الغالب يتوصلون إلى ""احمد ربك انت في البحرين"" في الصميم

    • زائر 3 زائر 2 | 12:31 ص

      شموخ البحرين ياجمري

      انا من المتابعين لمقالاتك الراءعه وافكارك العميقه ونظرتك الثاقبه في خفايا الاحداث والقضايا الاجتماعيه وانت بحمد الله موفق انت شموخ البحرين وفخرها لك التحيه والف سلام

    • زائر 1 | 12:08 ص

      انت رجل

      كبير يادكتور.. انت رجل والرجال قليلا في هذه الديرة

اقرأ ايضاً