ترأس وزير الخارجية الشيخ خالد بن احمد بن محمد آل خليفة اجتماع الدورة الثامنة والعشرين بعد المائة للمجلس الوزاري لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الذي عقد في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية مساء اليوم الثلثاء (10 سبتمبر/ أيلول 2013).
واكد وزير الخارجية في كلمته الافتتاحية على ثبات موقف دول المجلس وتضامنها اللامحدود أمام التحديات والتهديدات المحيطة بها من أعمال عنف وتطرف وإرهاب أياً كان مصدرها والعمل على بناء قدراتنا الذاتية لتعزيز سلامة الجبهة الداخلية في إطار استراتيجيتنا الأمنية والدفاعية ، كما اشاد وزير الخارجية بما حققته قمة الصخير التي عقدت في ديسمبر/ كانون الأول من العام الماضي برئاسة حضرة صاحب الجلالة عاهل البلاد المفدى من إنجازات وتفعيل قرارات المجلس الاعلى وكيفية ترجمتها إلى واقع ملموس، من خلال صيغ عملية وإجراءات واقعية لتعزيز امن واستقرار دولنا والحفاظ على مكتسباتنا الحضارية وتفعيل مسيرتنا المباركة وعزمنا الثابت للمضي قدماً بعلاقاتنا الأخوية نحو التكامل والاتحاد المنشود.
وفي هذا الاطار رحب المجلس الوزاري لمجلس التعاون لدول الخليج العربية في بيانه الذي صدر هذا اليوم بمبادرة ملك مملكة البحرين حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة بإنشاء محكمة حقوق الانسان العربية، وبقرار مجلس الجامعة العربية باختيار مملكة البحرين مقراً دائماً للمحكمة، التي تعتبر خطوة مهمة ورؤية مستقبلية وتعزز مبادئ حقوق الانسان وحرياته الاساسية.
كما جدد إدانته للتفجيرات الإرهابية التي وقعت في مملكة البحرين مؤخراً ، بغرض زعزعة الأمن والاستقرار وترويع الأمنيين من المواطنين والمقيمين في ربوعها، حيث أكد المجلس الوزاري على وقوف ومساندة دول المجلس لمملكة البحرين في جميع الإجراءات التي اتخذتها لمكافحة الأعمال الإرهابية تنفيذاً لتوصيات المجلس الوطني بغرفتيه الشورى والنواب.
وتدارس المجلس الوزاري عدداً من الموضوعات المدرجة على جدول أعماله، تتعلق بمجالات التعاون المشترك في الشئون الاقتصادية ونتائج الاجتماعات الوزارية في المجال الاقتصادي التي كان من أهمها إنشاء لجنة وزارية مستقلة تعنى بسلامة الأغذية بدول المجلس، وتكريم المتميزين بدول المجلس في مختلف المجالات كالطب والتعليم والدبلوماسية والأدب والثقافة وغيرها من المجالات.
وجدد المجلس الوزاري التأكيد على مواقفه الثابتة في اقامة علاقات التعاون مع جمهورية إيران الإسلامية على اسس ومبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في الشئون الداخلية ورفض دول المجلس لاستمرار احتلالها للجزر الاماراتية الثلاث، وتطورات الملف النووي الإيراني حيث عبر المجلس الوزاري عن قلقه من البرنامج النووي الإيراني وضرورة استجابة إيران للجهود الدبلوماسية الهادفة إلى حل موضوع البرنامج النووي بشكل سلمي بما يكفل تطبيق قرارات مجلس الأمن ذات الصلة ومعايير واشتراطات الوكالة الدولية للطاقة الذرية، واستعرض المجلس جداول أعمال الاجتماعات الوزارية المشتركة واهم الموضوعات التي سوف يتم مناقشتها في هذه الاجتماعات مع الدول والمجموعات الاقتصادية خلال اجتماعات دول المجلس على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها (68) التي ستعقد خلال شهر سبتمبر/ أيلول الجاري، وكما تدارس المجلس تطورات الأزمة السورية والإحداث والمجازر المأساوية التي يتعرض لها الشعب السوري باستخدام الأسلحة الكيماوية والحالة الإنسانية في الداخل السوري والخارج والانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان، وسبل دعم وإيصال المساعدات الإنسانية للشعب السوري الشقيق، حيث طالب المجلس الوزاري المجتمع الدولي التحرك الفوري لتقديم الحماية للشعب السوري ومساعدته ليتمكن من الدفاع عن نفسه ، وكما تدارس المجلس الوضع العربي الراهن والأوضاع في الأراضي الفلسطينية وتطورات النزاع العربي الإسرائيلي، والجهود التي تبذلها الولايات المتحدة الأمريكية للبدء بالمفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، والأوضاع في الجمهورية اليمنية ونتائج المرحلة الثانية ودعم حوار التوافق الوطني.