استضاف المجلس الأعلى للبيئة، رئيس قسم بيئة الأراضي الرطبة بوزارة البيئة والشؤون المناخية بسلطنة عمان الشقيقة بدر البلوشي، وذلك ليستعرض مع خبراء البيئة المحليين التجربة العمانية في صيانة البيئات الساحلية واستزراع أشجار القرم الحاضنة لغذاء الثروة البحرية والداعمة للحياة الفطرية في البيئات الرطبة والساحلية.

تأتي هذه الزيارة مواصلة للجهود الرامية الى تفعيل مذكرة التفاهم الموقّعة بين مملكة البحرين وسلطنة عمان الشقيقة بداية شهر يونيو الماضي للتعاون في المجالات البيئية للأعوام 2013 الى 2015 في مجالات حماية البيئة وصون الطبيعة، تمهيدا لوضع المشاريع البينية المشتركة في هذا المجال وإيجاد صيغ لتمويلها.

وبهذه المناسبة صرّح الرئيس التنفيذي للمجلس عادل خليفة الزياني، بأن الخبراء المحليين بصدد اصطحاب الخبير الضيف للاطلاع على محمية رأس سند المزمع زراعة المرحلة الأولى من أشجار القرم على ضفافها، وذلك تمهيدا لحماية المنطقة والاستفادة من مواردها ودراستها. وأضاف الزياني "هذه فرصة لاستعراض تجارب الأشقاء في عمان في إقامة المشاتل البحرية التي تدعم منابت الغذاء البحري لصغار الأسماك، وبناء الحاضنات الطبيعية لها."

وعلّق بدر البلوشي على غرس بذور أشجار القرم قائلا "يجب أولا التأكد من نسب العناصر الغذائية المخزنة في بذور القرم، وخواص التربة الساحلية الكافية لتغذية البذور في أطوار النمو اللاحقة."

وأوضح الزياني بأن شمال الساحل الخليجي يعاني من ضعف نمو أشجار القرم أو انعدامه بسبب برودة الطقس وزيادة نسبة الملوحة في مياه البحر، رغم نجاح فريق ياباني فيما مضى في زراعة أشجار القرم على سواحل مدينة الخفجي، وتختلف خواص التربة الساحلية شمالا عن نظيرتها في الجنوب من حيث الطبيعة الترابية مقارنة بالتربة الطينية ودرجاتالملوحة وقابليتها لاحتواء العناصر الغذائية اللازمة.

ومن جانبه بيّن البلوشي أن نجاح التجربة مبني في معظم الأحيان على إبقاء بذور القرم منقوعة في الماء لتحفيزها على تجاوز أطوار النمو الأولى والأضعف لتجنب تعرضها للإغراق أو الانجراف المبكر، ويتم الاحتفاظ بها في المشاتل لحين غرسها في شتلات في السواحل ذات الخواص والعناصر الأمثل لنموها.

وقدم البلوشي محاضرة بعرض مصاحب لصور وبيانات الانجازات العمانية الرائدة على مستوى المنطقة، والمتمثلة في زراعة مساحة وقدرها حوالي 300 ألف متر مربع من المناطق الساحلية بما يزيد على 548 ألف شتلة من أشجار القرم، وذلك ما بين عامي 2000 و 2013، شارك فيها قسم بيئة الأراضي الرطبة الذي يرأسه البلوشي بوزارة البيئة والشؤون المناخية، بمساعدة السكان المحليين من كافة الفئات والأعمار في المناطق العمانية الواقعة على السواحل المختارة.

وكشف البلوشي أن سلطنة عمان الشقيقة بصدد التعاون مع اليابان لافتتاح مختبر متكامل للأبحاث البحرية في مجال أشجار القرم بصورة أساسية، الى جانب أبحاث الشعاب المرجانية وظاهرة المد الأحمر. ومن المقرر أن يوقع المركز المذكور حال افتتاحه مذكرات تفاهم للتعاون مع جامعات دول مجلس التعاون ومراكز الأبحاث العالمية للاستفادة من امكانياته على الصعيد الاقليمي.

يشار الى أن بدر البلوشي يعد من الخبرات الأبرز إقليميا في مجال تخطيط البيئات البحرية وزراعة أشجار القرم، وهو خبير في حقوق الثدييات البحرية وسلامتها، وله مسيرة طويلة في إنقاذ السلاحف والدلافين والحيتان الجانحة على الشواطئ العمانية، الى جانب خبرة نوعية في انتشال وتصريف جيف الحيتان العملاقة النافقة بسبب حوادث الناقلات العملاقة أو شباك الصيد أو الأسباب الأخرى كالمرض أو الشيخوخة، وله ارتباطات بمراكز أبحاث وتصنيف، ومشاركات في مؤتمراتتتناول هذه المجالات في العديد من الدول حول العالم.

جدير بالذكر أن مذكرة التفاهم الموقعة بين البلدين الشقيقين قد نصت على تبادل الخبرات والمعلومات حسب الضرورة في مجالات تعزيز التعاون الفني لمكافحة الملوثات البحرية، وتبادل الخبرات والمعلومات في مجال إدارة المناطق الساحلية، والمحافظة على البيئة والشؤون المناخية واقتراح آليات جديدة في مجالات التفتيش والتقييم البيئي ودراسة التأثيرات البيئية، وتبادل المشاركات التدريبية للمختصين في كافة المجالات البيئية، وتبادل التشريعات والقوانين البيئية وآليات تنفيذ الاتفاقيات البيئية الإقليمية والدولية، وتبادل الخبرات في مجالات استدامة الموارد الطبيعية والتنوع الأحيائي والحياة الفطرية ومكافحة التصحر وإدارة المحميات الطبيعية، وتقنيات رصد التغيرات المناخية وتشجيع مصادر الطاقات المتجددة. كما تدعو المذكرة الى تبادل المعلومات والبيانات في مجال المؤشرات البيئية، والتعاون في إدارة المواد الكيميائية وإجراءات السلامة وتبادل الخبرات في الطوارئ والأزمات البيئية.