العدد 4021 - الإثنين 09 سبتمبر 2013م الموافق 04 ذي القعدة 1434هـ

الثقافة تقيم معرض "25 عامًا من الإبداع العربيّ" بمشاركة 33 فناناً عربياً

برسمها للأوطان العربيّة، وبقدرة الفنّ على أن يصيغ في خطاباته وبصريّاته رسائله العميقة حول الإنسان وهواجسه وإشكاليّاته، المنامة عاصمة السياحة العربيّة للعام 2013م، تعيش أسبوعها الأخير مع روائع الفنّ العربيّ وتواصل استحضار ربع قرنٍ من المعالجات والأطروحات الفنيّة في تركيبة فريدة وتجربة جماعيّة داخل متحف البحرين الوطني، وذلك من خلال معرض (25 عامًا من الإبداع العربيّ)، الذي دشّنته وزارة الثقافة بالتعاون مع معهد العالم العربيّ بباريس في منتصف يوليو الماضي.

في اختبار زمنيّ جمعيّ لإدراك أنساق التخيّل البصريّ ومحاولة تشكيليّة لتكوين وعي عام بالظواهر والمتغيّرات على الخارطة العربيّة. وقد جسّد المعرض طريقًا موحّدًا للوصول إلى الجمال كفكرة إنسانيّة بمنطق متغيّر ومتبدّل يشرح الإنسانيّات على فترات نشوئها ووجودها المختلفة، ويمثّل في مجاوراته التّشكيليّة أكبر المعارض الفنيّة المعاصرة في تاريخ معهد العالم العربيّ بباريس، حيث الثقافة تؤسّس للأوطان بمختلف تصوّراته واحتمالاته ورؤاه.

وخلال إطلاق المعرض، أوضحت وزيرة الثّقافة الشّيخة ميّ بنت محمّد آل خليفة أن "خمسة وعشرين عامًا لا تُطلِق فكرة الرمزيّة الهويّة بل تنقل ربع قرنٍ من حيوات كثيرة أرّخت لكل الأحداث والمتغيّرات بمعادلات فنيّة وذهنيّة". مشيرةً: "نحن اليوم لا نصطاد فكرة الجمال فحسب، بل نبحث بأدوات فنيّة عن أفكار إنسانيّة وأطروحات اتّخذت الشكل الذي عليه، باعتبارها التأريخ الحقيقيّ لكل الإشكاليّات والألغاز، فثقافة الوطن العربيّ تعدّدية وتشعبّية، ويمكننا بهذا المنتج الفنيّ الإنسانيّ أن نستوعب الأنساق الواقعية والخيالية وندرك الطارئ أو الملابسات التي شكّلت خارطة الفن العربيّ الجديدة".

وقد انطلق معرض (25 عامًا من الإبداع العربيّ) من ذاكرة الفنّان العربيّ ومساحاته الفنيّة ومجسّماته للتعبير عن الأسئلة والوجوديّات بمشاركة 33 فنانًا عربيًّا بمناسبة مرور 25 عامًا على تأسيس معهد العالم العربيّ في باريس.

ويُشرع المعرض مختبره الحقيقي في تجارب منتقاة لبحث الظواهر المستمرّة والمتغيّرات اللاحقة.

وحول ذلك، قال القيّم العلميّ على المعرض إيهاب اللبّان: (نعتقد أن التجارب والمشروعات الفنيّة التي يطرحها المشاركون في هذا المعرض قد تساهم، وبشكل كبير، في الكشف عن البناء المتناغم والملامح المكوّنة للمشهد الفنيّ العربيّ)، مشيرًا إلى أن المشهد الفني للوطن العربي يحتاج متابعة ضرورية لكافة مناحي الفن التي تنتج بأيادٍ ورؤى عربية.

وأضاف: (لقد بدت على العالم العربيّ ملامح تغييرات كبيرة وجذريّة في الآونة الأخيرة، لم ينفصل عنها الفنّانون) مؤكدًا أن الفنانين انخرطوا في تلك التغييرات وأصبح لهم دور واضح في مناقشة القضايا الاجتماعية والثقافية.

وحول مصادر الإبداع العربيّ، يشير اللبّان إلى أنّ مصادر الإبداع تعدّدت بشكل كبير عند الفنانين، قائلاً: (تداخل الفنّ في أدقّ تفاصيل الحياة، واتّسعت رؤية الفنّانين لتشمل جوانب كثيرة، وإن كان ذلك على حساب جماليّات العمل الفنيّ المتعارف عليه أحيانًا).

يشتغل المعرض على صورة واقعيّة لحالة الفنون التشكيليّة الراهنة بمختلف موادّها ووسائطها: الرسم، النحت، التصوير الضوئي، الفيديو، الأعمال التركيبيّة وغيرها، وذلك في محاولة لشفّ خارطة فنونيّة وإنسانيّة للوطن العربي، ورصد الحراك الذي يعيشه المبدعون في مختبراتهم الخاصّة وتحليل المكوّن المجتمعي داخل المنتج الفنّي. كما يمثّل مغامرة بصريّة حقيقيّة تتشابك فيها الأطروحات والأشكال الفنيّة والألغاز، يلوّح عبرها الفنّان بهويّته الشخصيّة وحالته الفريدة بمعزل عن سلوك الجماعة أو في تعبير عنهم، في اتّصال ما بالبيئة أو المحيط العام والقضايا الإنسانيّة.

يستمرّ هذا المعرض الفنيّ العربيّ حتّى الخامس عشر من شهر سبتمبر المقبل، في سياق احتفاء الوزارة بفصل السياحة الترفيهيّة في المنامة عاصمة السياحة العربيّة 2013م، مستقرًا في العاصمة البحرينيّة بأكبر معرض فنّي معاصر في تاريخ معهد العالم العربيّ بباريس.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 6:13 ص

      زمان لول

      كان الاولى من وزارة الثقافة التركيز على تعزيز الثقافة المحلية من خلال نشر الثقافة المحلية على الجيل الجديد (جيل الهواتف النقالة ) بدلا من التركيز على السياحة العابرة , أين القرية التراثية سواء في قرية المالكية او في متحف البحرين أين عاداتنا القديمة أين طاقاتنا الفنية المحلية في جميع المجالات سواء الرسم أو الشعر والمجالات الفنية الاخرى أو الحرف المحلية الاخرى

اقرأ ايضاً