قال الرسوم (ص) «أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين، وأشار إلى السبابة والوسطى وفرج بينهما» لم يكن الجهد والعمل المدخر في سبيل رفع معاناة وحاجة المحتاج تذهب اعتباطاً إلا وثوابها عظيم محسوب عند رب العباد، فكيف بالحال لمساعدة يدخرها ذلك المقتدر الذي لا يجد في نفسه غضاضة تمنعه وحائلاً يعوقه عن تقديم سبل المعونة وتأدية الواجب الشرعي والانساني معاً، فإن أجرها مضاعف وكبير مسجل للعباد في يوم القيامة، وهذا تأكيدا لما قاله رسول الله (ص)، لذلك تعتبر هذه المهمة رغم مشقتها التي يقوم بها أي شخص في سبيل رفع معاناة اليتامى وانتشالهم من الوضع الذي هم فيه وتحمل مسئوليتهم سواء رعايتهم أوتغذيتهم أوتدبير شوئنهم هي أشبه بجهاد عظيم محسوب لمن يقوم به أي شخص مؤمن يعي حجم الثقل والتركة الملقاة على عاتقه في سبيل رسم البسمة على شفاه اليتامى والأثر الطيب الخالد والعميق الذي يترك في صوغ شخصية صالحة مؤهلة وقادرة على العطاء، وفي الوقت ذاته على التكيف مع متقلبات الحياة والظروف، ابرزها الحرمان. وتمده بقوة على الاستمرار في نواحي الحياة حتى مع خلو عنصر الأب من كيان الأسرة ونقص وجوده من الدنيا برمتها... لذلك عبر هذه الأسطر نسجل مناشدة عاجلة خارجة من طالب جامعي يتيم يأمل من خلال هذه المقدمة الموجزة أن يستحصل على عطف وود جهة تتبنى قضيته في تحمل مصاريف دراسته الجامعية ويأمل ان يجد اليد التي تتلقفه وتمد عونها له في مواجهته ومساعدة على تجاوز احلك الظروف التي يمر بها في أهم مفصل بحياته ما بعد وفاة والده قبيل سنتين، إذ شاءت الظروف أن يجد نفسه وهو في عمر صغير (21 عاما) أن أجد نفسي وحيدا اصارع موج الحياة وخاصة في مسألة دراستي وحاجتي لتثبيت موطئ قدم لي في مسيرة الدراسة الجامعية.
مصاريف دراستي لدى الجامعات الخاصة تبلغ نحو 1500 دينار للفصل الدراسي الواحد، ولأنني الابن البكر لأسرتي تقع جل المسئولية على كاهلي في توفير حياة كريمة وعزيزة لعائلتي الممثلة من أمي واخي الذي يصغرني بالعمر سنتين وكذلك اختي التي تربو على 13 عاما وأخرى آخر العنقود بعمر 7 سنوات... هناك وامام هذا المشهد الذي تتجلى فيه معاني الحرمان من وجود حضن الاب بالنسبة لأطفال مازالوا يسلكون مشوار الدراسة تتجلى في ناظري في الوقت ذاته عزيمة على تجاوز الصعاب وتحقيق أولى درجات الطموح مهما بلغت مناحي الشدة من ضيق وصعوبة معاً؛ لذلك عاهدت نفسي ان أكوّن ذاتي وأرسم لنفسي مستقبلي ولا أجعل للظروف المحيطة عاملاً مثبطاً لهمتي على العمل بجد واخلاص وثبات، فها أنا أرفع الشراع ناصباً لذاتي مسلك حياة التي ادعو ربي ان تنعكس ايجابيه باذن الله على بقية حياة إخوتي وأسرتي معا بعد توفيق من ربي كي يسهل امر دراستي وتدبير كافة مستلزمات الدراسة وما قد تفرضه من معطيات وحاجيات ومسئوليات آمل أن أكون قادراً على الايفاء بها لو بالجزء البسيط منها بدءاً برسومها المكلفة مروراً باجتياز مقرراتها بتفوق وجدارة ... وعبر هذه الأسطر أبعث برسالة لطلب مساعدة عاجلة كي أكسب فيها ود وعطف كل شخص لديه القدرة على معاجلة مشكلتي المادية في الدراسة ويتبنى قضيتي كطالب يتيم محتاج الى المساعدة التي تكفل له الاستمرار في دراسته من دون قيد أوشرط حتى الانتهاء منها وتبقى الرسوم هي العائق لتثبيت امر التسجيل الدائم والمتوقف على سداد قيمة 1500 دينار للفصل الحالي والذي تحملت كلفة سداد فقط 350 ديناراً كمبلغ مقدم للتسجيل المبدئي في الجامعة الخاصة في تخصص الحقوق ولكن يبقى الأمر رهين سداد بقية المبلغ إذ آمل أن أحظى عليه في الفترة القريبة.
كما أرجو في الوقت ذاته أن أحصل على مصدر دائم أو أية جهة تتبنى مساعدتي وتتحمل كلفة سداد قيمة الدراسة كل ذلك سيكون عاملاً مساعداً على فتح لي باب الأمل لمواصلة طريق المثابرة دون كلل كما لا يخفى عليكم أنه تنتابني الرغبة بحماس للانخراط في سوق العمل قبيل الدراسة لكن عاهدت نفسي اولا ان اضمن واثبت قدمي في الدراسة الجامعية حينها سأعمل في أية مهنة شريفة تؤمن لي متطلبات الدراسة لاحقاً هذا ولكم الأجر المضاعف والثواب عند الله..
(الاسم والعنوان لدى المحرر)
الوحدة الوطنية هي أحد أهم مقومات أي وطن قوي، فهي مصدر تقدمه وازدهاره، هذه الوحدة التي تتجسد في تلاحم الشعب مع بعضه البعض أو بينه وبين القيادة الوطنية. ووجودها يساعد على تحقيق الأمن وضمان الطمأنينة بين ربوع الوطن باعتبار ان الشعب يؤمن بواحديته ويؤمن بتعدده السياسي والاجتماعي والاقتصادي ولكن في اطار منظومة الوحدة الوطنية التي لا تفرق بين احد إلا على اساس الكفاءة والانجاز وما يقدمه للوطن من خدمات تدفعه الى الامام. فالوحدة الوطنية تعني وجود وطن واحد موحد من الشمال الى الجنوب ومن الشرق الى الغرب يسكن فيه شعب يربطه تاريخ مشترك ومصير مشترك ومصالح مشتركة ويتألف مفهوم الوحدة الوطنية من عنصرين هما الوحدة وهي التي تجمع الأشياء المتفرقة، والوطنية هي انتماء الإنسان إلى دولة معينة، يحمل جنسيتها ويدين بالولاء إليها، على اعتبار أن الدولة ما هي سوى جماعة من الناس تستقر في إقليم محدد وتخضع لحكومة منظمة.
ونظرا للأهمية التي يحتلها هذا المفهوم في تاريخ الامم والشعوب فقد اسهم في تعريفها وتوضيح مقصدها الكثير من المفكرين والكتاب على مر التاريخ، وان اختلفت تعريفاتهم بحسب السياق الذي قيلت فيه وبحسب التطورات التي جرى فيها تناول مثل هذه القضية، فقد ربط المفكر الاسلامي الاشهر أبوحامد الغزالي تحقق الوحدة الوطنية بوجود الحاكم (الإمام)؛ لأنه - في رأيه - هو أساس وحدة الأمة، ومحور اتفاق الإدارات المتناقضة، والشهوات المتباينة المتنافرة وذلك لجمعه ابناء الامة حول رأي واحد، وتعود هذه الوحدة الوطنية الى مهابة الحاكم وشدته وتأييد الأمة له من خلال تعاقد سياسي بين الرعية والحاكم، على شرط أن يقوم هذا التعاقد على الرضى لا على الإكراه، وهو الامر الذي يراه الغزالي كافيا للقضاء على التشتت وتحقيق التضامن بين اعضاء الجماعة الوطنية حول سلطتهم. ومن المفكرين الغربيين كان اسهام احد اكثر المفكرين اثارة للجدل وهو نيقولا ميكيافلي والذي رأى أن مفهوم الوحدة الوطنية يعني ارتقاء الحاكم في الدولة إلى درجة القداسة، لأنه محور الوحدة الوطنية في الدولة، وهناك ضرورة في رأيه لإذعان المحكومين لهذا الحاكم وخشيتهم منه والتي يعتقد انها من ضرورات تحقق هذه الوحدة، لأن الأخذ بآرائهم سيؤدي إلى الفوضى والاضطراب. وقد شاطره رأيه هذا توماس هوبز حيث رأى أن الوحدة الوطنية: هي سيطرة الدولة وزيادة مقوماتها من خلال الحكم المطلق الذي سيسهم في إضعاف المناوئين أو المنافسين لها، ويرى ان على الدولة غرس صفات الولاء وحب الوطن عند الأفراد عن طريق برامج التعليم والتدريب والتوجيه السياسي. الا ان الامر اختلف كثيرا مع المفكر الفرنسي جان جاك روسو الذي رأى في الوحدة الوطنية عبارة عن عقد اجتماعي بين الشعب والنظام السياسي القائم، بحيث يتوحد الشعب في وحدة قومية مصيرية، وفى إطار من مسئولية مشتركة يطيع فيها الفرد الحكومة، التي هي نظام اجتماعي ارتضاه عن طواعية واختيار، والربط بين السيادة في توحيد الشعب وقيمه، والتعبير عن إرادته المندمجة في الارادة العامة، التي هي - في رأيه – عبارة عن محصلة إيرادات الأفراد، والتي تختلف في مجموعها عن الإيرادات الفردية على اعتبار أنها ليست تعبيراً عن شيء عفوي طارئ، وإنما هي تعبير عن الوطنية التي تستند إلى القيم والمثاليات، وقد زاد روسو على ذلك بالربط بين الوحدة الوطنية والديمقراطية من خلال وجود حكومة ديمقراطية يستطيع الشعب في ظلها أن يجتمع، وأن يتمكن كل مواطن من التعرف على غيره من المواطنين.
وبتقريب الصورة من مملكة البحرين نلحظ انها تنطبق عليها كل مقومات الوحدة الوطنية فمعظم سكانها يدينون بالاسلام، الذي جعله المشرع البحريني مصدرا رئيسيا للتشريع. كما ان ارضها منبسطة بالشكل الذي يسمح بقدر كبير من التلاقي والاندماج بين ابناء البحرين. كما يعتبر جزءا اصيلا من الثقافة الوطنية البحرينية طاعة القادة حيث يعتبر ذلك احد اهم مقومات الوحدة الوطنية، فالعلاقة بين الحاكم والمحكومة ليست كأية علاقة اخرى في دول اخرى فهي علاقة تقترب من العلاقة الابوية حيث الحاكم يجمع بين صفات القائد السياسي وكبير العائلة الذي يجله الجميع ويحترمه. إلا ان الحفاظ على الوحدة الوطنية في المجتمع البحريني تقتضي مشاركة المواطن في تطوير وطنه والمحافظة عليه وعلى استقراره وانجازاته والتي تعتبر أحد مقومات الوحدة الوطنية، ويظهر ذلك من خلال الحرص على الأمن الفكري والاقتصادي والاجتماعي للوطن ونشر المحبة بين أفراده وحماية البناء الداخلي ممن يحاولون هدمه أو إعاقته وهي لا تعتبر مهمة تتعلق فقط برجال الامن بل تمتد ايضا الى المجتمع الذي صار عليه دور يقتضي منه الحفاظ على وحدة الوطن وسلامة اراضيه. ولنجعل من مملكتنا الفتية وطنا يتسع للجميع في جو تسوده قيم الحب والتسامح وقبول الآخر.
عائشة رشدان
معهد البحرين للتنمية السياسية
تشكر إدارة جامعة البحرين صحيفة «الوسط» على اهتمامها بنشر ما من شأنه تحسين الخدمات التي توفرها الجامعة، حيث تسعى جامعة البحرين بشكل دائم لتطوير مرافقها بشكل مستمر لأجل تقديم أفضل الخدمات لمنتسبيها ولضمان الأمن والسلامة لهم.
بالنظر إلى تفاصيل الشكوى المنشورة في عدد الصحيفة 4013 في صفحة 12 يوم الاثنين تحت عنوان «مواقف السيارات بجامعة البحرين أصبحت بمثابة «الحلم» للطلبة»، فإنه بالفعل توجد مساحات كثيرة في الجامعة إلا أنه لا يمكن استخدامها كمواقف وذلك لأسباب إدارية وهندسية. وعليه فإنه يتوجب على الطلبة تنظيم أنفسهم واستخدام المواقف بطريقة مثلى لتفادي الازدحام في موقف معين.
وتعد مشكلة توفر موقف للسيارة أمرا يشكو منه الكثير من الطلبة والسبب يعود في ذلك لإصرار الطلبة على استخدام مواقف مكتظة لمجرد قربها من أماكن دراستهم نسبياً، وعليه فإننا نرى أن يقوم الطلبة باستخدام أي من مواقف السيارات الشاغرة واستخدام حافلات النقل الداخلي للوصول إلى أماكن دراستهم، وهذا سيوفر عليهم الوقت للحصول على موقف شاغر ويجنبهم الوصول المتأخر إلى قاعات محاضراتهم.
كما أن جامعة البحرين تقوم بشكل دوري بدراسة مواقف السيارات ومدى قدرتها على استيعاب احتياجات الطلبة من المواقف وذلك بالنظر إلى أعداد الطلبة الحاليين والمقبولين وأعداد الطلبة المستخدمين لحافلات الجامعة بالإضافة إلى أمور أخرى تؤخذ بالحسبان.
وإن جامعة البحرين تقوم بمتابعة سير عمل حافلات النقل الداخلي بشكل منتظم وذلك للوقوف على احتياجات الطلبة، كما أن عدد الحافلات في الوقت الحالي كافٍ حيث تقوم الحافلات بالتنقل بين الكليات كل 15 دقيقة، هذا وستتم دراسة زيادة الحافلات للنقل الداخلي وتواتر تنقلها إن دعت الحاجة.
هذا ما لزم، متمنيين من طلبتنا الالتزام بإرشادات السلامة في القيادة ومراعاة الصالح العام، وستسعى الجامعة بدورها لتوفير أفضل الخدمات والمرافق لطلبتها.
جامعة البحرين
العدد 4020 - الأحد 08 سبتمبر 2013م الموافق 03 ذي القعدة 1434هـ