هناك العديد من الجهات الرياضية مثل بعض الاتحادات الرياضية والأندية والمؤسسات الرياضية ممن يريد سلب عمل الصحافة الرياضية واختطاف مهنتها والدور الذي تضطلع به تجاه المجتمع الرياضي من نقد بناء وتقويم وعرض وتحليل، نتيجة عدم وجود قرار من الأطراف المعنية بالعمل الصحافي سواء من جمعية الصحافيين ممثلا في لجنة الصحافة الرياضية التي مازالت في طور التأسيس بعد عناء طويل استمر عشرات السنين، أو من الملاحق الرياضية نفسها.

فعلى سبيل المثال ما حدث في بطولة التعاون للمنتخبات الاولمبية الأخيرة، فقد حاولت اللجنة الاعلامية التي تشكلت في البطولة الغاء دور العمل الصحافي من تغطية مباريات هذه البطولة وتحليل مستويات فرقها وتقويم كل ما هو ايجابي وسلبي في البطولة، فاللجنة لم تكتف بإرسال الأخبار الرسمية للبطولة او ما يدور في كواليسها، ولكنها قامت بإرسال تحليلات المباريات وتقويم مستوياتها، وهو أمر خاطئ؛ لان اللجنة مهمتها تغطية الجانب الرسمي للبطولة فقط من اجتماعات ولقاءات وأخبار، أما ما يخص تغطية المباريات وتحليلها فهو من صميم العمل الصحافي، وهو الخطأ الذي وقعت فيه الملاحق الرياضية حينما اخذت رسالة اللجنة الاعلامية ونشرتها «كوبي بيست» وهو أمر عار عليها بتهمة التقصير أمام قارئ الصحيفة؛ لان اللجان الإعلامية الرسمية هدفها تقديم فقط الخدمات التي تساعد رجال الصحافة في الحصول على الخبر وتغطية البطولة بيسر وسهولة. وحتى لا يضع رجل الصحافة يده على خده في انتظار عطايا اللجان او الاتكال على خدماتهم .

وأقول بصدق إن من أقدم على طرح هذه الفكرة لا يلم بالعمل الصحافي ويحاول ان يتجاهل دوره؛ لان البطولة لا تقام في أدغال إفريقيا وتعذر على القنوات الرياضية نقلها، فالبطولة كانت تقام على أرضنا وبين جماهيرنا.

أما الأدهى من ذلك في نظري فيتمثل في قيام احد الاتحادات الرياضية بتوظيف محرر للعلاقات العامة، أصبح الاتحاد المعني يرسله في كل بطولاته على حساب المحررين المتخصصين في اللعبة، وأغرب ما في الأمر أن هذا الموظف غير ملم بفنون اللعبة ولا يعلم بمصطلحاتها المهارية، ما يضطرنا في القسم الداخلي في الصحيفة إلى إعادة صياغة مادته الصحافية، وهو الامر الذي يمثل عبئا على عملنا، ونحن سبق وان انتقدنا هذا العمل في أكثر من زاوية ولكن الاتحاد يصر على موقفه والموظف المعني يدرك هذه الحقيقة ولكن إذا عرف السبب بطل العجب.