العدد 4019 - السبت 07 سبتمبر 2013م الموافق 02 ذي القعدة 1434هـ

القراءة والكتابة... وأخواتهما من «حقوق الإنسان»

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

يحتفل العالم في 8 سبتمبر/ أيلول من كل عام باليوم العالمي لمحو الأمية، وفي هذا اليوم تسعى كل دولة لإثبات أنها مارست دورها وأدت واجبها ووفرت كل الإمكانات لمحو الأمية من خلال تمكين مواطنيها من القراءة والكتابة وحساب الأرقام. ولو رجعنا إلى الزمن الماضي، فإن القراءة والكتابة ربما لم تكن ضمن قائمة «حقوق الإنسان» ولم تكن الدول مساءلة أمام العالم بشأن توفير الإمكانات لمحو الأمية، أمّا اليوم فإنه لا أحد يناقش في هذا الموضوع، وإنما النقاش يدور حول مدى نجاح أو فشل الحكومات في تحقيق متطلبات محو الأمية لجميع المواطنين.

الموضوع يشبه أيضاً «الكهرباء»، إذ قبل اكتشاف الكهرباء وتمكُّن البشرية من إيصالها إلى المنازل لم تكن الحكومات تُساءل عن استعداداتها لإيصال الكهرباء لكل من يعيش على أراضيها... وفي هذا السياق، فإن قائمة حقوق الإنسان تتطور مع تطور البشرية، وهذا يتصاعد ويصل إلى حق الإنسان في المشاركة في الشئون العامة لبلاده عبر عملية ديمقراطية تلتزم بالضوابط المعترف بها دولياً، تماماً كما هو من الواجب على الحكومات محو الأمية بحسب الضوابط الدولية.

تحقيق القدرة على القراءة والكتابة حق من حقوق الإنسان الأساسية وغير القابلة للتصرف، ولا أحد يجادل حالياً في هذا الأمر، بل إنه من المعيب على أي جهة أن تشكك فيه؛ لأنه أصبح من الواضح لكل من له ذرة عقل أن القدرة على القراءة والكتابة تمكِّن الأشخاص والمجتمعات من العيش في حياة مزدهرة، لأن الإنسان ينتقل بواسطة القراءة والكتابة من حالة الجهل إلى حالة العلم.

إن حق الناس في القراءة والكتابة والحساب يتطلب فتح إمكانات المعرفة بكل وسائلها الحديثة، كما يتطلب الانفتاح على العالم بوعي مع ضرورة عدم «تجهيل» الناس عبر حشو رؤوسهم بالأحقاد والأفكار الجاهلية. اكتساب مهارات القراءة والكتابة يعني القدرة على تلبية الاحتياجات الحيوية للأفراد، وتحفيز مشاركتهم في الحياة العامة وتبادل الأفكار عبر النقاش الحر والأمين والموثَّق بالوقائع والحقائق العلمية. إننا وكما نرى حالياً القراءة والكتابة من الحقوق التي لا يمكن التنازل عنها، فإن عالمنا اليوم يرى في المعارف والمهارات السياسية لتمكين المجتمع من المشاركة الديمقراطية في صنع القرار السياسي والاقتصادي من الحقوق الأساسية غير القابلة للتصرف.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 4019 - السبت 07 سبتمبر 2013م الموافق 02 ذي القعدة 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 5 | 12:26 م

      هذه هي البحرين العريقة في التعليم وما زالت عاجزة حتى عن توفير المعلمين

      في أحد احتفالات عيد العلم إبان الوزير علي فخرو وبحضور الأمير الراحل قال " أعاهد الله وأعاهدكم يا سمو الأمير أن لاتدخل بلادنا البحرين الألفية الجديدة إلا وقد انتهت الأمية من البحرين " لكن بمجرد ترك فخرو الوزارة ... !!! أنتم تعرفون ما حدث ! لقد زادت أمية القراءة والكتابة وارتفعت كذلك أمية الخريجين وصعد نجم الدكاترة الغير مثقفين ..

    • زائر 3 | 1:11 ص

      دمار تعليم أو زيادة تربية - واحد شبع وجشع وآخر طمع وما دمروا ولوثوا

      بعد تشبع الكثير من الأفكار الجهنمية المصابه بالجشع وبالطمع وحب جمع المال وغرتهم الحياة الدنيا. قال جحا قد تكون جديدة لكنها قديمة أن في السابق كان السؤال لغير الله مذلة بينما كيف تقضي أو قات فراغك قد تحول في بداية القرن العشرين الى سؤال املح – رمادي. كيف ستقضي الناس على تلوث البيئة وتلوث الأخلاق والأدبي وألفكر الملوثة وإلإرهاب؟ وكيف ستقضي على ملوثات إستخوذ عليها الشيطان ودفنت البحر وباعت أرضي مزارع كانت موقوفه كما لا يمة المناصب في وزارة التربية بمبرر تطوير التعليم؟

    • زائر 2 | 1:06 ص

      إحتفالات وإحتمالات موضوع فيها أمي أو أممي وإن جاهلية أو أمية

      ليس ذهباً أن كان وأخواتها تختلف عن إن وأخواتها وقد يكون في أمية خمسينيات القرن الماضي إختلافا عن أمية القرن الحادي والعشرون. فيقال لصغير السن جاهل ومن لا يعرف القرائة والكتابة قد لا يكون صغير في السن لكنه جاهل. وهذا لأن الطفل الصغير لا يعرف نفسه أما الكبير فلم يرشد بعد وقد لا يعرف قدر نفسه وقدر غيره. – يعني القرن الحادي والعشرون يحتاج إعادة نظر في التربية وفي التعليم وفي الأخلاق وفي الأدب. فهل أجهزة الأمن قادرة على صنع قرار و إصلاح نفوس خربانه ومعالجة دمار حل بالكرة الأرضية؟

    • زائر 1 | 12:30 ص

      بارك الله فيك

      دائما الوسط لا تنسى اي مناسبة بحرينية او دولية... وهذا ما يميزها عن بقية الصحف الاخرى
      الى الامام دائما

اقرأ ايضاً