سيسعى مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية خلال اجتماعه اعتبارا من الاثنين الى تخفيف لهجته تجاه ايران بهدف تشجيع استئناف المفاوضات حول برنامجها النووي مع الفريق الجديد الحاكم في طهران.
وسيعقد مندوبو الدول ال35 الاعضاء في الوكالة الدولية للطاقة الذرية اجتماعات مغلقة على مدى اسبوع في فيينا لبحث الملف النووي الايراني الشائك اولا وكذلك الزيادة الجديدة لقدرات التخصيب لدى هذه الدولة، والتي يعتبرها الغرب واسرائيل مثيرة للقلق.
لكن من غير المطروح هذه المرة تشديد اللهجة كما قالت عدة مصادر دبلوماسية.
وقال دبلوماسي غربي رفض الكشف عن اسمه "لدينا حكومة جديدة في ايران ونحن نسمع لهجة مختلفة جدا (...) واكثر انفتاحا واكثر تصالحا".
واضاف "يجب اعطاء الوقت لطهران لكي تتبع هذه الاعلانات الشفوية بافعال ملموسة".
وكان الرئيس الايراني حسن روحاني عمد منذ توليه مهامه في اب/اغسطس الى ارساء مناخ جيد مع المجموعة الدولية حرصا منه على تخفيف علة ايران والتفاوض على تخفيف العقوبات الدولية التي تضر كثيرا باقتصاد البلاد.
وابدى استعداده لاجراء "مناقشات جدية" حول الملف النووي مؤكدا في الوقت نفسه حق الجمهورية الاسلامية في تخصيب اليورانيوم لانتاج الكهرباء او الصفائح المشعة التي تستخدم في المجال الطبي. وقام بتجديد فريق المفاوضين حول المسائل النووية بالكامل.
واوكل وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف مسؤولية المفاوضات مع مجموعة 5+1 (الولايات المتحدة والصين وروسيا وبريطانيا وفرنسا والمانيا) كما اعلن الجمعة انه يريد "تبديد القلق" بخصوص برنامج بلاده النووي.
ومن المرتقب ان يعقد لقاء مع كاثرين اشتون وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي في نهاية ايلول/سبتمبر في نيويورك.
وتشتبه القوى الكبرى في ان ايران تسعى لامتلاك السلاح الذري تحت غطاء برنامجها النووي المدني وهو ما تنفيه طهران بشكل قاطع.
وستستانف الوكالة الدولية للطاقة الذرية محادثاتها مع ايران في 27 ايلول/سبتمبر في فيينا. وسيكون هذا اللقاء ال11 من نوعه منذ مطلع 2012.
وسيشكل اجتماع مجلس حكام الوكالة بالتالي فرصة لاستعراض وضع البرنامج النووي الايراني وتصعيد اللهجة مجددا اذا تطلب الامر ذلك كما قال دبلوماسيون.
وفي تقريره الاخير اعلن مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا امانو عن زيادة كبرى في عدد اجهزة الطرد المركزي القديمة او من الجيل الجديد في موقع نطنز (وسط).
وعند تشغيلها ستكون قادرة على رفع انتاج اليورانيوم المخصب بشكل كبير.
واشار التقرير ايضا الى زيادة في مخزون اليورانيوم المخصب بنسبة 20%. لكن مع وجود 185,8 كلغ يبقى اقل من ال250 كلغ اللازمة بحسب الخبراء لصنع قنبلة ذرية. وتحدث التقرير ايضا عن ارجاء بدء تشغيل مفاعل يعمل بالمياه الثقيلة في اراك (وسط)، في بادرة ايجابية جديدة من وجهة نظر الغربيين.
ويخشى الغربيون ان تكون ايران تريد صنع سلاح نووي بواسطة البلوتونيوم الذي ينتجه المفاعل وهو ما تنفيه طهران.
وفي تقرير نشر في تشرين الثاني/نوفمبر 2011 تحدثت الوكالة عن عدة عناصر تشير الى ان النظام الاسلامي عمل على صنع سلاح نووي قبل العام 2003.
وتهدف المحادثات بين الطرفين منذ ذلك الحين الى التوصل الى اتفاق يتيح لمفتشي الوكالة التحقق ما اذا كانت هذه الشبهات صحيحة.
وتصر الوكالة على ضرورة ان يتمكن المفتشون من الوصول الى موقع بارتشين العسكري قرب طهران حيث تشتبه في ان ايران قامت باجراء تجارب على انفجارات تقليدية يمكن ان تطبق في المجال النووي، لكن بدون نتيجة حتى الان.
واتهمت السلطات بتطهير الموقع بهدف اخفاء اي اثر لذلك.