بمبادرة من الكنيسة الكاثوليكية، ينظم اليوم السبت (7 سبتمبر/ أيلول 2013) يوم صلاة وصوم ضد اي تدخل عسكري في سوريا في جميع انحاء العالم قبل امسية صلاة في ساحة القديس بطرس في روما بحضور البابا فرنسيس.
وكان البابا فرنسيس دعا الاحد الماضي العالم اجمع الى يوم صوم وصلاة من اجل السلام في سوريا وفي الشرق الاوسط، يوم السبت السابع من ايلول/سبتمبر، مكررا بذلك دعوة مماثلة وجهها البابا يوحنا بولس الثاني بعد اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر 2001.
وكرر البابا العبارة الشهيرة التي قالها البابا بولس السادس في الامم المتحدة في 1964 في خضم حرب فيتنام. وقال "انها صرخة السلام! انها صرخة تقول بقوة نريد عالما يسوده السلام. نريد ان نكون رجال ونساء سلام. نريد ان يكتشف مجتمعنا هذا، الذي شوهته الانقسامات والصراعات، السلام. لا للحرب ابدا! لا للحرب ابدا! ان السلام هو عطية ثمينة يجب تعزيزها وحمايتها".
واضاف البابا فرنسيس "ادين بحزم شديد استخدام الاسلحة الكيميائية واقول لكم ان صور الايام المنصرمة البشعة ما زالت منطبعة في الذهن وفي القلب". وقال "هناك دينونة الله وهناك ايضا دينونة التاريخ وفق اعمالنا، دينونة لا يمكن الفرار منها".
ووجه البابا الارجنتيني دعوته هذه الى 1,2 مليار كاثوليكي في العالم و"جميع الاخوة المسيحيين غير الكاثوليك والتابعين للديانات الاخرى وجميع الرجال من ذوي الارادة الصالحة".
ولقيت دعوة البابا تجاوبا من رجال الدين الذين نقلوا الرسائل في خطب وعظات وعلى الشبكات الاجتماعية من بغداد الى القدس وبومباي وبوينوس آيرس ومن واشنطن الى بيروت وباريس.
كما اعلنت عدة حركات غير دينية من بينها الحزب الراديكالي الايطالي المعادي للكنيسة وحزب يساري متطرف صغير، دعمها لتحرك البابا.
ويعارض البابا الذي وجه رسالة الى مجموعة العشرين، فكرة توجيه ضربات عسكرية الى سوريا تسعى الولايات المتحدة وفرنسا خصوصا الى القيام بها، معتبرا انها ستفاقم المجازر وتؤدي الى احقاد لا تنتهي.
وقال البابا في الرسالة التي وجهها الى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "الى القادة الموجودين، الى كل واحد منهم، اوجه نداء من اعماق القلب حتى يساعدوا على ايجاد طرق لتجاوز المواقف الخلافية ويتخلوا عن الاستمرار غير المجدي في حل عسكري".
كما تحدث البابا عن التباينات الاقتصادية والاجتماعية العالمية ودان "المجازر عديمة الجدوى" في الشرق الاوسط، ووجه نداء يعارض فيه اي حل عسكري، كما قال المتحدث باسمه الاب فيديريكو لومباردي.
وقال الكاردينال الفرنسي ايتشيغاري الذي قام بمهمات باسم البابا يوحنا بولس الثاني لمنع تدخل عسكري في العراق في 2003 ان "هذه الصرخة من البابا تعزز صوت العائلة الكبيرة التي تشكلها الانسانية".
واضاف الكاردينال الذي كان يتحدث لوكالة فرانس برس ان "دعوة البابا فرنسيس تنضم الى ما جعل البابا يونا بولس الثاني كل الكنيسة تمارسه في 1986 و1993 و1994 و2001 من اجل البلقان".
واشاد رجل الدين الفرنسي بفكرة الصوم في هذا اليوم الذي "تتقبله الكنيسة مثل اليهودية والاسلام".
ولقيت دعوة البابا صدى في الشرق الاوسط خصوصا حيث اتفق رجال الدين في التعبير عن قلقلهم من نتائج توسع الحرب وتصاعد التطرف الاصولي.
واكد البطريرك برثلماوس رئيس أساقفة القسطنطينية دعمه لمبادرة البابا بينما طلب مفتي سوريا احمد بدر الدين حسون من المؤمنين المشاركة في الصلاة التي دعا اليها فرنسيس.
وستقام الصلاة في ساحة القديس بطرس من الساعة 17,00 الى الساعة 21,00 بتوقيت غرينتش، بحضور البابا فرنسيس الذي سيتحدث باقتضاب. وستشهد فترات صلاة وصمت بالتناوب.
وسيجري يوم الصوم والصلاة لتشكيل شبكة تضم "جميع الرجال من ذوي الارادة الصالحة"، كما قال البابا.
وتذكر هذه المبادرة بتلك التي اطلقها البابا يوحنا بولس الثاني بعد اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر 2001 على برجي التجارة العالمي، كما ذكر الخبير الفاتيكاني اكاتولي. وكان البابا البولندي دعا العالم اجمع بمن فيهم معتنقو الديانات الاخرى الى يوم صوم وصلاة من اجل السلام.
واعلنت ايام عالمية للصوم والصلاة في السابق، لكنها كانت "ايام سلام" اعلنت قبل فترات بعيدة من دون ان تكون متصلة بنزاع محدد.
ويأتي هذا التحرك بينما تسعى الولايات المتحدة للحصول على دعم من اجل توجيه ضربة عسكرية الى سوريا متهمة نظام بشار الاسد باستخدام اسلحة كيميائية في هجوم وقع في 21 آب/اغسطس.
الله يازمن
شوف العجائب المسيح يصلون من اجل السلام والمسلمين يريدون جمع الاموال لسفك الدماء والله عيب