من سحر بلاد الرافدين، وبعذوبة نهري دجلة والفرات، أطلّت الفرقة الموسيقيّة المصاحبة للفنانة فريدة محمد علي مساء يوم الخميس الماضي على خشبة الصّالة الثقافيّة، وتوجّه مدير الفرقة، وهو زوج الفنّانة فريدة، بجزيل الشكر إلى مملكة البحرين لدعمها واستضافتها لحفل سيّدة المقام العراقيّ.

ثم أطلت متوشّحة «جلابية» سوداء طُرّزت بلون الذهب، لترحّب بجمهورها الذي ملأ مدرّجات الصّالة الثقافيّة، قادمًا إليها من عدّة بلدان عربيّة، وبحضور وزيرة الثّقافة الشّيخة ميّ بنت محمّد آل خليفة وسفير جمهوريّة العراق لدى مملكة البحرين أحمد نايف رشيد الدليمي.

ومع صوت الناي العراقيّ الأصيل، وعزف المقامات العريقة، شدّت المطربة فريدة محمّد علي بأولى أغانيها التي غنّت فيها عن دجلة، وقالت: «لا بدّ تعود وترتوي ويجيبك عليها دهر»، وسط تصفيق الحضور الموازيّ لعزف الموسيقى.

فريدة التي أصرّت على أن تتحمّل مسئوليّة الحفاظ على المقام العراقيّ من الاندثار، تقوم بإحياء عدد من الحفلات الناجحة في دول عربية وعالمية، تقدّم خلالها المقامات المتنوّعة.

بعد أداء الأغنية الأولى، كرّرت فريدة شكرها للبحرين حكومة وشعبًا على حسن الاستضافة وكرم الضيافة، وأكملت أغنياتها وسط تصفيق عميق من الجمهور.

تحلم فريدة كما تقول دائمًا بالمحافظة على فنّ المقامات العراقيّة، وأسهمت في انتشارها في الكثير من بلدان العالم من خلال حفلاتها الناجحة والمميّزة. خصوصًا أنّها ترى أن ظروف الحرب والتغيير في المنطقة ربما تساهم في التّأثير على التّراث والثقافة.

يُذكر أنّ المطربة فريدة محمد علي هي قارئة مقام عراقية وعضو في فرقة المقام العراقي التراثيّة، من مواليد (1963). وقد دَرست مادّة المقام العراقيّ في معهد الدراسات الموسيقيّة في بغداد ما بين 1990 إلى 1997 وبهذا تكون أول امرأة تعمل كأستاذة لهذه المادّة في المعهد.