العدد 4018 - الجمعة 06 سبتمبر 2013م الموافق 01 ذي القعدة 1434هـ

لِصَّان ظريفان وشرطيان فاسدان وأحمقان طيبان في «2Guns»

الوسط - منصورة عبدالأمير 

06 سبتمبر 2013

بدأت شركة البحرين للسينما يوم الخميس الماضي 30 أغسطس/ آب 2013، عرض دراما الأكشن والمغامرات الفيلم الكوميدي «2Guns» في جميع دور العرض التابعة لها، وهو من بطولة دينزل واشنطن ومارك والبيرغ ومن إخراج بالتاسار كورماكور. ويأتي عرض الفيلم في البحرين بعد أسابيع من طرحه في دور العرض العالمية، إذ بدأ عرضه هناك في 2 أغسطس 2013.

تم تصوير الفيلم في نيواروليانز بلويزيانا وفي بعض مناطق نيومكسيكو. ويعتبر ثاني تعاون بين بطله مارك والبيرغ والمخرج بالتاسار كورماكور بعد فيلم Contraband. كما يمثل ثاني تعاون بين دينزل واشنطن والممثلة باولا باتون بعد فيلم Déjà vu. بلغت أرباحه من شباك التذاكر الأميركي 27.361.124 مليون دولار.

الفيلم مقتبس من قصة كوميدية مصورة نشرت في مجلة Boom! Studios للقصص المصورة، تحت الاسم نفسه والقصة من تأليف ستيفن غرانت، والبعض يجد بينه وبين فيلم الإثارة للعام 1973 «تشارلي فاريك»Charley Varrick تشابهات كثيرة سواء في بعض مشاهدهما أو في البنك الذي يتم سرقته في الفيلمين وهو بنك تريس كروسيس في نيومكسيكو.

على أية حال وسواء أكان الفيلم مقتبساً من رواية أم تكراراً لفيلم سبقه بعقود، إلا أن كل تفاصيله ستبدو مشوشة ومحيرة للمشاهدين الذين لن يتمكنوا من إطلاق الأحكام على أحداث الفيلم أو تصنيف شخصياته إلى طيب وشرير كما هي العادة في معظم الأفلام. كل الشخصيات شريرة وجميعها طيبة بشكل أو بآخر. كلهم فاسدون وجميعهم محتالون وكذلك حمقى، بدءاً من بطليه الرئيسيين دينزل واشنطن الذي يقوم بدور الشرطي في لجنة مكافحة الممنوعات روبرت ترينش «بوبي» وزميله مارك والبيرغ الذي يقوم بدور مايكل ستيغمان، ضابط البحرية الذي يشارك بوبي مهمته.

يكلف بوبي وستيغمان بأداء مهمة صعبة للإيقاع برئيس عصابة خطير هو بابي غريسو الذي يقوم روبرت جون بيرك بأداء مهمته (آخر أدواره كان الكابتن وولف في فيلم الأكشن لعام 2012 Safe).

عميلا الشرطة هذان طيبان وشريران، فاسدان ومخلصان لمهتهما، مشاكسان ومحتالان. هما في الواقع كل شيء في آنٍ واجد. يفشلان في توريط بابي في الاتجار بالمخدرات وفي غسيل الأموال، لكنهما ينجحان في سرقة مئات الملايين من بنك صغير ويحرقان ما أطلقا عليه أفضل مطعم يقدم «الدونت» لإتمام مهمتهما. لكن هذين اللصين يكتشفان تورطهما بعدها في عملية «مخابراتية» غير واضحة المعالم. ما يعقد الأمر هو أنه وعلى رغم عملهما كفريق ومن المفترض تعاونهما لإتمام المهمة، تقف أمامهما عقبة مهمة تزيد الأمر صعوبة تتمثل في عدم ثقتهما ببعضهما الآخر. كلاهما لا يعرف عن الآخر الكثير، بل إن أحدهما يكلف في وقت ما بالتخلص من زميله.

تفشل محاولاتهما للإيقاع ببابي وعصابته، لكنهما ينجحان في إتمام الجزء المتبقي من المهمة ليكتشفا لاحقاً تورطهما واتهمامهما بالسرقة أولاً ثم بالقتل. يجدان نفسيهما فجأة بلا دعم إذ يتخلى عنهما رؤساءهما في العملية. بعدها يتبين لهما أنه تم الإيقاع بهما وأن الجميع يريد احتجازهما في السجن أو قتلهما بعد الحصول على المال الذي سرقاه، فلا يجدان ملجأ إلا لدى بعضهما الآخر. ولسوء حظ كل الأطراف التي تتعقبهما، فإن هذين الرجلين «الطيبين» قضيا ما يكفي من السنوات متظاهرين بكونهما أشراراً، ولذا فقد تعلما بعض حيل ومهارات العالم السفلي.

لا يقدم الفيلم جديداً، في الواقع يلعب على ثيمات كثيرة تمتلئ بها الأفلام الأميركية، الشرطة الفاسدون، المال المحرم، الصراع بين الشرطة الفيدرالية والبحرية الأميركية، المخابرات الأميركية وتورطها في كل عمليات الاحتيال، فساد المسئولين، العميلة المزدوجة التي تخدع أكثر من طرف، وغير ذلك من ثيمات وكليشيهات معروفة. ما يفعله الفيلم هو أن يجمعها ويقدمها في قوالب كوميدية وجدتها تسخر من تلك الثيمات في بعض المشاهد ومع بعض الحوارات، فالمسئول الكبير في السي آي أيه والذي يتعقبهما للحصول على المال المسروق يكتشف أن رجاله وراء عملية السرقة الكبيرة مكرراً عبارة كررها بوبي في بدايات الفيلم حول إحراق أفضل مطعم يقدم الدونات ويكون مقابلاً لبنك!. تبدو العبارة كنص مقدس على الأخص حين يكررها مسئول المخابرات الكبير وتبدو وكأنها الخيط الذي يمسكه للوصول إلى بوبي وستيغمان.

أجمل ما في الفيلم هو أنه جعل كل شخصياته شريرة حتى بطلاه، وجميعهم يقعون في شر أعمالهم، لكن كل الأفعال الشريرة والنوايا الفاسدة تقدم في مشاهد أكشن كوميدية مثيرة، وحتى النهايات جميعها تبدو مضحكة ظريفة مسلية عدا نهاية ديب ريس (قامت بدورها باولا باتون) وهي شرطية احتالت على بوبي (واشنطن) لتحصل على المال المسروق مع حبيبها ثم لتنتهي حياتها قتلاً على يد بابي رئيس العصابة.

وعودة إلى المشاهد الظريفة، فقد أديت بإتقان شديد من قبل الجميع على الأخص بطلاها واشنطن ووالبيرغ، اللذان يظهران بشكل مختلف عن كل ما هو مألوف منهما، لكنهما يبهران المشاهد بدرجة الانسجام العالية بينهما والتي أنتجت مشاهد على درجة عالية من الإتقان في الأداء وفي كم الإثارة والظرافة التي تحويه، ما قدم فيلماً غاية في خفة الظل يصلح لأن يشاهد في نهاية أسبوع مثقل بالمهام مزدحم بالأعمال.

العدد 4018 - الجمعة 06 سبتمبر 2013م الموافق 01 ذي القعدة 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً