يحاول البعض الاختباء وراء جدار وهمي يصنعه حول نفسه من أجل التحريض على الممارسات الطائفية والفئوية، وهذا الجدار في الحقيقة بقدر ما هو وهمي فهو يجعل من صاحبه أضحوكة أمام الناس الذين يعرفون تماماً ما يرمي إليه ويعرفون تماماً هذا الجدار الوهمي الخزعبلاتي.
بعضهم لا يتوانى في مناسبات كثيرة مخاطباً السلطة أو الحكومة أو الوزراء عن أن هناك أبناء طائفة يعملون في تلك الدائرة وهذا خطأ بل يجب أن يهمشوا، وطبعاً هذا فوق كل ما يجري من تهميش. ولكنه يختبئ وراء جداره الوهمي ظناً منه أنه يستطيع إخفاء حقيقة الحقد الذي يملأ قلبه والذي لا يمكن إخفاؤها بجدران وهمية تصنع من الكذب أو كلمات يريد أن يوحي من خلالها أن القصد ليست طائفة بل أشخاص معينون.
وإذا كان البعض ينطبق عليه قول سيد البلغاء وإمام المتقين أمير المؤمنين الإمام علي (ع): «ما أضمر أحدكم شيئاً إلا أظهره الله في فلتات لسانه وصفحات وجهه». فإن هناك أصلاً من لا يخفي ذلك في معظم كلامه ولا يكون ذلك فلتة.
أحد الجدران الوهمية التي تصطنع هي «المنتمون إلى الجمعيات التأزيمية» والحال هنا أن هؤلاء المقصود بهم أبناء طائفة ولكن يتم الاختباء وراء جدار وهمي سُمي «المنتمون للجمعيات التأزيمية». والمطلوب هو إبعادهم عن وظائفهم وإقالتهم وتجويعهم مع عائلاتهم من أجل الاستحواذ على تلك الوظائف، فهي غنائم جديدة كما كانت الكثير من الغنائم في العام 2011.
الوجه القبيح لا يمكن إخفاؤه بالمكياج وكل المساحيق التجميلية مهما كان نوعها سرعان ما ينتهي مفعولها ليظهر من جديد الوجه القبيح، والقول لهؤلاء إنكم لا تحتاجون إلى المساحيق لتخفون قباحة فعلكم وضمائركم ومقاصدكم لأنها أصلاً ليست ذات فائدة. فالقبح الذي أنتم فيه والمكشوف تماماً أمام الناس لا يمكن إخفاؤه بأي نوع من أنواع التجميل حتى بالعمليات الجراحية لأنه فاقع ورائحته النتنة مزكمة للأنوف.
وقفات
معهد البحرين للتدريب أحد المؤسسات التعليمية التدريبية الناجحة في البحرين خلال السنوات الماضية. هذا إن لم يكن هو الأفضل في البحرين فهو من بين أفضل 3 مؤسسات على الأقل، هذه المؤسسة وأمام الممارسات التي أصابتها خلال السنتين الماضيتين خسرت الكثير من رصيدها المتميز. سواء من خلال خسارتها للكثير من البرامج أو الشهادات أو حتى من خلال تراجع مستوى مخرجاتها، وبحسب المعطيات فإن هذه المؤسسة التي كانت أحد أعمدة برامج إصلاح التعليم هي في حالة يرثى لها، وبعد أن كان خريجوها مرتبطين بمتطلبات سوق العمل والمهارات المطلوبة، هم الآن في طريقهم ليصبح حالهم كحال الكثير من المؤسسات التي لا تخرج أشخاصاً جاهزين للدخول في سوق العمل. يضاف إلى ذلك التخبط الإداري والتعامل مع الوظائف كغنائم وإبعاد كل قيادات المعهد من مناصبهم، والحجج لا تنتهي.
غداً سيعود الطلاب لمقاعدهم الدراسية ويبدأون عاماً دراسياً جديداً، نتمنى أن يكون بعيداً عن المنغصات كون المنغصات تملأ العام الدراسي للمعلمين وبالتالي ينعكس ذلك على عطائهم وعلى طلابهم.
إقرأ أيضا لـ "مالك عبدالله"العدد 4018 - الجمعة 06 سبتمبر 2013م الموافق 01 ذي القعدة 1434هـ