لحظات عصيبة مرت على مصر وأهلها، وتغطية كانت تحظى بمساحة من الصفحات الأولى لصحف القاهرة، وفقرة أو اتصال هاتفي بمسئول مهم أو ما شابه في برامج التوك شو المسائية على الفضائيات المصرية سواء خاصة أو حكومية!، قضية الساعة الملخصة في طائر يحمل جهازاً أصطاده أحد المواطنين وأبلغ السلطات الأمنية التي انبرت إلى البحث والتحقيق في هذه الواقعة الخطيرة.
(جاسوس، ومتهم بحمل وحيازة جهاز للتنصت يستخدم في أغراض التجسس، والعمالة للخارج، ومحتمل أن يكون تلقى تدريباً في الخارج ...) وغير ذلك من الاتهامات التي كانت بانتظاره، والتي بالتأكيد كانت عقوبتها ستصل إلى الذبح بالسكين!
العناية الإلهية أنقذته، حيث جرى اتصالاً مهمًّا بين جمعيات حماية الطبيعة والبيئة في مصر مع نظيراتها في المجر، ليتبين أن الطائر مجرد مهاجر شرعي في رحلة شتوية من أوروبا إلى جنوب إفريقيا، وأن جهاز التجسس المزعوم مجرد جهاز لتتبع ودراسة هجرة الطيور، وبأي حال ــ وإحقاقاً للحق ـ فإن الجهاز لا يخالف قوانين و مواثيق حماية الحيوان.
لكن ما يثير الاهتمام (وربما السخرية في الوقت نفسه) هو ما أوضحته إحدى الناشطات في مجال حماية حقوق الحيوان في مصر أنه جرى التنسيق بين عدة منظمات وهيئات وجمعيات للحفاظ على سلامة الطائر والتأكد من تلقيه العلاج المناسب والراحة التامة، تنسيق على أعلى المستويات بين جمعية حماية الطبيعة في مصر وإدارة الحياة البرية والهيئة العامة للخدمات البيطرية وجهاز حماية شئون البيئة، وفي ظني لو أن الأمر تطور أكثر، لشمل التنسيق: وزارة الخارجية المصرية وسفارة المجر في القاهرة، وربما الأمم المتحدة ومجلس الأمن!
لكن ما لم يجعل الأمر يتطور إلى هذا الحد هو زيارة أحد أعضاء لجنة حماية البيئة الطائر في محبسه والتأكد من سلامته، وأنه بحالة صحية جيدة، وبحسب تقارير صحافية فإنه تم إطلاق سراحه يوم الثلثاء (3 سبتمبر/ أيلول 2013)، ليبقى هذا التاريخ محفوراً في ذاكرة الطائر... تاريخ براءته من تهم لا يعلمها سوى خالقه أو من عانى ويلاتها من البشر!
وبحسب التقارير السالفة الذكر أيضاً؛ فإن إطلاق السراح سيتبعه استكمال الطائر لرحلة هجرته إلى جنوب إفريقيا!، شخصيّاً أتمنى له التوفيق... لكن الأهم أن يستطيع أن ينجو من محاولات أخرى للاصطياد في طريقه طالما سيظل حاملاً جهاز (التنصت)، فربما تتهمه دولة أخرى بأنه تابع إلى المتمردين فيها، أو نشر الفوضى وقتل متظاهرين، أو تكدير السلم العام!
أحمد مصطفى الغـر
أنت فنان وصوتك لحن
محلى الأغاني واللحن
محلك على المسرح
من أتغني أنا أفرح
أفرح ألك واشتاق ألك
تفنن ويحلى الفن
محلى تقاسيمك على العود
ومحلى أنفاسك تشبه العود
غن لي من ألحانك
تحلى الأغاني في لسانك
فنان ولا كل الفنون
يا بو صوت الحنون
صوتك فيه دفاوه
بنثر عليك الورود
خلني اطرب معاك
أعزف لي مقطوعه
من كل الأغاني
في قلبي تبقى مطبوعة
ورددها على الساني
جميل صلاح
قد يعتقد البعض أنه ليس من واجبه إنقاذ الآخرين وأن هذا الأمر يعود إلى مطلق اختيارهم، حيث إن حقهم أن يقرروا مساعدة هذا الملهوف طالب المساعدة أو الإحجام عن ذلك ولكن يجب أن نتذكر أن تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف والتي قررت الدفاع عن أرواح وأعراض وأموال الآخرين، كما أن أخلاقنا وعاداتنا وتقاليدنا كعرب ومسلمين تُلزمنا بمساعدة المحتاج أياً كانت نوع الحاجة التي ينشدها الطرف الآخر.
لاشك في أن الامتناع عن الإغاثة أمر ينافي كل ما تحمله النخوة من معنى هذا بالإضافة إلى أن قانون العقوبات البحريني والمستمد من الشريعة الإسلامية الغراء تأمر بضرورة مساعدة أي شخص يطلب العون، كما رصد عقوبة في حال الامتناع عن مساعدة المحتاج وهي الحبس لمدة 3 أشهر أو بالغرامة، ولكن لم يفت المشرع البحريني أن يضع ضوابط لهذه العقوبة، حيث يجب أن يكون الامتناع عن تقديم الإغاثة مقترناً بعذر، فإذا قام أحد الأشخاص بالإحجام عن مساعدة الشخص الآخر الغريق مثلاً، وكان دفع الأول بعدم النجدة مبنى على عدم قدرته على السباحة، فهذا عذر مقبول يدرأ عنه العقوبة السابق ذكرها.
ومن هنا يتضح لنا أن المشرع يهدف من وراء سن مثل هذه المواد إلى الحرص على إرساء وتعزيز الرحمة والتراحم في المجتمع وتقديم العون بين أفراده في مختلف مناحي ومجالات الحياة، هذا وقد نصت المادة 305 من قانون العقوبات على أنه «يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على ثلاثة أشهر أو بالغرامة التي لا تجاوز خمسين ديناراً من امتنع أو توانى بدون عذر عن إغاثة ملهوف في كارثة أو مجني عليه في جريمة».
العدد 4018 - الجمعة 06 سبتمبر 2013م الموافق 01 ذي القعدة 1434هـ
هكذا الكتاب
اشككرك يا مصطفي العز وفقك الله هكذا القلم وما سطر