العدد 4018 - الجمعة 06 سبتمبر 2013م الموافق 01 ذي القعدة 1434هـ

القطان: نناشد الطلاب أن لا يكونوا لعبة بأيدي المحرضين الذين يدفعونهم لعرقلة العملية التعليمية

الشيخ عدنان القطان
الشيخ عدنان القطان

ناشد خطيب مركز أحمد الفاتح الإسلامي الشيخ عدنان القطان، في خطبته أمس (الجمعة)، الطلاب وأولياء أمورهم بأن «يتقوا الله تعالى في أنفسهم ووطنهم، ولا يكونوا لعبة بأيدي المحرضين، الذين يدفعونهم إلى عرقلة سير العملية التعليمية في البلاد بالعنف والأذى والإرهاب، وذلك بالاعتداءات المتكررة على المدارس وطلابها بالقنابل الحارقة والحجارة والتكسير والتخريب، من أجل إشاعة الفوضى، ونشر العنف، وتدمير البنى التحتية لمؤسسات وزارة التربية والتعليم، فتلك الأعمال السيئة مستنكرة من جميع العقلاء، وليست بحرية تعبير، ولا وسيلة سلمية لتحقيق المطالب، ولكنها عنف وإرهاب وإجرام وترويع، وإلا هل من العقل والمنطق أن يقوم فرد بحرق وتدمير وتخريب مدرسة ينال ابنه منها العلم والمعرفة؟».

وقال: «ينتظم أبناؤنا من الطلاب والطالبات في هذه الأيام بمدارسهم ومعاهدهم وجامعاتهم، لينهلوا من مناهل العلم والمعرفة، على حسب مستوياتهم واتجاهاتهم، يشجعهم على ذلك ويدفعهم أولياء أمورهم والقائمون على تدريسهم، من مربين ومربيات ومدرسين ومدرسات، والذين يقع عليهم العبء الأكبر في تربية الناشئة التربية الإسلامية الهادفة، والمواطنة الصالحة، التي تعود عليهم بالنفع في دنياهم وآخرتهم، ولا يتم ذلك إلا بالتعاون الجاد بين البيت والمدرسة، وقيام كل منهما بما له وما عليه تجاه أبناء المسلمين وبناتهم».

ونبَّه القطان إلى أن «الموازين تختل حينما يتولى التدريس إنسان غير ملتزم بأحكام الإسلام، متهاون في أوامر الله، قد استحوذ عليه الشيطان؛ لأن المطلوب منه الإرشاد إلى كل خلق حسن، والتحذير من كل خلق ذميم، ولكن فاقد الشيء لا يعطيه، فالطالب الذي يرى مدرّسه في حالة من الميوعة والتسيب وعدم الالتزام بأحكام الشرع؛ كيف يتعلم الدين والفضيلة؟، والطالب الذي يسمع من مدرّسه كلمات السب والشتم واللعن؛ كيف يتعلم حلاوة المنطق؟، والطالب الذي يرى مدرّسه يتعاطى التدخين؛ سيسهل عليه هذا الأمر، والطالبة التي ترى مدرّستها تسير خلف ما يصدِّره لها الأعداء من موضات وأزياء فاضحة وأخلاق سافلة؛ كيف تتعلم الفضيلة؟، والطالب الذي يرى ويسمع من مدرّسه دعوة لفكر متطرف ومنحرف، وتحريض على العنف والإرهاب والتخريب والطائفية، وإيغار لصدور الناشئة على وطنهم ومواطنيهم وولاة أمورهم، فكيف يتعلم الطالب حب وطنه وطاعة ولاة أمره، ويحافظ على مكتسبات وطنه ومنجزاته؟ وقسْ على هذه الأمور غيرها».

وأوضح أن «مع بداية موسم الدراسة في المدارس والمعاهد والكليات والجامعات، تكثُر الأطروحات التعليمية والتنظيرات التربوية، ويستنفر الجميع للحديث والمساهمة في هذا الجانب، وما ذاك إلاَّ لإدراك الناس ما للتربية والتعليم من أهمية بالغة وأثر فاعل في بناء الأجيال وإعداد المجتمعات، ولا يخفى على عاقلٍ فضلُ العلم المقرون بالتربية الصالحة، فبه يعبد المسلم ربه على بصيرة، وبه يعامل الناس بالحسنى، وبه يسعى في مناكب الأرض يبتغي عند الله الرزق، وبالعلم تُبنى الحضارات، وتُبلغُ الأمجاد، ويحصُل النماءُ والبناء. العلم يُجلِسُ صاحبَه مجالسَ الملوك، وإذا اقترن بالإيمان رفعَه الله في الدنيا والآخرة».

وأضاف «إذا كان العلم مجرَّداً من التربيّة والتعليم خواءً من المبادئ فهو وبالٌ ونقمة؛ ولذا ارتبطت التربية بالتعليم، والعلم بالعمل، والمفردات بالمبادئ والسلوك، ففي القرآن العظيم آياتٌ تتلى إلى يوم الدين فيها أدَبُ الحديث، وأصول العلاقات الاجتماعية، وبِرّ الوالدين، والعِشرة الزوجية، والعلاقات الدولية في السِّلم والحرب، بل فيه أدبُ الاستئذان وأدبُ النظر، واقرأوا إن شئتم سورةَ النساء والأنفال والحجُرات والنور».

وشدد القطان على أن «أوّلُ ما ينبغِي ترسيخه في قلوبِ الناشئةِ وتُرسَى عليه قواعدُ التربية، عقيدةٌ صحيحة وربطٌ للنَّشء بالله ومراقبَتِه واليقين والتوكّل عليه، عندها يصبح المؤمن ذا همَّة وعزيمة وقوّة إرادة، لامتلاءِ قلبه بالإيمان واليقين، فيُرجى منه النتاج، وتتحقَّق منه الآمال، وهذا سرُّ امتداح الله تعالى لخِيرة أنبيائه بأنهم أولو العزم من الرسل».

وأشار إلى أن «الأبَوَين المستحقَّين للدعاء هما من أحسن التربية والتعليم، إنَّ مهمّة تربية الأولاد مهمة عظيمة، خصوصاً في هذا الزمن الذي تلاطمت فيه أمواجُ الفتن، واشتدَّت غربة الدين، وكثُرت فيه دواعي الفساد، حتى صار المربِّي مع أولاده كراعي الغَنَم في أرض السّباع الضارية إن غفل عنها أكلتها الذئاب».

ودعا المربّين من المعلمين والوالدين إلى العناية بجانب القُدوة، فإنّ قدرة المتعلّم على الالتقاط والاقتداء بوعيٍ أو بدون وعي كبيرة جداً.

وقال: «إن المربّين مؤتَمنين على تربية أجيالنا وإعداد أولادنا وتوجيه مستقبلنا في تطوير وتجديد ومواكبة للجديد مع الأصالة والثبات المستمَدّ من شريعة الإسلام، نعَم الأصالةُ والتميُّز المستمِدّةُ منهجها من كتاب الله وهدي نبيه، الهادفةُ إلى تعبيد الناس لله ربِّ العالمين والالتزام بأوامره ونواهيه، وتنشئة المواطن الصالح المنتج الواعي السَّالم من شطَطِ التفكير ومسالك الانحراف والتخريب والتفجير، إنّ مبادئ الإسلام الثابتة المرنة كانت الانطلاقة الصحيحة للحضارة الإسلامية التي باركها الله على أهل الأرض جميعاً، وما ضعُفت إلاَّ حين كانت المنطلقات غير شرعيّة في تنكُّر للدين أو تحجُّر لا يتحمَّله الإسلام».

وبيّن القطان أن «التربيّة والتعليم في حقيقتِه هو صناعةُ الأجيال وصياغةُ الفكر وتشكيلُ المجتمع وتأهيلُه وتوجيهه، وكلُّ الأمم والدول مهما كانت غنيّةً أو فقيرة متقدِّمةُ أو متخلّفة تدرك هذا الجانب، وتسعى بما تستطيع لترسيخ مبادئها وأهدافها عن طريق التربية والتعليم، وتعتبر ذلك من خصوصيّاتها وسيادتها وسماتها التي لا تساوم عليها، ومنه ندرك أنَّ استيراد التربية من أمّةٍ أخرى بكل عيوبها ظاهرها وباطنها، خطيئةٌ كبيرة وتبعيَّة خطيرة، تعني نشأة جيلٍ مغيَّب عن تراثه وتاريخه مقطوع الصلة بعقيدته ومبادئه، مسخاً بلا هوية يسهل قياده بل واستعباده. وهذا لا يعني هجر الإفادة من تجارب الأمم، فالحكمة ضالّة المؤمن أنّى وجدها فهو أولى بها، إلاَّ أنه من الخلط والتضليل فرض إبعاد علوم الدين عن علوم الدنيا بحجّة التطوير أو إقصاء الدين لمواكبة العلم كما بُليت بذلك بعض بلاد المسلمين».

العدد 4018 - الجمعة 06 سبتمبر 2013م الموافق 01 ذي القعدة 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 7 | 10:38 ص

      ياشيخ

      ايش تقول عن التكفريين والامريكان اليه يدمرون سوريا ويقتلون المواطنين المسالمين ؟؟؟؟؟
      ما فيه شجب ولا انتقاد للهجوم على بلد مسلم ؟؟؟؟؟؟؟

    • زائر 6 | 7:48 ص

      نفسى

      نفسى مره تتكلم عن ظلم الحكومة للشعب والله انت خايف على ...... وماتخاف من رب العباد رجاء من الوسط النشر

    • زائر 4 | 3:50 ص

      عبدالمنعم عبدعلي

      الطالب لديه مايقارب 12مدرس ومربي فيجب على ان يكون على قدركافي من الاخلاق وعلى المربي ان يتحمل العدد الكبير من طلبه

    • زائر 3 | 1:51 ص

      المشكلة

      المشكلة يا شيخنا انه الولد مو مسوي شيء والداخلية يعتقلونه ويحبسونه 45 يوم او اكثر ومافي اي دليل عليه في هاي الحالة شنقول؟

    • زائر 2 | 12:33 ص

      بوعلي

      ليش ماتتكلم عن الفساد لو لمرة وحدة!!!

    • زائر 1 | 12:16 ص

      ألم نجعل له عينين

      يا شيخ يجب النظر الى الأمور من جميع النواحي ونريد نصيحتك الى وزارة الداخلية بعدم الهجوم على الطلبة في المدارس وإغراقها بمسيلات الدموع كما حدث العام الماضي بمدرسة الجابرية .

اقرأ ايضاً