قام عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، أمس (الخميس)، بزيارة إلى فوج سلاح الخيالة الملكي البريطاني، الذي يعتبر من أعرق التشكيلات العسكرية في الجيش البريطاني، وذلك في إطار الزيارة التي يقوم بها عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة إلى المملكة المتحدة.
ولدى وصول جلالة الملك، كان في الاستقبال نائب وزير الدولة لشئون الدفاع والممثل الشخصي لجلالة الملكة لدى مقاطعة كنت اللورد أستر والقائد العام لمدينة لندن اللواء ادوارد سميث وقائد فوج سلاح الخيالة الملكي البريطاني العقيد بادفورد وعدد من كبار الضباط في فوج سلاح الخيالة الملكي البريطاني.
ثم توجه جلالة الملك إلى المنصة الرئيسية، حيث استعرض أمام جلالته مجموعة من فرسان فوج السلاح في تشكيلاتهم وزيهم العسكري المميز لهذه القوات بمصاحبة الفرقة الموسيقية العسكرية.
واستمع جلالته إلى إيجاز حول سلاح الخيالة الملكي البريطاني الذي يتألف من سرية حرس الملكة وسرية الزرق الملكيين واللتين تعرفان باسم البلوز والرويالز وتعتبر السريتان الأقدم والأعلى منزلة في الجيش البريطاني وتؤديان دورين مختلفين. بعد ذلك توجه جلالة الملك إلى فوج سلاح الخيالة الملكي البريطاني حيث اطلع جلالته هناك على الجهود التي يقوم بها المسئولون على السلاح في الرعاية والاهتمام بخيول فوج السلاح.
وأبدى جلالته إعجابه بما شاهده خلال هذه الزيارة.
بعد ذلك حضر جلالة العاهل مأدبة الغداء التي أقامها اللورد أستر على شرف جلالته بمناسبة زيارته إلى فوج سلاح الخيالة الملكي، حيث ألقى اللورد أستر كلمة هذا نصها:
«صاحب الجلالة،
نائب رئيس مجلس الوزراء،
أصحاب المعالي والسعادة المشير،
الجنرالات،
السيدات والسادة،
كلما زرت البحرين كنت دائماً شديد الإعجاب بكرم الضيافة والود والحفاوة التي كنت ألاقيها وأعلم أنه الشيء نفسه بالنسبة لكل من يزور البحرين، لذا آمل أن نكون اليوم قد نجحنا في استقبالكم بمثل ذلك.
تعود العلاقة بين البحرين والمملكة المتحدة إلى أكثر من قرنين. إن شراكاتنا ليست تاريخية فحسب وإنما ضرورية من أجل ضمان أمن بلدينا في الحاضر.
تقدم البحرية الملكية البريطانية مساهمة كبيرة في حفظ أمن المنطقة إذ تساعد كاسحات الألغام البريطانية في تخطيط وتنفيذ عمليات محاربة القرصنة والإرهاب والانتشار النووي. وتعتبر هذه السفن المتخصصة ضرورية لضمان سلامة الحركة في مضيق هرمز.
إن هذه المهمات تساعد في حماية مصالحنا كلها، خاصة في مثل هذا الوقت الذي تشهد فيه المنطقة توترات إقليمية متصاعدة.
صاحب الجلالة،
لقد أصبح هذا ممكناً بفضل تعاونكم ولذلك فنحن ممتنون لكم كثيراً.
تقدر المملكة المتحدة عالياً المساعدة التي تقدمها البحرين في دعم نشاطنا الدفاعي بتمكين عمليات العبور البحري والجوي وتعزيز التعاون بين قوة دفاع البحرين المحترفة والمتفانية وقواتنا المسلحة.
نحن نرحب دائماً بالطلبة البحرينيين الذين يلتحقون بدوراتنا التدريبية ليس فقط في أكاديمية ساند هيرست، التي تخرج منها أكثر من 100 ضابط بحريني، وإنما كذلك في مواقع تدريبية أخرى مثل «دارت ماوت» و «ليب ستون» و«كران وال» و«شريجنهام».
بدأت بالقول إن علاقتنا دائمة ونؤكد لكم يا صاحب الجلالة أننا متمسكون بذلك.
وفى الأخير أود أن أتوجه بالشكر للعقيد باث فورد على استضافتنا كامل هذا اليوم.
العقيد انكم وجنودكم فخر لقواتنا المسلحة».
بعدها ألقى جلالة الملك كلمة هذا نصها:
«بسم الله الرحمن الرحيم
أصحاب السعادة،
السيدات والسادة،
أقدم لكم خالص شكري اللورد أستور على دعوتكم وترحيبكم الحار بنا. كما أشكركم، العقيد بادفورد، على كلماتكم الطيبة وعلى أداء قواتكم المثير للإعجاب.
أحترم كثيراً هذه الوحدة الرائعة وقد أعجبت كثيراً بكل ما رأيته وسمعته أثناء زيارتي هذه.
أتذكر بامتنان ما فعله كل رفقائكم في السلاح من أجل البحرين على مدى أكثر من 200 سنة. لقد عملوا بجد وتعاونوا معنا من أجل حفظ الأمن والاستقرار في منطقة الخليج العربي، مما أتاح الفرصة لها أن تتقدم وتتطور. إن ذلك يدل على حكمة أجدادنا الكرام عندما قرروا حماية استقلال البلاد من خلال التعاون مع بريطانيا العظمى. لذلك أتمنى أن تكون هذه الزيارة بداية علاقة طويلة الأمد بين مملكة البحرين وفوج سلاح الخيالة الملكي لكي تعكس العلاقة الودية والمتينة التي تربط البحرين ببريطانيا العظمى وقواتها المسلحة على مدى أكثر من قرنين.
في السنة القادمة ستحتفل مملكة البحرين بذكرى مرور أكثر من 200 سنة منذ بداية تلك العلاقة الخاصة بين بلدينا والتي تزداد رسوخاً يوماً بعد يوم، ولدينا رغبة قوية أن يحضر أفراد الفوج للبحرين كضيوف مميزين ليشاركوننا في تلك الاحتفالات.
أشكركم كثيراً مرة أخرى على هذه الزيارة الممتعة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته».
العدد 4017 - الخميس 05 سبتمبر 2013م الموافق 29 شوال 1434هـ