يحق للبحرينيين أطال الله أعمارهم جميعاً من الآن، أن يضمّنوا وصاياهم لأبنائهم ما يشدون به من أزرهم لأن يكملوا مسيرة الحوار الوطني جيلاً إثر جيل، بعد أن بشرتنا أطراف في الحوار أنه قد يستمر لسنوات.
ونجد من المفيد جداً، وحفظاً لحقوق المتحاورين وللأمانة التاريخية والوطنية بدءًا من اليوم، أن تؤرشف جلسات الحوار الوطني في مجلدات تحفظ في متحف البحرين الوطني، مع فتحها للعامة للإطلاع عليها، حتى تكون مرجعاً لأجيالنا المقبلة التي ستكمل مسيرة الآباء والأجداد في المضي بخطى حثيثة في إكمال الحوار الوطني الذي تنتظره البحرين، لكي يطبخ على نار هادئة جداً جداً.
البحرينيون وعلى مدى نصف عام من انطلاق هذا الحوار الذي بدأت جلساته في فبراير/ شباط الماضي، لم يكونوا متفائلين بمقدار التفاؤل الذي هم عليه اليوم، فمسيرة عمله كانت تنبئ من البداية أن البحرين قد تمر عليها 100 عام دون أن يتوصل المتحاورون إلى شيء ذي مغزى، ومرد التفاؤل الحالي أننا لم نعد ننتظر أن يثمر هذا الحوار بعد قرون من السنوات كما كنا نظن بل سيؤتي أكله بعد أعوام فقط!
المتحاورون بعد ستة أشهر لم يبدأوا حتى الآن مناقشة أية قضية من القضايا الوطنية محل الخلاف، ولم يتفقوا أصلاً على مناقشة أي ملف أو موضوع، ولهم الحق في ذلك، فلمَ العجلة؟ التمييز الذي ينخر في كل البلد لا يستدعي أن نقيم الدنيا ولا نقعدها عليه، والمواطنة التي يتوزع فيها البحرينيون إلى مواطنين من الدرجة الأولى وآخرين من الدرجة العاشرة تحتاج إلى نار هادئة لمعرفة ما إذا كانت موجودةً فعلاً أم أنها فبركة من فبركات الذين يخونون بلادهم وأرضهم نهاراً جهاراً لأنهم تجرأوا بالمطالبة بالعدالة والحرية والمساواة بين أبناء الوطن الواحد.
الحوار الوطني يحتاج فعلاً أن يوضع في قدر على نار شديدة الهدوء، خصوصاً عندما يطرح على الطاولة مطالب تتعلق بالديمقراطية واحترام حقوق الإنسان، وتعديل الدوائر الانتخابية ووقف التعذيب والمداهمات غير القانونية والانتهاكات التي طالت حتى الأجنة في بطون أمهاتهم، لأن إيقاف هذه الانتهاكات يحتاج إلى تدرجٍ لمنعها، ربما يمتد لعشرات السنوات حتى لا يصدم البحرينيون بذلك، بعد أن تعوّدوا عليها طيلة عقود!
الحوار يحتاج إلى إكماله بعناية، وعلى شعب البحرين أن يكون أكثر صبراً، ويترك العجلة التي يمتاز بها، فلو مضى نصف عام، وربما سيكون أمامنا أعوام طوال قبل أن يتم الاتفاق على جدول أعماله، فما بالكم بمناقشتها وإقرار أي اتفاق بشأنها!
وصيتنا للأجيال المقبلة من البحرينيين: لا تتعجلوا في التوصل إلى أية نتيجة عندما تكملون مسيرة الحوار الوطني، خذوا وقتكم مطوّلاً، ولا يهم أن تستمر انتهاكات حقوق الإنسان أو تتسارع وتيرتها، المهم أن تدركوا أن مصير البحرين وشعبها بيدكم، فتريّثوا، وإياكم أن يعلن أي طرف أنه ملّ أو كلّ من الحوار. دعوا الأمور تسير على ما هي عليه، واستمروا بتمهلٍ وتأنٍ لسنوات أخرى يرحمنا ويرحمكم الله!
إقرأ أيضا لـ "حسن المدحوب"العدد 4016 - الأربعاء 04 سبتمبر 2013م الموافق 28 شوال 1434هـ
أحسنت
حوار السماور (للي يحب الشاي بيفهم)
حوار الطرشان
الكل يعرف أن الحوار لن يؤدي إلى شيء ولن يغير من الواقع قيد أنملة ولكن الكل يريده فالمهم أننا نتحاور فهو علامة وجودنا فأنت تتحاور فأنت موجود فدعه يستمر وكما نقلناه من العرين إلى الثقافي لتخفيض النفقات سننقله إلى مقهى من المقاهي الشعبية حتى نوفر نبالغ إضافية تحسبا للمستقبل غير المتظورين وخلاصة القول كما يقول المثل ( لا حظيت بوجيلها ولا خدت سيد علي )