طالب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الاربعاء (4 سبتمبر/ أيلول 2013) ب"ادلة مقنعة" باستخدام محتمل للاسلحة الكيميائية في سوريا، لكنه اعتمد نبرة اكثر مهادنة تجاه الغرب عشية استضافته قمة مجموعة العشرين، مع تحذيره من ان موافقة الكونغرس الاميركي على ضرب سوريا ستكون بمثابة "عدوان".
بدوره اكد الرئيس الاميركي باراك اوباما انه واثق من الحصول على تخويل من الكونغرس لتوجيه ضربة لسوريا، ولكنه قال انه لا يريد تكرار اخطاء العراق.
وقالت سوريا في المقابل انها اتخذت كافة الاجراءات للرد على اي عدوان، وانها لن تغير موقفها وان اندلعت حرب عالمية ثالثة.
وقال اوباما في مؤتمر صحافي في ستوكهولم الاربعاء "لقد عارضت الحرب في العراق. ولا اريد تكرار أخطائنا ببناء قراراتنا على معلومات استخباراتية خاطئة".
واضاف ان المجتمع الدولي لا يمكن ان يبقى صامتا ازاء ما يجري في سوريا، معربا عن امله في ان يغير بوتين موقفه.
وفي موسكو، نقلت وكالات الانباء الروسية عن بوتين قوله امام اعضاء من مجلس حقوق الانسان في الكرملين ان الكونغرس اذا وافق على الضربة المحتملة فانه "سيسمح بعدوان لان كل ما يحدث خارج اطار مجلس الامن الدولي هو عدوان الا اذا كان في حالة الدفاع عن النفس".
وتنعقد قمة العشرين في حين يحاول الرئيس الاميركي باراك اوباما الذي سيشارك فيها، الحصول على موافقة الكونغرس وحشد تاييد من اوروبية اخرى للتحرك ضد سوريا.
ويناقش البرلمان الفرنسي اليوم من دون تصويت صوابية التدخل المحتمل، ويستمع لعرض من رئيس الوزراء جان مارك ايرولت.
وبعد عامين ونصف على اندلاع النزاع في سوريا الذي اوقع اكثر من 110 الاف قتيل بحسب منظمة غير حكومية، تسعى الولايات المتحدة وفرنسا الى تشكيل ائتلاف لتوجيه ضربات الى نظام بشار الاسد ردا على الهجوم الكيميائي المفترض قرب دمشق. وبحسب المعارضة والعواصم الغربية فان الهجوم الذي اوقع مئات القتلى في 21 اب/اغسطس شنه النظام السوري وهو ما تنفيه دمشق.
وقال بوتين "اذا كان هناك اثبات على استخدام اسلحة كيميائية ومن قبل الجيش النظامي فيجب تقديم هذا الدليل الى مجلس الامن الدولي ويجب ان يكون مقنعا"، مضيفا انه في حال وجود هذا الدليل فان روسيا "ستكون جاهزة للتحرك باكبر قدر ممكن من الحزم والجدية".
واكد ان هذه الادلة "يجب الا تستند الى شائعات او معلومات تم جمعها من اجهزة استخبارات او خلال عمليات تنصت".
وحدهم خبراء الامم المتحدة الذين اجروا تحقيقات في سوريا سيحددون ما اذا كانت اسلحة كيميائية استخدمت في الهجوم وليس الطرف الذي استخدمها.
وحذر بوتين في مقابلة مع القناة الاولى عشية قمة العشرين التي تنطلق اعمالها غدا في سان بطرسبرغ، الغرب من ان اي عمل عسكري ضد النظام السوري بدون تفويض من مجلس الامن الدولي سيعتبر "عدوانا".
وروسيا هي احدى الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن المتمتعة بحق النقض "الفيتو"، وسبق لها وللصين استخدام هذا الحق ثلاث مرات ضد اتخاذ اي قرار في المجلس لادانة النظام السوري منذ بدء النزاع منتصف آذار/مارس 2011.
وقال بوتين ان روسيا علقت تسليم دمشق صواريخ اس-300 ارض-جو ومضادات جوية وانظمة متطورة مضادة للصواريخ.
ونشر مثل هذه الدفاعات سيعقد خطط واشنطن او حلفائها لشن ضربات او اقامة منطقة حظر جوي فوق سوريا.
واكدت دمشق الاربعاء انها تحشد حلفاءها لمواجهة اي ضربة عسكرية محتملة قد تقدم واشنطن وحلفاؤها على شنها ضدها، بحسب ما قال نائب وزير الخارجية فيصل المقداد لوكالة فرانس برس.
وقال المقداد "ان الولايات المتحدة تقوم الان بحشد حلفائها للعدوان على سوريا واعتقد بالمقابل ان من حق سوريا ان تحشد حلفاءها ليقوموا بدعمها بمختلف اشكال الدعم، ولا استطيع ان احدد كيف سيكون هذا الدعم".
واضاف "لن تغير الحكومة السورية موقفها ولو شنت حرب عالمية ثالثة. لايمكن لاي سوري التنازل عن سيادة واستقلال سوريا".
وفي باريس، يعرض رئيس الحكومة الفرنسية اعتبارا من الساعة 14,00 (1200 تغ) على النواب الخط الدبلوماسي الفرنسي الذي يقوم على جمع ائتلاف دولي "لمعاقبة" الاسد، وذلك غداة ابداء الرئيس فرنسوا هولاند مزيدا من "التصميم" على المشاركة في اي تدخل عسكري محتمل.
وافاد استطلاع للراي اجرته مؤسسة "سي اس اي" لحساب شبكة "بي اف ام تي في" ان نحو ثلاثة ارباع الفرنسيين (74 %) يريدون اجراء تصويت في البرلمان على اي مشاركة فرنسية في عملية عسكرية محتملة على سوريا.
وناشد رئيس مجلس الشعب السوري جهاد اللحام البرلمانيين الفرنسيين برفض اي "عمل اجرامي متهور" بحق سوريا، في اشارة الى ضربة عسكرية غربية محتملة ضد بلاده ردا على هجوم مفترض بالاسلحة الكيميائية قرب دمشق.
ووصل اوباما الاربعاء الى ستوكهولم، المحطة الاولى من زيارة تستغرق ثلاثة ايام الى اوروبا، سيسعى خلالها لضم المزيد من الشركاء الى سياسته حيال سوريا.
وسيلتقي نظيريه الفرنسي والصيني ورئيس الوزراء الياباني ومن غير المرتقب ان يعقد لقاء ثنائيا مع بوتين.
وبهدف اقناع المترددين في الكونغرس تمت صياغة مشروع قرار جديد في مجلس الشيوخ يحصر مدة التدخل المحتمل بستين يوما مع احتمال الى 90 يوما، ويمنع الرئيس من نشر جنود بهدف "القيام باعمال قتالية".
وستصوت لجنة في مجلس الشيوخ على النص الجديد الساعة 15,30 ت.غ. الاربعاء.
لكن نتيجة تصويت مجلسي الكونغرس الاسبوع المقبل تبقى غير اكيدة، رغم نيل الادارة الاميركية الثلاثاء دعما اساسيا من رئيس مجلس النواب جون باينر، المنتمي الى الحزب الجمهوري.
وكان وزير الخارجية الاميركي جون كيري قال خلال جلسة استماع الثلاثاء امام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ، ان الوقت الآن "ليس وقت الانعزال في مقعد ولا وقت اتخاذ موقف المتفرج على مجزرة"، محذرا من ان عدم التحرك ينطوي على مخاطر اكثر من التدخل.
وشرح وزير الدفاع تشاك هيغل في الجلسة نفسها ان اهداف العملية ستكون "خفض قدرات" النظام السوري على القيام بهجمات كيميائية و"ردعه" عن استخدام ترسانته، مؤكدا ان المقصود "ليس حل النزاع في سوريا بالقوة العسكرية المباشرة".
ومن المقرر ان يبدأ الكونغرس في مناقشة طلب الرئيس الاميركي بعد عودته النواب من اجازتهم في التاسع من ايلول/سبتمبر.
وحذر الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الثلاثاء من اخطار القيام ب"عمل تأديبي" عسكري في سوريا ردا على استخدام اسلحة كيميائية.
وقال بان للصحافيين "علينا ان ناخذ في الاعتبار تأثير (اي) عمل عقابي على الجهود لمنع مزيد من اراقة الدماء ولتسهيل تسوية سياسية للنزاع".
وفي عمان اعلن البطريرك غريغوريوس الثالث لحام، بطريرك انطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك الثلاثاء ان نحو 450 الف مسيحي سوري هجروا بيوتهم اما لمكان آمن داخل سوريا واما لخارجها منذ اندلاع النزاع في هذا البلد عام 2011.
واعلنت المفوضية العليا للامم المتحدة لشؤون اللاجئين الثلاثاء ان عدد اللاجئين السوريين الذين فروا من العنف في بلادهم تجاوز المليونين.
وافاد تقرير اصدره الاربعاء "التحالف حول الاسلحة الانشطارية" الذي يضم 350 منظمة من المجتمع المدني في اكثر من 90 بلدا، ان الحكومة السورية تعمد الى "استخدام كثيف" للاسلحة الانشطارية منذ منتصف 2012.
وعلى الارض قتل احد اعضاء المنتخب السوري للتايكواندو واصيب سبعة أشخاص آخرين بجروح الاربعاء في سقوط قذيفة هاون على صالة رياضية وسط دمشق، حسبما ذكرت وكالة الانباء الرسمية (سانا).
وفر احد موظفي منظمة اهلية المانية من خاطفيه بعد نحو اربعة اشهر من خطفه في سوريا بعد ان تمكن زميلان له من الفرار في تموز/يوليو الماضي، بحسب ما افاد المنظمة التي يعمل لحسابها الاربعاء.
وقالت منظمة غرونهيلمي غير الحكومية في بيان ان المهندس زياد نوري "اصبح حرا" وتمكن من عبور الحدود السورية الى تركيا الثلاثاء.
ولا يزال صحافيان فرنسيان مخطوفين في سوريا منذ حزيران/يونيو.