العدد 4015 - الثلثاء 03 سبتمبر 2013م الموافق 27 شوال 1434هـ

حملة فرنسية لإقناع الأوروبيين بعملية عسكرية ضد سوريا

بدأت فرنسا المضطرة الى انتظار التصويت في الكونغرس الاميركي على عملية عسكرية ضد النظام السوري، حملة دبلوماسية لاقناع الاوروبيين الاخرين المتحفظين بتأييدها.
وفيما من المقرر ان يجرى نقاش لا يتخلله تصويت اليوم الاربعاء (4 سبتمبر/ أيلول 2013) في البرلمان الفرنسي، ولا تزال الاحزاب السياسية منقسمة حول امكانية القيام بعملية عسكرية، فمن شأن تضامن اوروبا حول الملف السوري، تسهيل مهمة الاقناع التي تقوم بها السلطة التنفيذية على الصعيد الداخلي.
واكد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الثلثاء ان "من الضروري ان تتوحد اوروبا حول هذا الملف. وستفعل ذلك، وكل بلد فيها في اطار مسؤوليته".
لكن باريس تبدو حتى الان معزولة.
فقد استبعدت برلين اي مشاركة في ضربات محتملة في سوريا، ردا على استخدام اسلحة كيميائية، وتراجعت لندن بعد تصويت سلبي في مجلس العموم سارعت بلجيكا الى الترحيب به، مع العلم انها من الداعمين التقليديين لفرنسا.

اما ايطاليا واسبانيا فترفضان القيام بعملية عسكرية من دون موافقة الامم المتحدة التي من الصعب تأمينها من دون ان تغير روسيا موقفها.
ومنذ بداية الاسبوع، تزيد باريس الاتصالات مع الاوروبيين ومع وزيرة الخارجية الاوروبية كاثرين اشتون "لاتخاذ قرار توافق عليه البلدان الثمانية والعشرون اذا كان ذلك ممكنا"، كما ذكر مصدر دبلوماسي.
واضاف هذا المصدر ان "باريس ترغب في الحصول على اعلان عن الدعم السياسي من الاوروبيين، اذا لم يتأمن الدعم العملاني. نطلب منهم ان يساعدوننا اذا كان ذلك ممكنا، على الا يقفوا في وجهنا على الاقل عبر اعلان من نوع لا تدخل من دون إذن مجلس الامن".
وبلدان الاتحاد الاوروبي التي تؤيد "بشكل لا لبس فيه" تدخلا في سوريا حتى من دون تفويض اممي، ليست كثيرة.

ويدخل في هذه الفئة كل من كرواتيا والدنمارك واليونان وليتوانيا ورومانيا وقبرص، كما يؤكد المقربون من وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس.
ورفص فابيوس الاربعاء الفكرة القائلة إن فرنسا معزولة.

وقال في تصريح لاذاعة فرانس انفو "ثمة تـأييد للعملية من جامعة الدول العربية. وثمة دعم عدد كبير من البلدان الاوروبية حتى لو انها لا تشارك في العملية العسكرية".

وشدد على القول "نحن في تحالف نحاول توسيعه".
ويمكن اجراء فرز للمواقف في نهاية الاسبوع خلال لقاء غير رسمي في فيلنيوس لوزراء الخارجية الاوروبيين.

وسينتهي هذا الاجتماع باعلان لكاثرين اشتون تحدد فيه على الارجح "موقفا مشتركا" اذا ما نجحت باريس في عملية الاقناع التي تجريها.
ومن المقرر ان يساند وزير الخارجية الاميركي جون كيري الموقف الفرنسي في فيلنيوس لحمل الرافضين على المشاركة في "الحملة التأديبية" لبشار الاسد.
وقال جان-دومينيك جولياني رئيس مؤسسة روبرت شومان المتخصصة في العلاقات الاوروبية "لم تتطلب ازمة دولية من قبل مبادرة اوروبية قوية بمثل هذا الوضوح"، وذلك في معرض حديثه عن ضعف وزن الولايات المتحدة على المسرح الدولي وشلل مجلس الامن.
وتتمثل المشكلة في ان اوروبا ضعيفة في مواجهة المسائل الدفاعية، ولم يتألق الاتحاد الاوروبي في السنوات الاخيرة عبر مواقف قوية واجماعية حول ملفات دولية.
وعلى غرار عدد كبير من البلدان الاوروبية، تتعثر الطبقة السياسية الفرنسية بالقضية السورية. فأبرز احزاب المعارضة، الاتحاد من اجل حركة شعبية، توصل بصعوبة الثلثاء الى موقف مشترك يقضي بعدم الموافقة على تدخل إلا بعد "نشر" تقرير المفتشين عن السلاح الكيميائي وصدور "قرار للامم المتحدة".
والاشتراكيون الحاكمون منقسمون ايضا، ويؤيد حزب الخضر، العضو في التحالف الحكومي عملية عسكرية، اما اليمين المتطرف واليسار الراديكالي فيعارضانها، فيما لا يزال الوسطيون متشككين. وقال فابيوس صباح الاربعاء ان التدخل "سيشجع على التوصل الى حل سياسي" في سوريا، محذرا من التقاعس.

وتفيد مصادر الخارجية الفرنسية انه اذا ما حصلت عملية عسكرية، سيخرج منها الرئيس السوري ضعيفا، وعلى الارجح "سيفهم الرسالة"، مما يفتح افاق حل سياس.

 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً