العدد 4015 - الثلثاء 03 سبتمبر 2013م الموافق 27 شوال 1434هـ

مع سعي أوباما لمعاقبة سورية يخشى المشرعون تدخلاً أميركياً عميقاً

قوبلت جهود الرئيس الأميركي باراك أوباما لإقناع الكونغرس بتأييد خطته لشن هجوم على سورية بتشكك يوم الإثنين الماضي من مشرعين في حزبه الديمقراطي الذين عبروا عن مخاوف أن تنجر الولايات المتحدة إلى حرب جديدة في الشرق الأوسط.

مهما يكن من أمر فإن أوباما حقق فيما يبدو بعض التقدم إذ إن اثنين من أبرز الأعضاء الجمهوريين في مجلس الشيوخ -هما جون ماكين وليندساي جراهام- خرجا من اجتماع معه في البيت الأبيض وهما مقتنعان بأن الرئيس مستعد لفعل أكثر من مجرد إطلاق صواريخ كروز وأنه يريد أيضاً دعم المعارضة السورية. وقال ماكين -وهو مدافع منذ وقت طويل عن اتباع أميركا موقفاً أكثر تشدداً من سورية- إن التقاعس عن تأييد توجيه ضربات إلى قوات الرئيس بشار الأسد سيكون «كارثة». وأثار القرار المفاجئ لأوباما بوقف خططه لتوجيه ضربة إلى قوات الأسد والانتظار للحصول على موافقة الكونغرس جدالاً محتدماً مع استعداد الرئيس للذهاب إلى السويد وروسيا هذا الأسبوع. وعرض كبار مساعدي أوباما للأمن القومي متسلحين بأدلة يقولون إنها تثبت أن الحكومة السورية قتلت أكثر من 1400 شخص بغاز السارين مبرراتهم على الأعضاء الديمقراطيين لمجلس النواب الأميركي في مؤتمر عبر الهاتف دام 70 دقيقة وحثوهم على مساندة طلب أوباما. وحجة البيت الأبيض هي أنه يجب معاقبة سورية على هجومها الكيماوي في 21 من أغسطس/ آب وأن على المحك مصداقية حظر دولي على استخدام مثل هذه الأسلحة وضرورة حماية مصالح الأمن القومي الأميركي وحلفائها إسرائيل والأردن وتركيا. وألقت سورية اللوم على قوات المعارضة في ذلك الهجوم.

وكان هناك خلاف عميق في الكونغرس بشأن كيفية المضي قدماً فبعض المشرعين يخشون أن تنجر الولايات المتحدة إلى حرب أخرى في الشرق الأوسط على الرغم من تعهدات أوباما بتوجيه ضربة محدودة. وتجري هذه المجادلات تحت ظلال أشباح الحروب في العراق وأفغانستان وهي صراعات استمرت أطول كثيراً وكانت أبهظ كلفة من التوقعات في بادئ الأمر. ويرجع تردد الكونغرس إلى الحذر بوجه عام من الحروب بين الأميركيين الذين يعارضون التورط في سورية. وشكا النائب كريس فان هولين أحد كبار الديمقراطيين وحليف أوباما من أن صياغة طلب البيت الأبيض للكونغرس لمنحه تفويضاً لاستخدام القوة واسعة وقد تؤدي إلى تورط أميركي عميق في سورية. وقال «ليس هناك قيد لنشر جنود أميركيين على الأرض. ولا نقطة نهاية» في القرار. وأضاف قوله إن مشروع القرار الذي قدمته الحكومة الأميركية واسع جداً ويمنح السلطة التنفيذية تفويضاً واسعاً للتحرك. وكان فان هولين أحد المشرعين الديمقراطيين الذين تحدث إليهم في مؤتمر عبر الهاتف وزير الخارجية جون كيري ووزير الدفاع تشاك هيغل ومستشارة الأمن القومي سوزان رايس ومدير الاستخبارات جيمس كلابر والجنرال مارتن ديبمسي رئيس هيئة الأركان المشتركة.

ويحتاج أوباما إلى تدعيم جناحه اليساري ولاسيما في مجلس النواب حيث يعارض الديمقراطيون الليبراليون وكثير من الجمهوريين المحافظين أن تتخذ الولايات المتحدة إجراءً عسكرياً آخر في الشرق الأوسط. وينتمي مكين وجراهام إلى الجناح التقليلدي في الحزب الجمهوري الذين يؤيدون بوجه عام التدخل الأميركي في الخارج عند الضرورة. وهما يريدان استراتيجية واسعة لا لمعاقبة الأسد على الهجوم الكيماوي فحسب ولكن لمساعدة المعارضة السورية أيضاً. ومن المتوقع أن يوافق مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الديمقراطيون على عمل عسكري أميركي لكن إذا لم تكسب حكومة أوباما تأييد ماكين وجراهام فإن ذلك سيكون ضربة لتأثير أوباما الأوسع على الكونغرس بشأن سورية. وقال جراهام للصحافيين حينما خرج وهو وماكين من اجتماع مع أوباما في البيت الأبيض استمر ساعة «في ظني أن توافقاً في الرأي بدأ يتكون مفاده أنه يجب أن نضعف قدرات الأسد ونعزز المعارضة السورية». وقال النائب جيمس مكجفرن الديمقراطي الليبرالي من ماساتشوستس إنه متشكك في إمكانية أن تساعد خطة أوباما لشن ضربات عسكرية في إنهاء الحرب. وقال إنه لو أجري تصويت اليوم فإنه سيصوت بالرفض. وأضاف قوله «الناس فزعوا من صور الناس الذين يعانون وهم يريدون حقاً تقديم المساعدة. ولكن الناس أصبحوا متشككين في فعالية هذه التدخلات العسكرية وليس الأمر مجرد السأم من الحرب». ومع نشر سفن القوات الحربية واستعدادها لشن هجمات بصواريخ كروز تلبية لأوامر من أوباما فإنه من غير المحتمل ان يتخذ قرار قبل مرور أيام على عودة الكونغرس من عطلته الصيفية في التاسع من سبتمبر/ أيلول. وفي خلال تلك الفترة سيستغل أوباما الوقت في السعي لكسب التأييد لموقفه.

العدد 4015 - الثلثاء 03 سبتمبر 2013م الموافق 27 شوال 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً