وجهت البرازيل تصريحات شديدة اللهجة إلى الولايات المتحدة يوم أمس الاثنين (2 سبتمبر/ أيلول 2013) واستدعت السفير الأمريكي فيها للاستفسار عن مزاعم جديدة بأن واشنطن تجسست على الرئيسة البرازيلية ديلما روسيف.
وذكر برنامج اخباري برازيلي يوم الأحد (1 سبتمبر) ان وكالة الامن القومي الامريكية تجسست على رسائل بريد الكتروني واتصالات ورسائل نصية بين رئيسة البرازيل ونظيرها المكسيكي إنريك بينا نيتو وهو كشف يمكن ان يؤدي الى توتر علاقات الولايات المتحدة مع الدولتين الكبيرتين في أمريكا اللاتينية.
وقال وزير الخارجية البرازيلي لويس البرتو فيجويردو للصحفيين خلال مؤتمر صحفي إنه عبر عن قلقه للسفير الأمريكي في البرازيل. وأضاف "استدعينا سفير الولايات المتحدة توماس شانون في التاسعة من صباح هذا اليوم وأوضحنا غضب الحكومة البرازيلية في ضوء هذه الحقائق التي تضمنتها هذه الوثائق التي كشف عنها. إن التعدي على اتصالات رئيسة جمهوريتنا من وجهة نظرنا يمثل انتهاكا غير مسموح به وغير مقبول لسيادة البرازيل."
ولا تزال البرازيل مستاءة من تقارير سابقة أفادت بأن الوكالة الأمريكية تجسست على رسائل بريد الكتروني واتصالات هاتفية لمواطنين فيها.
وكان وزير العدل البرازيلي خوسيه ادواردو كاردوزو توجه الاسبوع الماضي الى واشنطن واجتمع مع نائب الرئيس الامريكي جوزيف بايدن ومسؤولين اخرين في اطار مساعيه للحصول على مزيد من التفاصيل عن حالات سابقة كشف عنها المتعاقد السابق مع الوكالة الأمريكية ادوارد سنودن تتعلق بتجسس الولايات المتحدة في البرازيل.
وقال كاردوزو إن مزاعم التجسس الاخيرة ستمثل انتهاكا خطيرا للسيادة إذا ثبتت صحتها.
وأضاف "سيادة أي دولة لا يمكن المساس بها ولذا فبمجرد تأكيد هذه الحقائق فإنها مرفوضة وتمثل موقفا لا يتماشى مع العلاقات الثنائية والشراكة الاستراتيجية للبرازيل مع الولايات المتحدة. الأمر المقلق هو حقيقة انتهاك السرية مما أضر برئيسة حكومتنا."
وأمهلت حكومة البرازيل نظيرتها الأمريكية حتى نهاية الأسبوع لتقديم إيضاح مكتوب لمزاعم التجسس التي تستند إلى وثائق سربها سنودن.
وقال فيجويردو "تعهد (شانون) بالاتصال بالبيت الأبيض اليوم ونقل المحادثة التي دارت بيننا ومثلما قلت له عليهم إرسال تفسير رسمي مكتوب لهذا الموقف."
وعقدت روسيف اجتماعا لمجلس الوزراء يوم الإثنين بمشاركة وزراء الدفاع والعدل والاتصالات والخارجية لمناقشة الرد على تقرير التجسس الجديد.
وقال كاردوزو لوسائل الاعلام إن البرازيل سترد وفقا للموقف إذا تخطت المراقبة الالكترونية الامريكية أهداف مكافحة الارهاب والأهداف السياسية.
وأضاف كاردوزو "إذا تأكد أن الأمر لا علاقة له على الاطلاق بالممارسات غير القانونية أو الجريمة المنظمة أو الارهاب وإنما مرتبط بالطبيعة السياسية لرئيسة الدولة ففي هذه الحالة سننتظر الرد ثم سنقيم بناء على هذا الاجراءات التي يجب اتخاذها."
وكان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري قد حث البرازيل خلال زيارة الشهر الماضي على ألا تجعل مزاعم التجسس تعرقل تجارتها المتنامية وعلاقاتها الدبلوماسية والاقتصادية مع الولايات المتحدة.