قال اختصاصي أول العلاج الطبيعي في قسم العلاج الطبيعي بمجمع السلمانية الطبي ورئيس جمعية العلاج الطبيعي البحرينية هاني مهدي حسن إن القسم تلقى 70 حالة انحناء للعمود الفقري لطلبة من المدارس الحكومية خلال العامين الماضيين، لافتاً خلال لقاء مع «الوسط» إلى أن 60 في المئة من الحالات بسبب ثقل الحقيبة المدرسية.

وبين أن القسم دشن برنامجاً منذ 6 سنوات للكشف عن الانحناء الجانبي للعمود الفقري، تم رصد 300 حالة خلالها، منوهاً إلى أن التعاون مع إدارة الصحة المدرسية بوزارة التربية والتعليم بدأ منذ عامين فقط، قام خلالها القسم بتدريب عدد من ممرضات المدارس ومعلمي التربية الرياضية للمسح على جميع طلبة المدارس في مرحلة النمو للكشف على إصابة الطلبة بالانحناء تمهيداً لتحويل الحالات لقسم العلاج الطبيعي بالسلمانية لعلاجها.

من جانبها، تحدثت اختصاصي أول علاج طبيعي بمجمع السلمانية الطبي زهرة جناحي في اللقاء عن تدشين القسم لكتيب بالتعاون مع وزارة التربية حول مواصفات الحقيبة المدرسية المناسبة لتلافي الإصابة بانحناء العمود الفقري.

60 % من الحالات بسبب ثقل الحقيبة المدرسية... ومعظمهم من الإناث

70 حالة انحناء بالظهر لطلبة محوَّلة من «التربية» لـ «الصحة»

الوسط - زينب التاجر

قال اختصاصي أول علاج الطبيعي في قسم العلاج الطبيعي بمجمع السلمانية الطبي ورئيس جمعية العلاج الطبيعي البحرينية هاني مهدي حسن، إن القسم تلقى 70 حالة انحناء للعمود الفقري لطلبة من المدارس الحكومية خلال العامين الماضيين، لافتاً خلال لقاء مع «الوسط» أن 60 في المئة من الحالات بسبب ثقل الحقيبة المدرسية، وأن 80 في المئة من الحالات من الإناث، وتتراوح أعمار الحالات المحولة ما بين 10 سنوات إلى 13 عاماً.

وبيّن أن القسم دشّن برنامجاً منذ 6 سنوات للكشف عن الانحناء الجانبي للعمود الفقري، تم رصد 300 حالة خلالها، منوها إلى أن التعاون مع إدارة الصحة المدرسية بوزارة التربية والتعليم بدأ منذ عامين فقط قام خلالها القسم بتدريب عدد من ممرضات المدارس ومدرسات التربية الرياضية للمسح على جميع طلبة المدارس في مرحلة النمو للكشف على إصابة الطلبة بالانحناء تمهيداً لتحويل الحالات لقسم العلاج الطبيعي بالسلمانية لعلاجها.

ومن جانبها، تحدثت اختصاصي أول علاج طبيعي بمجمع السلمانية الطبي زهرة جناحي، في اللقاء عن تدشين القسم لكتيب بالتعاون مع «التربية» حول مواصفات الحقيبة المدرسية المناسبة لتلافي الإصابة بانحناء العمود الفقري.

ودعت معلمي ومعلمات المدارس الحكومية والخاصة لمزيد من الجدية في الكشف على الحالات، وذلك بالتزامن مع بدء عودة أعضاء الهيئتين الإدارية والتعليمية اليوم (الأحد) وعودة الطلبة الأحد المقبل.

وفيما يلي ما دار في اللقاء:

هلَّا عرفتمونا بطبيعة البرنامج الذي سمعنا عنه حول كشف الإصابة بانحناء العمود الفقري؟

- حسن: بدأ البرنامج في قسم العلاج الطبيعي بمجمع السلمانية الطبي منذ 6 سنوات ويدور حول الكشف عن انحناء العمود الفقري ومن ثم علاجه، وقد لاحظنا أن المصابين به يكونون في الفئة العمرية ما قبل سن البلوغ أي من 8 سنوات إلى 15 سنة تقريبا، كما واكتشفنا نتيجة خطيرة بأن ثقل الحقيبة المدرسية هو أحد أهم الأسباب للإصابة بانحناء العمود الفقري، وقد رصدنا طوال تلك السنوات 300 حالة.

متى بدأ التعاون بينكم وبين وزارة التربية والتعليم؟

- حسن: بدأ التعاون بيننا وبين إدارة الصحة المدرسية بوزارة التربية والتعليم منذ عامين تقريباً، قمنا خلالها بمسح لجميع المدارس، وتدريب ممرضات المدارس ومدرسي ومدرسات التربية الرياضية لمساعدتنا على كشف حالات الإصابة كونهم أكثر احتكاكاً بالطلبة، وخلالها رصدنا 70 حالة إصابة بانحناء العمود الفقري بين الطلبة، ويقوم عملنا بعد تحويل الحالات على عرض الحالة على الطبيب المختص وتقديم العلاج المناسب.

جدير بالذكر أن الـ 70 الحالة المحولة من المدارس الحكومية لطلبة تتراوح أعمارهم ما بين 10 إلى 13 سنة، وأن 80 في المئة منهم من الإناث، وأن 60 في المئة من الحالات اكتشفنا أن السبب الرئيسي فيها هو ثقل الحقيبة المدرسية.

وأُرجع سبب إصابة الإناث أكثر من الذكور، إلى لين أربطة العمود الفقري بالنسبة للإناث، وبلوغهن بشكل أسرع من الذكور.

وللأمانة هناك أسباب أخرى للإصابة بانحناء العمود الفقري منها وراثية وأخرى مرضية، فضلاً عن أسباب غير معلومة.

ما الذي يخيفكم من ثقل الحقيبة المدرسية؟

- حسن: للحقيبة المدرسية الثقيلة مضار خطرة، إذ يرى الأطباء أن وضع ثقل زائد في الحقيبة المدرسية وحملها على الظهر والكتف يعرض الأطفال لآلام وأمراض مختلفة، منها آلام في الرقبة والكتفين والظهر، وقد تصبح تلك الآلام مزمنة مع الوقت وتسبب اختلالاً في العضلات الداعمة لها وإجهاداً، كما وتسبب الحقيبة الثقيلة استدارة الظهر للأمام، وقد يتطور الأمر إلى مرض الحردبة، والذي يظهر بشكل خاص عند المراهقين مما قد يؤدي مع الوقت إلى الإصابة بمرض الجتف أو الانحناء الجانبي.

هذا وتسبب الحقيبة الثقيلة أيضاً أوجاع في الرأس وتنمل اليدين والأصابع، وقد تشكل ضغطاً على القلب والرئتين، مع العلم بأن نتائج حمل الحقيبة قد لا تظهر في الحال وقد تظهر لاحقاً أو في مرحلة البلوغ.

إذاً ما هي مواصفات الحقيبة المدرسية الصحية؟

- جناحي: هناك تصارح في الأفكار ما بين الحقيبة التي تحمل على الظهر والأخرى التي تجر على الأرض، ولكن من واقع خبرة أرجع الحقيبة التي تحمل على الظهر ولها مواصفات معينة، وهي أن تكون المواد الداخلة في تصنيع الحقيبة ذات وزن خفيف، أن لا يزيد وزنها عن 10 إلى 15 في المئة من وزن الطالب، أي إذ كان وزن الطالب 40 كيلو يجب أن لا يزيد وزن الحقيبة عن 4 كيلو، من المواصفات الأخرى أيضاً اختيار الحقائب مقوسة الظهر والقاعدة قليلاً ومزودة بطبقة هوائية عازلة عن الظهر، يجب أن يكون حجم الحقيبة مناسباً لحجم جسم الطالب بأن تغطي الكتفين وأعلى الظهر إلى نهاية الأضلاع، أي تكون أعلى الخصر بـ 3 إلى 4 سم، وإن نزول الحقيبة أكثر يزيد من الضغط على الأكتاف ويسبب انحناء ظهر الطالب إلى الأمام، أن تكون مزودة برباطين للكتفين مبطنة بالقطن أو الإسفنج السميك على أن لا يقل عرضه عن 6 سم، وأن تكون مزودة برباط على الخصر لتوزيع الثقل بالتساوي على الظهر، وأن تكون الحقيبة ذات عجلات وساق طويلة ليسهل جرها للصفوف الموجودة في الطابق الأرضي فقط.

وللأسف مواصفات مثل هذه الحقيبة غير موجودة في معظم حقائب الطلبة في المدارس، وللعلم قمنا بوزن حقائب كثير من طلبة الصف الأول الابتدائي، واكتشفنا أن أقل حقيبة وزنها يصل إلى 8 كيلو أي ضعف الوزن المناسب والصحي.

ما هي الطريقة السلمية لحمل الحقيبة المدرسية؟

- حسن: يجب على ولي الأمر والمعلمين في المدرسة تدريب الطالب على كيفية حمل الحقائب بالطرق السلمية، والتي منها حمل الحقيبة بواسطة رباطي الكتف على أن تكون من النوع الذي يربط بسهولة ويفك بسهولة، ويجب ضبط الأربطة بحيث تتناسب مع الجسم، وأن لا تكون واسعة حتى لا تنزل وتسبب ضغطاً على الظهرـ وأن تكون الأربطة على منتصف عظم الترقوة، فضلاً عن ربط حزام الوسط على الخصر بإحكام ولكن ليس بشدة، حتى لا تسبب ألماً في أسفل الظهر، ويجب أن تستند الحقيبة على الكتفين وعلى الوركين والحوض، وأن لا تكون مائلة إلى جهة واحدة، ولا يركز في حملها على منطقة واحدة، وأن يكون الكتفان في مستوى واحد، هذا ويجب المشي والظهر مستقيم.

لديكم تعاون مع المدارس الحكومية في هذا الصدد، فماذا بشأن المدارس الخاصة؟

- جناحي: قمنا بزيارة عدد من المدارس الخاصة والوضع فيها أفضل بكثير من المدارس الحكومية، والسبب يرجع إلى أن كثيراً من المدارس الخاصة تلجأ للتعليم الإلكتروني والاعتماد على الخزائن الصفية في حفظ الكتب، بخلاف المدارس الحكومية والتي تستخدم الخزائن الصفية الخاصة بالطلبة لحفظ الأنشطة فقط.

ما هي النصائح التي تقدمونها للطلبة، أولياء الأمور والجهات المعنية؟

- حسن وجناحي: نرى ضرورة أن تقوم وزارة التربية والتعليم بالتشديد على معلمي ومعلمات مدارسها الحكومية لحث الطلبة على ترتيب حقائبهم وفقاً للجدول وعدم حمل جميع الكتب، وتنظيم محتويات الحقيبة المدرسية كترتيب الحقيبة بشكل صحيح بحيث توضع الكتب والأدوات الثقيلة قرب الظهر والأدوات المسننة بعيدة عن الظهر، وأن تكون الدفاتر والكراسات خفيفة، ويفضل أن تكون من فئة 40 ورقة للمرحلتين الابتدائية والإعدادية و60 ورقة للمرحلة الثانوية، الابتعاد عن الكتب والدفاتر كبيرة الحجم ووضع الكتب والكراريس الخاصة باليوم الدراسي فقط وتحاشي وضع الملابس الرياضية في الحقيبة، فضلاً عن ضرورة أن يقوم المعلمين بالتخفيف على الطلبة فيما يتعلق بالمتطلبات الصفية والأنشطة ومستلزماتها، والتي تزيد من ثقل الحقيبة، كما وأن على المعلمين التعاون وتلمس هذا الخطر المحدق بالطلبة.

كما أن على وزارة التربية والتعليم حثّ مدرسي ومدرسات التربية الرياضية والممرضات للجدية في الكشف على حالات انحناء العمود الفقري تمهيداً لتحويلها لقسم العلاج الطبيعي في الوزارة، وعلى الوزارة أيضاً محاولة وضع جميع الصفوف الدراسية للحلقة الأولى في الطابق الأرضي وتوفير كراسي مناسبة ومراقبة المعلم لأوضاع جلوس الطلبة وتصحيحها، فضلاً عن إدراج تمارين ضمن التربية البدنية لتعويد الأطفال على تنفيذها لتقوية عضلات الظهر وإجراء فحص طبي دوري وتشجيع الطالب على إبلاغ ولي الأمر أو المدرس عن أية آلام وعدم تجاهلها، وعند تكرار تلك الآلام يجب مراجعة الطبيب المختص.

وبالنسبة للطلبة، عليهم الجلوس والأكتاف مستقيمة والقدمان مسطحتان على الأرض، ومفصل الورد والحوض في شكل زاوية قائمة، وجعل الجسم متوازناً في الجلسة، والرأس والرقبة في وضع مستقيم، وعدم الوقوف مدة طويلة والحقيبة على الظهر، وعمل تمرينات لجميع أعضاء الجسم لمدة 10 دقائق، فضلاً عن عدم لبس الكعب العالي للطالبات بشكل عام، وعند حمل الحقيبة بشكل خاص.

وعلى أولياء الأمور مسئولية أيضاً، وهي تجاهل الإعلانات التجارية فيما يتعلق بالحقائب المدرسية في مرحلة الشراء والتفكير جدّياً بأهمية الحقيبة المدرسية السلمية، وملاحظة عدم وجود انحناءات في الكتفين والظهر بالنسبة للطفل بشكل مستمر.