العدد 4014 - الإثنين 02 سبتمبر 2013م الموافق 26 شوال 1434هـ

لا منتصر واضحاً في المناظرة التفلزيونية بين ميركل ومنافسها شتاينبروك

ميركل ومنافسها شتاينبروك خلال المناظرة التلفزيونية - REUTERS
ميركل ومنافسها شتاينبروك خلال المناظرة التلفزيونية - REUTERS

قبل نحو ثلاثة أسبابيع من الانتخابات التشريعية في ألمانيا، انتهت المناظرة التليفزيونية الوحيدة التي جرت الأحد بين المستشارة أنغيلا ميركل ومنافسها على المنصب من الحزب الاشتراكي الديمقراطي بيير شتاينبروك بدون منتصر واضح.

ولم تظهر استطلاعات الرأي التي أجرتها عدة محطات تليفزيونية صورة واضحة عن تأييد الناخبين للمتنافسين، حيث جاء في استطلاع رأي للقناة الثانية في التليفزيون الألماني (زد دي إف) أن شتاينبروك كان أكثر إقناعاً للناخبين من المستشارة ميركل، في حين أظهر استطلاعان آخران أجرتهما القناة الأولى بالتليفزيون الألماني ومحطة «آر تي إل» التليفزيونية أن ميركل كانت أكثر إقناعاً للناخبين.

وبوجه عام، ذكر المشاركون في الاستطلاعات أن المناظرة التي استغرقت 90 دقيقة وبثت على محطات تليفزيونية والإنترنت، كانت موضوعية. وبسبب التراجع الواضح لشعبيته في استطلاعات رأي سابقة، بدأ مرشح الحزب الاشتراكي الديمقراطي شتاينبروك مناظرته بالهجوم على ميركل، متهماً إياها بـ»الجمود». وذكر شتاينبروك أنه لو صار مستشاراً لألمانيا سيعمل على تحقيق المزيد من العدالة الاجتماعية، وقال: «خطتي لألمانيا هي أن تصبح أكثر عدلاً وبالتالي أكثر قوة».

وفي المقابل دافعت المستشارة ميركل عن سياسة ائتلافها الحاكم الذي يضم التحالف المسيحي والحزب الديمقراطي الحر، معلنة أنها تعتزم من أجل ذلك الاستمرار في هذا التحالف حال فوزها في الانتخابات التشريعية المقبلة.

تجدر الإشارة إلى أن ميركل تنتمي إلى التحالف المسيحي المكون من الحزب المسيحي الديمقراطي بزعامتها، والحزب المسيحي الاجتماعي البافاري.

وربما كانت هذه المناظرة الفرصة الأخيرة أمام شتاينبروك لإحداث تغيير في تأييد الناخبين لصالحه قبل الانتخابات المزمعة في 22 سبتمبر الجاري.

وحاول شتاينبروك باستمرار خلال المناظرة أن يخرج ميركل عن تحفظها، إلا أنها لم تنساق وراء تلك المحاولات من منافسها الذي تجاهلته طوال المعركة الانتخابية.

وكما كان متوقعاً، قدمت ميركل تصوراً مختلفاً تماماً لمستقبل ألمانيا عن منافسها شتاينبروك، حيث قالت إن العمالة في بلدها بلغت بشكل غير مسبوق 29 مليون شخص، متوقعة أن تتوقف الحكومة عن الاستدانة من جديد بحلول العام 2015، ثم حذرت قائلة: «لا ينبغي أن نفعل أي شيء من شأنه المخاطرة بسوق العمل، فخطط الاشتراكيين الديمقراطيين والخضر لزيادة الضرائب تنطوي على مخاطر تنذر بانتكاسة للوضع الجيد الذي ننطلق منه».

وفي المقابل، قال شتاينبروك إن حزبه لا يريد زيادة الضرائب على جميع المواطنين بل فقط على 5 في المئة من المواطنين أصحاب الدخول الأعلى في المجتمع، مضيفاً أن دخول المواطنين ستزيد إذا صار مستشاراً، كما روج إلى تطبيق قانون للحد الأدنى للأجور على مستوى ألمانيا.

ودخلت ميركل في صدام مع شتاينبروك بشأن المساعدات لليونان وذلك خلال مناظرتهما التلفزيونية، حيث ذكرت ميركل أنها سعت لمواصلة الضغط على اليونان من أجل إجراء إصلاحات، في حين رد شتاينبروك بالقول: «لا يمكنك أن تلوحي بهراوة لليونانيين... يتعين عليك أن تظهري لهم بعض الود».

وقالت ميركل «لدي مسئولية كمستشارة أن أرى ضغط الإصلاح على اليونان لا يتوقف»، ورفضت الانجرار للإجابة على سؤال بشأن المبلغ الذي ستحتاجه اليونان في خطة إنقاذ ثالثة. وأضافت: «لا أحد يعرف بالضبط كيف ستتطور الأمور في اليونان».تجدر الإشارة إلى أن شعبية الحزب الاشتراكي الديمقراطي تتراجع بشكل كبير عن شعبية التحالف المسيحي في جميع استطلاعات الرأي. وأكدت ميركل أنها تعتزم الاستمرار في ائتلاف حاكم مع الحزب الديمقراطي الحر حال فوز حزبها في الانتخابات.

وفي معرض ردها على سؤال حول إمكانية تحالفها مع الاشتراكيين الديمقراطيين، ردت ميركل قائلة: «لا أرغب في ائتلاف كبير، ولا أحد يسعى إليه». كما أكد شتاينبروك أنه شخصيا لا يريد الدخول في ائتلاف كبير مع التحالف المسيحي.تجدر الإشارة إلى أن شتاينبروك كان يشغل منصب وزير مالية في حكومة ميركل الائتلافية مع الاشتراكيين الديمقراطيين خلال الفترة من عام 2005 حتى عام 2009 .ومن ناحية أخرى، استبعدت المستشارة ميركل بشكل قاطع فرض رسوم على سيارات الأفراد على الطرق السريعة في ألمانيا، وقالت: «معي لن يكون هناك أي رسوم على سيارات الأفراد في الطرق السريعة، لا أعتقد أنه من قبيل الصواب زيادة الأعباء على سائقي السيارات».

وبذلك نأت ميركل بنفسها عن رئيس الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري، هورست زيهوفر، الذي دعا إلى وضع هذه الخطط في اتفاقية الائتلاف الجديدة.وانتقد شتاينبروك ميركل في عدم ضغطها بالقدر الكافي على الولايات المتحدة لتفسير فضيحة التجسس الإلكتروني على مستوى العالم من قبل وكالة الأمن القومي الأمريكية «إن إس إيه»، متهما إيها بانتهاك اليمين الدستورية والإضرار بسمعة ألمانيا، وقال: «لو كنت مستشارا ما كنت لأفكر - بالنظر لحجم انتهاكات الخصوصية - في أن أقول لمؤتمر صحافي حكومي: سأنتظر وأرى»، وفي المقابل ردت ميركل قائلة: «أنا لا أتصرف وبعد ذلك أفكر، بل أفعل العكس: أفكر مليا أولا ثم أتخذ القرار ثم أتصرف». كما اتهم شتاينبروك ميركل بالفشل في إدارة التحول إلى الاعتماد على الطاقة المتجددة، وأعلن على عكس ميركل: «سنقوم بخفض الضرائب على الطاقة في أسرع وقت ممكن»، بينما دافعت ميركل مجددا عن قرارها بشأن التوقف عن استخدام الطاقة النووية بالتدريج، وقال: «عندما أرى الحديث الدائر حاليا في فوكوشيما أزداد اقتناعا بأني كنت على صواب».وبثت المناظرة على الهواء مباشرة أربع محطات تليفزيونية كبرى، وهي «إيه آر دي» و»زد دي إف» و»آر تي إل» و»بروزيبن». وتقدر أعداد المشاهدين سواء عبر المحطات التلفزيونية أو الإنترنت بأكثر من 12 مليون مشاهد. وكانت المناظرة بين أكثر الموضوعات التي جرى التعليق عليها على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» مساء أمس الأحد في جميع أنحاء العالم.

العدد 4014 - الإثنين 02 سبتمبر 2013م الموافق 26 شوال 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً