شهدت مباراة العملاقين بايرن ميونيخ الألماني وتشلسي الانجليزي الكثير من الجوانب الفنية والتكتيكية التي تؤكد العمل الكبير الذي يقوم به أفضل مدربين حاليا في الكرة العالمية وهما الاسباني بيب غوارديولا والبرتغالي جوزيه مورينهو.

120 دقيقة من الإثارة والمتعة والجمال الكروي والغنية بالدروس الفنية شهدتها تلك المواجهة في نهائي كأس السوبر الأوروبي لدرجة أن البعض تمنى ألا تنتهي المباراة أو أنها تتجدد في كل أسبوع؛ نظرا للقيمة الفنية العالية والفكر والعقلية المتميزة التي يحملها المدربان «بيب وسبيشل ون».

المواجهة شهدت أسلوبين تكتيكيين مختلفين، وكلا من «بيب وسبيشل ون» أراد تنفيذه وتطبيقه بأقدام لاعبيهما، وكلا منهما سعى واجتهد وعمل للخروج بالفوز وتحقيق اللقب الأوروبي، وجاء التفوق لكل منهما في فترات من المباراة، وساد التكافؤ في الكثير من أوقاتها بغض النظر عن بعض الجوانب الأخرى والتفاصيل الدقيقة لمسار ومجرى دقائق المواجهة.

الدروس المستفادة من المباراة لعلها كثيرة ولكن نلخصها في القراءة الفنية التي يملكها كل مدرب «بيب وسبيشل ون»، فالأول سعى بأسلوب الكرة الاسبانية في التفوق والسيطرة على مجريات اللعب عبر الضغط المباشر وإحكام السيطرة على منطقة المناورات والتي منحته الأفضلية في نسبة الاستحواذ على الكرة، وبالتالي تسيير المباراة كيفما شاء وأراد.

أما مورينهو فإنه واجه خصمه بأسلوب مختلف يصفه البعض بأنه دفاعي بحت لصد المحاولات الهجومية، ولكنه في حقيقة الأمر لا يعدو كونه أسلوبا فنيا متطورا قدمه البرتغالي على أنه الصيغة المثالية لمواجهة الأسلوب الضاغط، ويبرز في أسلوب مورينهو السرعة القصوى في تنفيذ الجانب الهجومي والذي يقضي بالوصول لمرمى الخصم بأقل عدد ممكن من التمريرات وبأسرع الطرق بدليل الهدف الأول الذي سجله الاسباني.

المحصلة النهائية للمواجهة الأوروبية والعالمية أن لكل مدرب أسلوبه الذي يمكن من خلاله الوصول لهدفه وهو الفوز، وربما يتصور البعض انحيازي لمورينهو على غوارديولا أو العكس، إلا أن الواقع يؤكد أنهما الأفضل حاليا في العالم وعلى كل مدرب أن يتعلم منهما ما يجعله متميزا في المجال التدريبي.