العدد 4013 - الأحد 01 سبتمبر 2013م الموافق 25 شوال 1434هـ

أوباما يسعى إلى كسب الوقت لكنه يقوم بمجازفة

يعكس التبدل المفاجىء في توجه الرئيس الأميركي باراك أوباما رغبته في كسب الوقت والحصول على دعم قبل الدخول في نزاع، على الرغم من مجازفته بالظهور كرجل متردد في إدارته النزاعات الدولية.

وطوال الأسبوع، صعدت الإدارة الأميركية لهجتها ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد وتحدثت عن مقتل 1429 شخصاً بينهم 426 طفلاً في هجوم كيماوي وقع في 21 أغسطس/ آب بالقرب من دمشق، حسب تقرير للاستخبارات الأميركية.

وقال أوباما الجمعة إن اللجوء إلى مثل هذه الأسلحة يشكل «تحدياً للعالم أجمع. لا يمكننا قبول عالم يقتل فيه نساء وأطفال وأبرياء بالغازات»، وتحدث عن ضربة قادمة ضد النظام السوري.

وشكلت التصريحات الحازمة جداً لأوباما ووزير الخارجية جون كيري ونشر نحو ست سفن حربية مزودة بصواريخ عابرة، مؤشرات على قرب وقوع الضربة.

لكن فجأة حدث تبدل في الموقف بعد ظهر السبت في البيت الأبيض عندما أعلن الرئيس الأميركي أنه اتخذ القرار المبدئي بقصف سورية لكنه سيرجع إلى الكونغرس ليجيز اللجوء إلى القوة.

وهذا التحول يبعد احتمال تدخل عسكري بما أن أعضاء مجلسي النواب والشيوخ في عطلة تنتهي في التاسع من سبتمبر/ أيلول ولم يطلب أوباما دعوتهم لعقد دورة استثنائية.

وقال مسئولون كبار في إدراته إن أوباما لم يعبر عن رغبته الرجوع إلى الكونغرس، سوى مساء الجمعة بينما كان يتجول في حديقة البيت الأبيض مع مساعده دنيس ماكدونو.

وكان بعض أعضاء الكونغرس من الحزبين طلبوا هذا الأسبوع إجراء تصويت في الكونغرس حول سورية لكن زعماء كتلهم البرلمانية بدوا وكأنهم يكتفون «بمشاورات».

وقال هؤلاء المسئولون الذين طلبوا عدم كشف هوياتهم إن السلطة التنفيذية ستستفيد خلال هذه الفترة لمحاولة كسب مزيد من الدعم.

وأرسل البيت الأبيض مشروع قراره حول استخدام القوة إلى الكونغرس منذ مساء الجمعة.

في المقابل، يقول فريق أوباما إن إشراك الكونغرس في اتخاذ القرار وهو إجراء تجاوزه أوباما نفسه - بشأن ليبيا في 2011 - وعدد من الرؤساء السابقين، يتطابق مع رغبته عدم إقحام الولايات المتحدة في «حرب طويلة» كما قال في 23 مايو/ أيار عندما تحدث عن الخطوط العريضة لسياسته في مكافحة الإرهاب.

وذكر استاذ التاريخ في جامعة «برينستون» جوليان زيليزير الجمعة لشبكة «سي إن إن» أن أوباما الذي عارض بشدة الحرب على العراق «خاض حملته في انتخابات 2008 على أساس التركيز على أهمية الكونغرس في اتخاذ القرارات العسكرية، وهاجم بشدة الرئيس جورج بوش لشنه حرباً بدون سلطة تشريعية».

وأبقت الإدارة على مخرج بتأكيدها أن أوباما لم يتخل عن فكرة التحرك بقرار منفرد إذا قرر الكونغرس الذي يواجه خلافات كبيرة مع أعضائه بشأن عدد من القضايا، رفض تدخل.

وقال المسئولون أنفسهم إن موافقة السلطة التشريعية في الولايات المتحدة على عمل عسكري في سورية يمكن أن يدفع المزيد من الشركاء الدوليين إلى تقديم دعمهم، بينما واجهت «العلاقات المميزة» بين واشنطن ولندن ضربة كبيرة مع رفض مجلس العموم البريطاني التدخل العسكري في سورية.

وسيتحدث أوباما إلى القادة الأجانب اعتباراً من الأسبوع المقبل على هامش قمة مجموعة العشرين الخميس والجمعة في سان بطرسبورغ في روسيا.

وبمعزل عن أن الرفض من قبل الكونغرس يمكن أن يوجه ضربة قاسية جداً إلى مكانة أوباما، يبقى تقييم الانعكاسات الفورية لتأجيل تدخل في سورية.

وقد حاول أوباما الذي اتهم من قبل نائب الرئيس الأميركي السابق ديك تشيني في 2009 بـ «التسويف» لأن تقييمه لتعزيز القوات في أفغانستان استغرق فترة طويلة، تجنب الانتقادات في هذا المجال. وقال إن «قدرتنا على القيام بهذه المهمة ليست مرتبطة بالوقت».

العدد 4013 - الأحد 01 سبتمبر 2013م الموافق 25 شوال 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 10:31 م

      stsfoonst

      أخزيت العالم بترنحاتك الغير متزنة فسوف تدمر أمريكا والكيان الاسرائيلي المغتضب لفلسطين والشرق الاوسط ودولاً أخرى حين تقدم بالاعتداء على سوريه

اقرأ ايضاً