دعا وزراء الخارجية العرب في ختام اجتماع طارئ عقدوه مساء أمس الأحد (1 سبتمبر/ أيلول 2013) في القاهرة «الأمم المتحدة والمجتمع الدولي للاضطلاع بمسئولياتهم وفقاً لميثاق المنظمة الدولية وقواعد القانون الدولي» إزاء «الجريمة النكراء» التي ارتكبت بالأسلحة الكيماوية في سورية والتي «يتحمل مسئولياتها النظام».

وقال الوزراء في البيان الختامي للاجتماع إنهم يُحمّلون «النظام السوري المسئولية الكاملة لهذه الجريمة البشعة»، وطالبوا بـ «تقديم كافة المتورطين لمحاكمات دولية عادلة أسوة بغيرهم من مجرمي الحروب» وبـ «تقديم كافة أشكال الدعم المطلوب للشعب السوري للدفاع عن نفسه وضرورة تضافر الجهود العربية والدولية لمساعدته».

في الأثناء، أكد الرئيس السوري بشار الأسد أن بلاده قادرة على مواجهة أي «عدوان خارجي»، في حين أبدت المعارضة السورية «خيبة أملها» إزاء قرار الرئيس الأميركي باراك أوباما انتظار الضوء الأخضر من الكونغرس. إلى ذلك أعلن الأزهر الشريف، رفضه توجيه أي ضربة عسكرية لسورية، ورأى في ذلك «اعتداء على الأمة العربية والإسلامية».

الفيصل يدعو إلى اتخاذ «قرار حاسم»... وطهران تحذر من تعرض المصالح الأميركية للخطر

الأسد يجدد تأكيد مواجهة أي «عدوان» والمعارضة تشعر «بالخيبة»

دمشق - أ ف ب

أكد الرئيس السوري بشار الأسد أمس الأحد (1 سبتمبر/ أيلول 2013) أن بلاده قادرة على مواجهة أي «عدوان خارجي»، في حين أبدت المعارضة السورية «خيبة أملها» إزاء قرار الرئيس الأميركي باراك أوباما انتظار الضوء الأخضر من الكونغرس قبل شن أي ضربة على دمشق.

وفي القاهرة حيث بدأ وزراء الخارجية العرب اجتماعاً طارئاً مساء أمس، دعا وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل إلى اتخاذ «قرار حاسم» بدعم التدخل الدولي في سورية، معتبراً أن معارضة هذا التدخل لا تعني إلا «تشجيعاً للنظام السوري».

وقال الفيصل: «إن أي معارضة لأي إجراء دولي لا يمكن إلا أن تشكل تشجيعاً لنظام دمشق للمضي قدماً في جرائمه»، مضيفاً أنه «آن الأوان لمطالبة المجتمع الدولي بتحمل مسئوليته واتخاذ الإجراء الرادع» ضد النظام السوري.

وأشار الفيصل إلى استخدام النظام السوري للأسلحة الكيماوية، معتبراً أن «هذا السلوك المشين يعد رداً على المطالبين بالعودة إلى مجلس الأمن الدولي المكبل بالفيتو الروسي - الصيني». وطلب رئيس الائتلاف الوطني السوري أحمد الجربا من الوزراء العرب في كلمة ألقاها خلال الجلسة نفسها بدعم العملية الدولية في سورية. وقال: «أقف اليوم بينكم لأطالبكم بكل الحمية الأخوية والإنسانية أن تدعموا العملية الدولية ضد آلة الدمار» التي يستخدمها النظام السوري.

في المقابل، حذر مسئول إيراني من دمشق أمس أن المصالح الأميركية ستتعرض للخطر إذا نفذت الولايات المتحدة تهديداتها بضرب سورية، ملمحاً إلى رد إيراني من دون توضيح ماهيته. وقال رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني علاء الدين بروجردي في مؤتمر صحافي عقده في العاصمة السورية حيث أجرى لقاءات مع عدد من المسئولين السوريين على رأسهم الرئيس بشار الأسد، إن «طبيعة القضايا الأمنية في المنطقة مترابطة بشكل كامل، والأميركيون لا يمكن أن يهددوا الدول في المنطقة ويتوقعوا عدم حصول تهديد لمصالحهم».

بدوره، قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إن الكونغرس الأميركي غير مخول بإعطاء الجيش الأميركي الضوء الأخضر لضرب سورية لأن مثل هذا العمل سيشكل انتهاكاً للقانون الدولي. وبعد أن بدت الضربات الغربية المحتملة لسورية وشيكة طوال الأسبوع الماضي، استبعد الرئيس الأميركي أمس الأول (السبت) أي تدخل سريع في سورية مفضلاً إحالة المسألة على تصويت الكونغرس الذي لن يلتئم قبل التاسع من سبتمبر الجاري بعد انتهاء إجازته.

وقال الأسد في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا): «إن سورية بصمود شعبها المقاوم وتلاحمه مع جيشه الباسل، قادرة على مواجهة أي عدوان خارجي كما تواجه يومياً العدوان الداخلي المتمثل بالمجموعات الإرهابية ومن يقف خلفها حيث تحقق الانتصار تلو الآخر وصولاً لإعادة الأمن والاستقرار لكامل ربوع الوطن».

وصرح نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد أن الرئيس الأميركي بدا عليه «الارتباك والتردد» خلال كلامه عن تريث في اتخاذ القرار بشأن الضربة العسكرية. ودعا المقداد الكونغرس الأميركي إلى إظهار «حكمة» في التعامل مع الوضع.

من جهته، دعا «الائتلاف السوري المعارض» أمس الكونغرس إلى اتخاذ «القرار الصحيح» الذي يدعم توجهات الحكومة الأميركية بتوجيه ضربة عسكرية. وقال عضو «الائتلاف السوري المعارض»، سمير نشار: «نشأ عندنا شعور بخيبة الأمل. كنا نتوقع أن تكون الأمور أسرع، وأن تكون الضربة بين ساعة وأخرى»، مضيفاً «لكننا نعتقد أن الكونغرس سيوافق بعد الاطلاع على الأدلة غير القابلة للشك التي جمعتها الاستخبارات الأميركية بشأن مسئولية النظام في ارتكاب الهجوم الكيماوي» في 21 أغسطس/ آب الماضي.

وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري أعلن أن الولايات المتحدة تمتلك دليلاً على أن غاز السارين استُخدم في هجوم 21 أغسطس الذي اتهم النظام السوري بشنه، داعياً الكونغرس إلى الموافقة على توجيه ضربة عسكرية للنظام. وكان تقرير استخباري أميركي أشار إلى أن الهجوم الكيماوي في ريف دمشق أسفر عن 1429 قتيلاً بينهم 426 طفلاً بحسب حصيلة أعلنتها المعارضة.

جاء ذلك فيما أفاد مصدر حكومي فرنسي أن الحكومة قررت الكشف قريباً عن وثائق كانت تعتبر سرية حتى الآن بشأن ترسانة الأسلحة الكيماوية السورية التي جمعت خلال سنوات طويلة بخلاف ما تنص عليه المعاهدات الدولية.

إلى ذلك أعلن الأزهر الشريف، رفضه أمس توجيه أي ضربة عسكرية لسورية، ورأى في ذلك «اعتداء على الأمة العربية والإسلامية». وعبّر الأزهر في بيان عن «رفضه الشديد واستنكاره لقرار الرئيس الأميركي بتوجيه ضربة عسكرية لسورية». ورأى الأزهر في القرار الأميركي «اعتداءً وتهديداً للأمة العربية والإسلامية وتعريضاً للسلم والأمن الدوليين للخطر».

في نيويورك، أعلنت الأمم المتحدة أن العينات التي جمعها مفتشو الأمم المتحدة قد تكون تعرضت لقصف بالسلاح الكيماوي، ستنقل اليوم (الإثنين) إلى المختبرات المناسبة. وبحسب رئيس فريق المفتشين، أكي سيلستروم الذي تحدث من لاهاي مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون «فإن مسئولين سوريين يراقبان هذه العملية».

في هذا الوقت، تجاوزت حصيلة القتلى الذين سقطوا في سورية منذ بدء النزاع في منتصف مارس/ آذار 2011 المئة وعشرة آلاف، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس.