العدد 4012 - السبت 31 أغسطس 2013م الموافق 24 شوال 1434هـ

الأمراض الجنسية

البروفيسور فيصل عبداللطيف الناصر 

31 أغسطس 2013

الأمين العام للجمعية الدولية لتاريخ الطب الإسلامي

الأمراض الجنسية هي مجموعة من الأمراض التي تنتقل أساساً عن طريق الاتصال الجنسي، ومسبباتها عدة فمنها البكتيرية والفيروسية والطفيلية والفطريات فتشمل السيلان والزهري والإيدز والكلاميديا والهربس وأخرى.

إنّ معدل الإصابة بهذه الأمراض سواءٌ في الدول النامية أو المتقدمة ليست دقيقة؛ لأن معظم الحالات لا يتم تسجيلها لأسباب عدة تعود أهمها لعدم الاستشارة الطبية بسبب الحياء أو خصوصية المرض، ولكن بحسب إحصاءات منظمة الصحة العالمية فهنالك نحو 400 مليون حالة جديدة من الأمراض الجنسية في كل سنة، وفي عام 2011 وصل مجموع المصابين بالإيدز إلى 34 مليوناً.

غير أنّ الإحصاءات المتوافرة في بعض الدول النامية تتسم بعدم الدقة بسبب: اعتماد تشخيص المرض إكلينيكياً فقط لعدم توافر وسائل التشخيص المخبرية المتقدمة بجانب عدم استشارة بعض المرضى للطبيب ومحاولة العلاج الشخصي باستخدام المضاد الحيوي من الصيدليات دون وصفة طبية، وهنا تكمن الخطورة؛ إذ إن عدم الحصول على إرشادات الطبيب والتشخيص الصحيح واختيار المضاد الحيوي المناسب هي من أهم العوامل التي تؤدي إلى بقاء المرض مزمناً مسبباً للمضاعفات.

إن الاستخدام السيئ للمضاد الحيوي في مرض السيلان يؤدي إلى مناعة البكتيريا المقاومة للدواء فاستفحال المرض، كذلك إن أكثر من نصف النساء المصابات ببكتيريا السيلان أو الكلاميديا المزمن لا تظهر عليهن أية أعراض للمرض مع قابليتهن لنقله إلى الأصحاء.

يُعتبَر الزهري من الأمراض النادرة ولكنه يتسبب في مضاعفات عدة أخطرها ما يصيب الجهاز العصبي والدوري. وبالإمكان انتقال الزهري إلى الجنين من الأم المصابة؛ ما يتسبب في أمراض عدة وتشوهات خَلْقية.

أما الهربس فهو مرض آخر من الأمراض الجنسية يتسبب للمصاب به بتقرحات في الجهاز التناسلي والفم, ومن أهم خواص الفيروس المسبب لهذا المرض هو البقاء داكناً في الألياف العصبية الطرفية لمدة طويلة كي يستعيد عافيته بعد فترة من الزمن عندما تضعف مناعة المصاب وعندها يهاجم الجسم.

ولعل من أخطر الأمراض التناسلية هو مرض الإيدز الذي ينتقل عن طريق الاتصال الجنسي وعن طريق الاتصال المباشر بدم المريض مثل نقل الدم وتعاطي المخدرات وزراعة الأعضاء. وهذا المرض لا ينتشر فقط بين المصابين بالشذوذ الجنسي ولكن وُجِد أنه منتشر بين النساء كذلك، فعلى رغم البحوث المستمرة فإنه لا يوجد حتى الآن علاج فعال للقضاء التام على الفيروسات المسببة للمرض أو مصل يعمل على الوقايه منه.

ختاماً للحد من انتشار هذه الأمراض فلابد من انتهاج وسائل متعددة للوقاية أهمها التمسك بآداب القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة والتعاليم الإسلامية والأخلاق الشرقية الحميدة التي تساعد على منع الإصابة بتلك الأمراض والحد من انتشارها، ثم التثقيف الصحي والجنسي للجميع ولاسيما فئة المراهقين والشباب والذي يُعتبَر عاملاً مهماً جداً في الوقاية، وعليه فلابد من شمول مناهج التعليم المدرسي مقرراتٍ تثقيفيةً عن الجنس عموماً والأمراض الجنسية خصوصاً؛ إذ تشير الدراسات إلى أن العامل الرئيس لانتشار هذه الأمراض هو الجهل ثم الجهل.

العدد 4012 - السبت 31 أغسطس 2013م الموافق 24 شوال 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً