العدد 4012 - السبت 31 أغسطس 2013م الموافق 24 شوال 1434هـ

بالثقة والأمل نكسر حاجز اليأس والإحباط

نراهم حولنا وفي أوساطنا يواجهون معتركات الحياة لوحدهم، يبرهنون لأنفسهم وللآخرين أننا جميعاً سواسية، تحدوا ظروفهم ومصاعبهم، واعتلوا المناصب هدفاً في خدمة المجتمع. هم فئة الاحتياجات الخاصة، الذين وُلِدوا بإصابة أو عجز في أحد أجزاء الجسم بدرجات متفاوتة تحول دون القدرة والحركة على الإنجاز بشكل مستقل.

نرى علامات الانكسار باديةً على وجوه البعض منهم، في المستشفيات، في الأماكن العامة وفي التجمعات العائلية. نرى استشعارهم لمستوى الاختلاف بينهم وبين الآخرين من حولهم في التعاطي والتعامل معهم.

ينفرد العدد الثامن من مجلة «الوسط الطبي» الذي بين أيديكم بإحدى تلك الحالات، ألا وهم من يعانون من صعوبات في السمع والنطق. هي كغيرها من تلك الحالات، تحتاج فيها إلى رعايةٍ خاصةٍ وحلٍّ واحدٍ لتفادي الألم والمعاناة مدى الحياة، ألا وهي السمّاعة.

في ظل مجتمعاتنا الشرقية وثقافتها السائدة، نرى العديد من أولياء أمور الأطفال المصابين بتلك الإعاقة أو غيرهم من الأفراد يؤمنون تماماً أن لا علاج لتلك المرض، وأن ذلك ليس سوى امتحانٍ من ربّ العباد، بحسب القول المأثور: «إذا أحبّ اللهُ عبداً ابتلاه»، وبالتالي حَرَفُوا معناه وغيروه بحسب ما ترتضيه قناعاتهم، ليقلبوا حياة أبنائهم رأساً على عقب، ويكون اليأس والحزن هما سيد الموقف. وفي الحقيقة هو عكس ذلك. فالمقصود من ذاك القول المأثور هو الأصم الذي يبعد أذنيه عن المحرمات والمنكرات.

مريم هي واحدةٌ من مئاتٍ حول العالم عانوا من تلك الإعاقة، تناولتها

«الوسط الطبي» وتحدثت عن تجربتها على لسان والدها، فهي مَنْ تمكنت وبجدارة أن تبرهن لكل من حولها في بيئتها ومجتمعها أنها قادرة وقوية على مجابهة ظروف الحياة والخوض في غمارها كالآخرين دون أي معوق أمامها.

هؤلاء كانوا ومازالوا قادرين، متمكنين وأقوياء. جُلُّ ما يحتاجون إليه هو تجاوز والديهم لمرحلة اليأس متى ما علما بإعاقتهم، والبحث عن العلاج المناسب، والأهم من كل ذلك العدل والمساواة في التعامل بينهم وبين أقرانهم من حولهم؛ ليتمكنوا من بعدها من مواجهة حياتهم العلمية والعملية بنجاح وثقة نفس عالية.

أيها الآباء كونوا الأُسْوَة الحسنة لأبنائكم، أيها الأبناء ثقوا بأنفسكم وخوضوا معترك حياتكم بحماس، فأنتم أمل المجتمع ونبضه.

دمتم بود،،،

أسرة الوسط الطبي

العدد 4012 - السبت 31 أغسطس 2013م الموافق 24 شوال 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً