العدد 4012 - السبت 31 أغسطس 2013م الموافق 24 شوال 1434هـ

أدعو لدعم الاستثمار الطبي ببنية تشريعية قوية

تصلب الغضاريف أكثر أمراض العظام شيوعاً...د.العرادي:

دعا استشاري أمراض العظام والمفاصل الدكتور علي جعفر العرادي إلى توفير بنية تحتية وتشريعية قوية لتعزيز الاستثمار في القطاع الطبي، لافتاً إلى أن الطب الخاص يُعَد مكملاً وليس منافساً للطب العام ومن شأنه تعزيز موقع البحرين في السياحة العلاجية التي تساهم في رفد الدخل القومي للاقتصاد الوطني.

وقال العرادي في لقاء مع “الوسط الطبي” إنه “يجب وضع خارطة طريق كاملة للاستثمار في القطاع الطبي مسنودة بمنظومة تشريعية قوية تضمن حقوق الجميع”، حاثاً وزارة الصحة على فرض رقابة على الإعلانات الطبية لأن فيها إعلانات مضللة وبعضها مخجل.

وبخصوص أكثر أمراض العظام والمفاصل شيوعاً في البحرين، بيّن أن “تآكل المفاصل أو تصلب الغضاريف يشكل نسبة 70 % من الحالات التي نعالجها”، ولفت إلى أن “النساء أكثر عرضة للإصابة بهشاشة العظام”، مؤكداً أن “الوقاية والتخفيف من هذه الأمراض يأتيان بممارسة الرياضة التي تساهم في تقوية المفاصل وتخفيف الوزن وممارسة الطرق الصحيحة في الجلوس أو في حمل الأثقال”... وإلى اللقاء:

• ما أكثر أمراض العظام والمفاصل شيوعا في البحرين؟

- يُعَد تآكل المفاصل أو تصلب الغضاريف أكثر أمراض العظام والمفاصل شيوعاً في البحرين سواءً مفاصل الأطراف أو الظهر، وتكثر هذه الحالات بين كبار السن ومن يتجاوز 40 عاماً عموماً؛ إذ تبلغ نسبة المرضى المصابين بهكذا أمراض نحو 70 %.

وتأتي بعدها إصابات الملاعب التي تنتج عن إصابة الفرد أثناء ممارسة بعض الرياضات، وتبلغ نسبة المرضى فيها نحو 20 %.

تآكل الغضاريف امتداد للديسك

• ماذا عن الانزلاق الغضروفي المعروف بالديسك؟

يمكن إدراج تصلب الديسك والمقصود به هو جفاف المادة الهلامية في المفاصل بين الفقرات، في هذا الجانب، أما بروز الانزلاق الغضروفي المعروف بالديسك فهو عبارة عن وسادة من مادة هلامية مهمتها امتصاص الضغوط من على الفقرات. في الانزلاق تصاب هذه المادة بشرخ تتسرب من خلاله المادة الهلامية.

وفي هذه الحالة يحس الفرد بالآلام الحادة في الظهر، وتمتد للفخذ ويصاب بحالة تسمى شعبياً بـ "عِرْق النساء"؛ نتيجة للضغط الكبير على العصب الوركي.

ومع تكرر الانزلاق الغضروفي نتيجة حمل الأثقال والجلسة غير الصحيحة، تتطور الحالة إلى تآكل الغضاريف.

لاتقاء الديسك... الوزن المثالـي ولا جلــوس علــــى الأرض

• ما هو سبب انتشار هذه الأمراض؟

تتعد مسببات الإصابة بأمراض العظام والمفاصل، ونستطيع أن نجملها في تقدم العمر الذي ينتج عنه بشكل طبيعي تصلب في الغضاريف، والوزن الزائد، وطبيعة العمل، وطريقة الجلوس الخاطئ، هذا بالاضافة إلى نمط الحياة التي نمارسها اليوم.

• ما هي سبل الوقاية التي تنصحون باتباعها؟

بالعودة للمسببات، يجب على الفرد أن يعمل جاهدا لأخذ التدابير الوقائية التي تسهم في التقليل من مخاطر الاصابة بتصلب الغضاريف، عبر عدة أمور، وهي: المحافظة على وزن مثالي لا يتسبب في تشكيل ضغط على المفاصل. كذلك على الفرد مع تبدل نمط الحياة أن يخصص لنفسه وقتا لممارسة الرياضة – وليست اي رياضة - التي تساهم في تقوية العضلات والتي بدورها تخفف من الضغط على المفاصل، وعلى هذا الصعيد أنصح أيضا بتجنب الوجبات الغذائية المضرة، والاعتناء بأكل كل ما هو صحي وطازج.

بالنسبة للاصابات التي تنتج عن طبيعة العمل سواء كان مكتبياً – لأن الجلوس لمدة طويلة تساهم في الاصابة بأمراض المفاصل أو العظام- أو الأعمال الشاقة التي يُبذَل فيها مجهود جسمي كبير، أنصح بأن يهتموا بتعلم الطريقة الصحيحة للجلوس، كما انصح بالاهتمام بالممارسات الصحيحة لرفع الأثقال كيلا تتعرض الفقرات للالتواء.

وأضيف ايضا تجنب الجلوس على الأرض لأن الجلوس على الأرض يشكل ضغطاً يعادل 3 أضعاف وزنك على الركبة.

كما أنصح بممارسة الرياضة التي تقوي العضلات، ولا تسبب ثقلا على المفاصل، كالسباحة وهي أفضل الرياضات لأنها تحرك وتقوي العضلات. وأحذِّر من ممارسة الجري في حال الاصابة بتصلب المفاصل، كما أنه يجب استخدام ضاغط على المفصل وحزام على الظهر؛ ما يساهم في حماية المفصل المصاب من الضغوط عند مزاولة الرياضة.

• يُتداوَل في الفترة الأخيرة معلومات بشأن انتشار هشاشة العظام بين النساء في البحرين... ما صحة ذلك؟

أولاً تعريف هشاشة العظام هي خفة في الكتلة العظمية في جسم الانسان وينتج عنها سهولة الاصابة بالكسور. ويصيب هذا المرض النساء وخصوصاً بعد سن 40 عاماً نتيجة لعاملين، الأول: عامل هرموني نتيجة لانقطاع الطمث وهو العادة الشهرية، والثاني: التقدم في العمر، فبعد سن الـ 60 عاماً يُصَاب العظم بحالة تسمى عملية تعرية يضعف فيها تركيبته الداخلية.

ومن الملاحظ أن متوسط عمر الانسان في البحرين آخذ في الصعود؛ هذا ما يرجح ارتفاع هشاشة العظام وخصوصاً عند النساء.

كما أن قلة تعرضنا للشمس يساهم بشكل كبير في تعطيل أو عدم تنشيط عمل فيتامين "د" الموجود في الجلد والذي يساهم في تقوية العظام.

• ما أفضل الطرق الوقائية لمواجهة هشاشة العظام؟

التعرض للشمس بمقدار 20 دقيقة يوميا مفيد جدا، وهنا أود أن ألفت الانتباه إلى أننا في البحرين لا نتعرض للشمس بشكل كافٍ بسبب حرارة الجو، اضافة لاتباع نظام غذائي متوازن ثري بالمواد المغذية والمفيدة للجسم، وأوجه نصحي للأمهات بالعناية بتغذية الأطفال ولا يقتصرن على الرضاعة الطبيعية فقط بعد سن 3 شهور حتى نبعد عنهم خطر الاصابة بالكساح.

وبالنسبة إلى كبار السن من الرجال والنساء أنصحهم بممارسة الرياضة، مع مراعاة ممارستها في الأماكن ذات الاضاءة الجيدة، والحذر عند دخول الحمام لأن غالبية اصابات الكسور تأتي نتيجة الانزلاق في الحمام. كما انصح أيضا باستخدام العكاز أثناء السير لإسناد العضلات وللحماية من السقوط.

10 % من حالات الديسك تعالج بالجراحة

• متى تنصحون بالتدخل الجراحي لعلاج الديسك؟

التدخل الجراحي بالنسبة للانزلاق الغضروفي يأتي في 3 حالات، الأولى اصابة المريض بشلل وانحشار في البول؛ ما يؤثر على العصب بشكل كبير، وقد ينتج عن ذلك ضرر أبدي، فهنا التدخل الجراحي حالة طارئة لا تحتمل التأجيل.

الحالة الثانية: عند اصابة المريض بالآلام المبرحة، وقد تخطى مرحلة العلاج بالأدوية ولم يستجب جسمه للعلاج، وكذلك العلاج الطبيعي. فبعد التأكد من اصابته بالديسك ننتقل بالعلاج معه عبر العملية الجراحية، لأن الاستمرار على تعاطيه الأدوية قد يتسبب في ادمانه على هذه الأدوية.

أما الحالة الثالثة: فإذا تخطى مراحل العلاج من جلسات علاج طبيعي، وتعاطي العقاقير الطبية لمدة تزيد على 3 اسابيع ودون تحسن، ننتقل للمرحة الأخيرة وهي الجراحة.

وأود ان الفت إلى أن 90 % من أمراض الدسك تُعالَج من غير تدخل جراحي.

وهناك حالات أخرى للتدخل الجراحي مثل اجراء عمليات لمعالجة الكسور التي تصيب كبار السن، وتهدف هذه الطريقة لإعادة المريض بأسرع وقت لحالته الطبيعية وعودته لممارسة نشاطه الاعتيادي اليومي. فلو خضع للعلاج العادي لاستلزم ذلك وقتا كثيرا منه في الجلوس على السرير؛ ما يتسبب في ضعف العضلات ويهدد بمضاعفات أخرى.

• ما أصعب حالة واجهتك؟ وكيف استطعت علاجها؟

ليس هناك حالة صعبة إذا واجهنا الحالات المرضية بالتأني ودراسة طرق العلاج الممكنة للحالة التي بين يدينا. فمع ما يمتلكه الطبيب من خبرة ومعرفة وتخصصه، عليه ألا يكابر إذا لم يستطع علاج الحالة التي بين يديه وإحالتها لمن هو أكثر قدرة على علاجها منه.

إننا اليوم نشهد اتجاه عالم الطب للتخصص، فنحن نعيش في زمن التخصصات، بعكس الزمن السابق الذي عشناه الذي كانت التخصصات الطبية فيه محدودة.

• ما الحالة التي تفتخر بعلاجها؟

أكون سعيدا جدا إذا استطعت علاج حالة مرضية، والانتقال بالمريض من حالة المرض إلى الصحة. وأكبر مثال يحضرني الآن هو مريضة مصابة بالتهابات روماتيزمية أبقتها في كرسي متحرك، فقد أتتني للعلاج وهي على كرسي متحرك، وكان عمرها آنذاك 17 عاماً وتعاني من مرض روماتيزمي. وقد تماثلت للشفاء واستطاعت السير وتبلغ اليوم نحو 37 عاما، وهي ممتنة كثيرا لذلك وعلى تواصل دائم معي.

• برأيك، هل الاستثمار في القطاع الطبي مجزٍ؟

إذا توافرت البنية التحتية للاستثمار من تشريعات وقوانين تضمن حق المستثمر والمريض والمواطن، فإن الاستثمار في أي مجال هو مجزٍ.

وأحب أن اشير إلى أن الطب الخاص يُعتبَر مكملا وليس منافسا للطب العام، ويشكل شراكة بين الدولة والقطاع الخاص تضمن وتكفل حقوق المستثمرين.

أحث الحكومة على الاهتمام بترسيخ البنية التحية للاستثمار في الجانب الطبي؛ لتسهم في تقدم الحقل الطبي في المملكة، وتخفف من العبء على القطاع العام في علاج المواطنين، كما أنها ستعزز بهذه الخطوة من موقع المملكة في السياحة العلاجية التي تساهم في رفد الدخل القومي للاقتصاد الوطني.

ونجد أن الأردن أسس بنية تحتية قوية للسياحة العلاجية ساهمت في رفد الاقتصاد الأردني بمليار إلى مليار ونصف المليار دولار سنوياً.

ومن هنا أدعو الدولة للعمل على تشجيع تحسين البنية التحتية للسياحة عموماً، وأود أن ألفت الانتباه إلى ان البحرين قادرة على جذب سياح في الجانب العلاجي وخصوصا مع تعاظم الفرص، فبريطانيا اليوم مثلاً تعاقدت مع الهند لإيفاد بريطانيين للعلاج على أراضيها وذلك نتيجة لارتفاع أعداد قوائم انتظار العلاج في بريطانيا. فلو كنا نملك بيئة قوية للسياحة العلاجية يمكن أن نحصل على مثل هذه الفرص.

• كلمة أخيرة.

أدعو هنا إلى وضع خارطة طريق كاملة للاستثمار في القطاع الطبي مسنودة بمنظومة تشريعية قوية تضمن حقوق الجميع. وحسناً فعلت الدولة عبر تأسيسها الهيئة الوطنية لتنظيم المهن والخدمات الصحية التي تساهم بشكل فاعل في حماية المريض من جهة، والتأكيد على أخلاقيات وممارسة المهنة من جهة أخرى.

كما أدعو وزارة الصحة لفرض رقابة على الاعلانات المنتشرة أيضا وعدم الاقتصار على رقابة المنشآت الصحية؛ لأن فيها اعلانات مضللة وبعضها مخجل، وتشكل خطرا في بعض الأحيان على من يتناولها.

في النهاية أؤكد أن المستشفيات الخاصة شريك أساس للدولة تخفف العبء الواقع على كاهل المرضى، ونتطلع لمزيد من التعاون بين القطاعين العام والخاص من أجل خدمة المجتمع.

العدد 4012 - السبت 31 أغسطس 2013م الموافق 24 شوال 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 10:41 ص

      ابوفيصل

      طبيب ممتاز وخبير في العظام حاب اعرف تلفونات الدكتور

اقرأ ايضاً