يمثل شهر سبتمبر/أيلول من كل عام الوقت الذي يجب إيصال الكثير من المعلومات للناس وللمجتمع فيما يخص سرطان الدم والعقد الليمفاوية، للتعريف بماهية المرض، أنواعه، انتشاره، طرق الوقاية منه، العلاجات المتوافرة، وطرق العلاجات التكميلية من أجل مواجهة ومحاربة المرض.
ويمثل يوم الخامس عشر من سبتمبر/أيلول، اليوم العالمي لزيادة الوعي بسرطان الدم والعقد الليمفاوية، حيث يوجد ما يقارب مليون مصاب بهذا المرض حول العالم، إذ يتم تشخيص إصابة ما يقارب الألف يومياً في مختلف أنحاء العالم بهذا المرض. ولهذا السبب وجب أن نتناول المزيد من المعرفة سنوياً حول كيفية معرفة أعراض هذا المرض بهدف الوصول للتشخيص المبكر، حيث يكمن مفتاح المعرفة والبدء في خوض العلاج والنضال ضده.
وشاح الوعي أو المعرفة: نشأ وشاح الوعي أو المعرفة من أجل إعطاء رمز معين لتركيز الاهتمام على قضايا معينة، وذلك نتيجة انتشارها في أماكن عديدة حول العالم. وتم إيجاد ألوان مختلفة لهذا الوشاح لتحديد الموضوع/ الرمز المراد تركيز الوعي أو المعرفة به في المجتمع ولدى الناس جميعاً، ولدى المصابين أو أقربائهم بشكل خاص.
ويرجع تاريخ نشأة الوشاح/ الرمز إلى العام 1917 مع انتشار أغنية «يلف رقبتها وشاح أصفر»، وذلك في فعالية المشي التي أداها الجنود الأميركان آنذاك. وفي الثمانينيات انتشر وشاح قوس قزح، رمزاً لزيادة الوعي بمرض نقص المناعة المكتسبة (الإيدز).
وهناك رمز ولون لمعظم أنواع السرطانات وبعض الأمراض المزمنة، منها على سبيل المثال الوشاح الوردي الذي يرمز لسرطان الثدي حيث تزداد الأنشطة حوله في شهر أكتوبر/تشرين الأول من كل عام من أجل توعية الناس. ويخصص شهر سبتمبر لسرطان الدم والعقد الليمفاوية، حيث سأتناول في مقالين قادمين ومن خلال هذا المنبر، طبيعة هذا المرض، مع التركيز على العلاجات التكميلية التي تعتمد على إيمان ومقدرة الإنسان في محاربته من أجل الانتصار عليه.
سرطان العقد الليمفاوية (الليمفوما): هو مرض مزمن يصيب الدم والعقد الليمفاوية، ويمكن تقسيمها إلى مجموعتين: سرطان العقد الليمفاوية هودجكن، وسرطان العقد الليمفاوية غير هودجكن. وتعتبر العقد الليمفاوية جزءًا من جهاز المناعة في الجسم، حيث تدافع عنه في حالات الالتهابات المختلفة، البكتيرية والفيروسية والفطرية، ولا يعني تضخمها دائماً إصابتها بالسرطان، إذ أن العديد من الأمراض يسبب ظهورها وتضخمها وقد يبقى لفترات طويلة، ولكن إذا كان التضخم غير منتظم ويكبر باستمرار ولا تصغر بالعلاجات أو بمرور الوقت، وجب الاستشارة.
قد تظهر العقد الليمفاوية في الرقبة أو تحت الإبط أو في أعلى الفخذ، وقد لا توجد معها أية أعراض أو آلام، وقد تصاحبها بعض الإشارات مثل التعب والحكة المستمرة وفقدان الوزن غير الطبيعي. ولهذا وجب الاستشارة من أجل عمل الكشف العام والفحوصات المختبرية وأخذ عينات الدم وخزاعة من العقدة من أجل التحليل المجهري. وفي حال تم التشخيص المبدئي، وجب عمل الأشعة المقطعية، وأخذ عينات من نخاع العظم أو استئصال العقدة كاملة من أجل التأكد من التشخيص ومعرفة نوع السرطان ومرحلته ومدى انتشاره في الجسد.
هناك علاجات كثيرة ومتطورة الآن في مختلف مراكز علاج الأورام، حيث تتم متابعة العلاج من قبل متخصصين في أمراض الدم والأورام، ويكون العلاج إما على شكل إشعاعات أو علاج كيماوي، وقد يتكوّن من عدة أدوية حيث تقتل الخلايا السرطانية وبالتالي تؤثر أيضاً على الخلايا الطبيعية، وهذا يؤدي إلى حدوث بعض العوارض الجانبية لها مثل نقص المناعة، الغثيان، التقيؤ، الضعف العام، اضطرابات الجهاز الهضمي وتساقط الشعر.
وبعد انتهاء العلاج يدخل معظم المرضى حالة السكون والكمون، ولهذا وجب المراجعة المستمرة مع المتخصصين من أجل مراقبة نشاط العقد الليمفاوية بعمل تحاليل الدم المختبرية والأشعة المقطعية أو الأشعة النووية (بت سي تي سكان) والتي توضح نشاط الخلايا السرطانية وأماكن تواجدها في الجسد، من أجل مراقبة أية انتكاسة للمرض.
وفي بعض الحالات المتقدمة يتم العلاج بزرع الخلايا الجذعية أو زرع نخاع العظم، وله عدة مخاطر وفوائد ولكن نؤجل تناولها إلى مقالة أخرى.
إقرأ أيضا لـ "نبيل حسن تمام"العدد 4012 - السبت 31 أغسطس 2013م الموافق 24 شوال 1434هـ
بالعافية
الله يعطيك العافية دكتور ويعديك شر هالمرض ويعدينا الله وياك
شكرا
الله يعطيك العافيه دكتورنا العزيز