قال المساعد السياسي للأمين العام لجمعية الوفاق خليل المرزوق في ورقته التي ألقاها في مؤتمر التغيير الديمقراطي بعنوان: «مستقبل التغيير الديمقراطي في البحرين» إن «أي تأخير في إيجاد ذلك النوع من التوافق السياسي الذي نعتقد أنه يشكل الحل لكل الأزمات، سيفرض واقعاً ومستقبلاً غير مرغوب فيه بفعل الجيوسياسي الذي سيقرر ذلك ويفرضه».
وقال المرزوق إن «النظرة الطائفية للبحرين التي شكلتها دول الخليج والمنطقة، وهي نظرة مفتتة ومقيتة، بدلاً من النظر إليها كجزء طبيعي ذي تركيبة متعددة، والمنظومة السياسية الخليجية المتضامنة ضد الديمقراطية الحقيقية، والعلاقات الدولية الاستراتيجية مع الخليج على حساب التحول الديمقراطي والمشاركة الشعبية الحقيقية».
وواصل «كذلك فإن من الناحية الجيوسياسية، فإن للبحرين خصوصية متميزة تفرض عليها واقعاً سياسيّاً محتماً، وهذا الواقع تفرضه ظروف الموقع الجغرافي للبحرين التي تقع في منطقة بين حدين متنافرين (السعودية العربية وإيران الفارسية)، ولم يكن ذلك من اختيار المواطن البحريني، بل هو القدر المفروض على البحرين وأهلها. وهذا الموقع الجغرافي أنتج واقعاً سياسيّاً يتحتم الدوران في فلكه، ويمكن الالتفات إلى الواقع التالي: أن البحرين أصغر وأضعف من الصمود أمام أمواج الجيوسياسيا الإقليمية. وهذا يفرض عليها صياغة واقعها ومستقبلها بالتوافق بين مختلف الطوائف التي تعيش فيها وتشكل شعبها».
وذكر المرزوق أن «أي تأخير في إيجاد ذلك النوع من التوافق السياسي الذي نعتقد أنه يشكل الحل لكل الأزمات، سيفرض واقعاً ومستقبلاً غير مرغوب فيه بفعل الجيوسياسي الذي سيقرر ذلك ويفرضه».
وأكمل «الخيار الواقعي والملائم المتاح للبحرين هو خيار تبني سياسة خارجية مبنية على النأي بالنفس وعدم الدخول في المحاور مع الاحتفاظ بعلاقات طبيعية مبنية على القواعد الأممية مع جميع الأطراف الإقليمية، وهي سياسة لا تبرز عداء لأحد ولا ترهن نفسها عند أحد، ولا تجعل البلاد حلقة ضعيفة في سلسلة العلاقات الدولية».
وأضاف «من وجهة نظري، فإن فرص الحل متوافرة بقدر جيد، وتتمثل في الآتي: وجود معارضة وطنية لها مشروع سياسي واضح وخارطة طريق تفصيلية، وجود أطراف في السلطة تريد حلاًّ سياسيّاً، وتغير في الموقف الخليجي تجاه الحل السياسي لا الحل الأمني (يعكره الخيار الأمني وافتعال الأزمات والتطورات الإقليمية السيئة)، وحث دولي على الحل (لا يرقى إلى الضغط الحقيقي)، وتخلي الموالاة عن مناكفة المعارضة، وطرح مشروع سياسي للحل، ورغبة الأطراف المختلفة وإن بمستويات متفاوتة في الحوار، بعضهم مرغم وبعضهم لرغبة ذاتية».
العدد 4012 - السبت 31 أغسطس 2013م الموافق 24 شوال 1434هـ