أعلن رئيس مجلس إدارة جمعية المستقبل الشبابية عيسى فولاذ عن اكتمال الاستعدادات لإطلاق حملة «أطفالنا كالذهب 2» ضمن فعاليات مبادرة «ابتسامة» لدعم الأطفال المصابين بالسرطان وأولياء أمورهم، وذلك بعد أن حققت الحملة العام الماضي نجاحاً كبيراً وحظيت باهتمام واسع لدى أطياف المجتمع البحريني.
وأوضح فولاذ، في تصريح له أمس (السبت)، أن الحملة تهدف إلى نشر الوعي لدى سائر فئات المجتمع بمرض سرطان الأطفال تستمر للعام الثاني على التوالي، وتتضمن الحملة هذا العام برنامجاً حافلاً يمتد طيلة شهر سبتمبر/ أيلول الجاري ويشمل فعاليات وأنشطة وبرامج توعية تستقطب مشاركة اجتماعية واسعة، فيما سيستمتع الأطفال المرضى بجملة من الأنشطة المتباينة بين تلوين اللوحات التذكارية والوجوه وبرنامج مسابقات حافل بالمنافسة والجوائز في أجواء من الحماس والبهجة، بالإضافة إلى الاحتفال بأعياد ميلاد عدد من الأطفال المشاركين.
وأعرب فولاذ عن شكره لجميع شركاء الحملة من الرعاة والمتطوعين والفعاليات والشخصيات المشاركة، داعياً جميع المواطنين والمقيمين إلى المشاركة الفاعلة في جميع فعالياتها لما لذلك من أثر إيجابي في توعية المجتمع وتثقيفه عن سرطان الأطفال وذلك للتعرف على هذا المرض والوقاية منه وكيفية التعرف عليه بشكل مبكر مما يساعد في نجاح العلاج. وقال: «إن هذه الحملة لها أثر إيجابي آخر يتمثل في زرع الابتسامة على وجوه الأطفال المرضى والذين هم محرومون من هذه الفعاليات نظراً لضعف مناعة أجسامهم من خلال توفير أجواء آمنة صحياً وممتعة في الوقت ذاته بما يساعدهم على اجتياز فترة العلاج، كما أنها فرصة لنبتسم في وجه أولياء أمورهم ونشد من أزرهم».
وكشف أن طاقم العمل التطوعي في المبادرة يزيد على 35 متطوعاً موزعين على عدة مجموعات إدارية وميدانية وثقافية وصحية، لافتاً إلى أن فريق المبادرة سيكون على تواصل دائم مع الناس في الأماكن العامة بهدف نشر الوعي بسرطان الأطفال وكيفية التعامل مع الطفل المريض وذويه بما يساعدهم على تجاوز محنتهم.
وأضاف أن «المشاركين في مبادرة ابتسامة باتوا يشكلون اليوم الأسرة الأكبر للأطفال المرضى بما يوفر لهم أجواء عائلية حميمية، حيث يتولى المشاركون زيارة الأطفال المرضى في المستشفيات والمنازل وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي لهم، ومساعدة أهلهم على توفير الأجواء الصحية في المنزل، وتوعيتهم بأفضل أساليب التواصل مع الطفل المريض واحتياجاته الصحية والنفسية». وأوضح أن فعاليات حملة «أطفالنا كالذهب 2» تنتهي بانتهاء شهر سبتمبر فيما تستمر مبادرة «ابتسامة» على مدار العام في تنفيذ عدة مشاريع من بينها مشروع «أبجد» الذي يعمل على توفير التعليم للأطفال المرضى الذين تضطرهم ظروفهم الصحية والعلاجية إلى الغياب عن المدرسة، ومشروع تجهيز غرفة مريض بالمنزل، ومشروع مجلة ابتسامة، ومشروع تحسين بيئة أجنحة الأطفال بالمستشفيات، إضافة إلى مشاريع توعوية. ويضمُّ مقر مبادرة «ابتسامة» بمنطقة العدلية أقساماً مختلفة منها غرفة كمبيوتر لإشراك الأطفال المرضى في عالم التقانة والإنترنت، وقسم للأعمال اليدوية، وقسم لمشاهدة التلفاز، وآخر لقراءة القصص، بالإضافة لتقديم المركز للإرشادات النفسية والاجتماعية لتهيئة الأسر حول كيفية التعامل مع المرض والتكيّف معه.
وأكد أهمية الدعم النفسي والاجتماعي في تحقيق نتائج إيجابية وملموسة في العلاج من سرطان الأطفال، وقال: «إن أغلب الدراسات تؤكد أهمية هذا الدعم وتنادي به المؤسسات الطبية القائمة على علاج أمراض السرطان بشكل عام وسرطان الأطفال بشكل خاص».
ولفت إلى أن مبادرة «ابتسامة» ترمي إلى تغيير الصورة النمطية لمرض السرطان على اعتبار أن سرطان الأطفال يعتبر من أعلى نسب التشافي بالنسبة لأمراض السرطان بشكل عام وخصوصاً إذا كان أولياء الأمور واعون واستطاعوا التعرف على المرض في مراحله الأولى وقاموا بمراجعة الأطباء للتدخل المبكر للعلاج، وهنا يأتي دورنا لتوعية المجتمع بهذا المرض وأعراضه وكيفية التعامل معه. وأشار إلى أن مبادرة «ابتسامة» هي ترجمة لأهداف جمعية المستقبل الشبابية منذ انطلاقتها العام 2002 على أرض الواقع، كما تعتبر إحدى المبادرات المنبثقة من استراتيجية الجمعية للمشاريع طويلة المدى، مشيراً إلى أن الجمعية فازت على مدى خمس سنوات بمنح وزارة التنمية الاجتماعية لدعم المشاريع الاجتماعية التنموية الناجحة والذي هو دليل واضح على نهج الجمعية لسياسة واضحة ومدروسة لتقديم المشاريع الاجتماعية التي تساهم في تنمية المجتمع.
وأكد أن مبادرة ابتسامة لدعم الأطفال المصابين بالسرطان وأولياء أمورهم هي بصمة إنسانية مشرفة لجمعية المستقبل الشبابية، وتمثل نموذجاً شبابياً مشرفاً يعكس الحس الإنساني لدى الشباب البحريني وحبهم للعمل التطوعي لخدمة وطنهم.
العدد 4012 - السبت 31 أغسطس 2013م الموافق 24 شوال 1434هـ