المعروف عن عبدالنبي الشعلة أنه وزير ذكي ومتحاور خطير - كما قال عنه أحد المحامين - بحيث لا تأخذ منه شيئاً لا بالحق ولا بالباطل، فأبومشعل من المسئولين الذين يمكن أن يدخلوك البحر ويخرجوك منه وأنت غير مبلل.
وشهدت البحرين له صولات وجولات في مثل هذه الحوارات التي تدير الرأس، وفي اعتقادي ان رده على سؤال «الوسط» أخيراً بشأن الحوار بين الحكومة والمعارضة بصورة غير مجزأة، كان إعادة لذكريات الماضي في المناورة عندما قال: «إن الحوار قائم ودائم بين مختلف فعاليات المجتمع المدني بما في ذلك الجمعيات السياسية التي هي طرف في هذا الحوار من خلال ما تطرحه من مرئيات بمختلف الوسائل الإعلامية، واننا اجتمعنا قبل بضعة أيام مع عدد من الجمعيات السياسية واتسم الاجتماع بروح المودة والصراحة والشفافية عبر عنها المشاركون أنفسهم».
من فهم الرد له جائزة ثمينة من عندي.
انه يذكرني بالناقد والكاتب المصري الكبير محمود أمين العالم الذي عينه عبدالناصر بعد ان أخرج الشيوعيين في العام 1965 من معتقلاتهم رئيساً لصحيفة «أخبار اليوم» القاهرية الذي قال عنه سكرتير عبدالناصر إن الفرق بينه وبين غيره انك تدخل وانت مقتنع بأن الحق معك وتخرج من دون ان تحصل على حقك منه، غير انك تخرج وانت راضٍ عنه، بل تخرج وانت مبتسم وربما تدعو له بالخير وطول العمر
العدد 357 - الخميس 28 أغسطس 2003م الموافق 29 جمادى الآخرة 1424هـ