العدد 4011 - الجمعة 30 أغسطس 2013م الموافق 23 شوال 1434هـ

كشكول مشاركات ورسائل القراء

من تفجير الجنوب... إلى تفجير الشمال

في البداية أتقدم بالتعزية الممزوجة بالحزن والأسى إلى جميع عوائل الشهداء وأطلب للشهداء الرحمة والمغفرة، و كذلك أدعو لجميع الجرحى وأتمنى لهم الشفاء العاجل، وأتقدم بهذه التعزية لجميع الشعب اللبناني الشقيق.

نحن نستنكر وبشدة هذه التفجيرات الإرهابية التي استهدفت الأبرياء من صغار وكبار سواء في الضاحية الجنوبية أو في طرابلس، ونؤكد أن مثل هذه التفجيرات الإرهابية هدفها الرئيسي هو تمزيق لبنان والنسيج الأهلي في لبنان، وإثارة العواطف والأحاسيس بين الناس لكي يصلوا لمرحلة المواجهة مع الطرف الآخر بحجة أنهم وراء هذه التفجيرات سواء في الجنوب أو الشمال، ومع هذا الاستنكار الشديد نقول لأهلنا في لبنان احذروا من الوقوع في الفتنة التي تُخطط لكم لتقعوا فيها وتغرقوا في مستنقعها، والتي لن يستفيد أحدٌ من وقوعها لا أبناء الجنوب ولا أبناء الشمال، وكونوا خلف علمائكم المُتمسكين بالوحدة الإسلامية واتركوا خلف ظهوركم خطابات الجهات التفريقية والتفكيكية التي تسعى إلى الفتنة وتسعى إلى ضرب لبنان وتدميره كما نشاهد ومنذ سنين ما يحدث في العراق الشقيق.

يا إخواننا في لبنان أنتم ضربتم لنا أروع الأمثال في كيفية المواجهة مع العدو الصهيوني في وقت كنتم تواجهونه وحدكم ولم يكن معكم غالبية العالم الإسلامي، ولكنكم صمدتم وأفشلتم مخطط الشرق الأوسط الجديد الذي كان يُراد به تقسيم العالم الإسلامي وتفتيته وتضعيفه إلى دويلات قائمة على الأساس المذهبي والطائفي، نحن تعلمنا منكم الصمود والثبات في مواجهة الأعداء واتخذناكم كقدوة صالحة في هذا الطريق، وأنتم رفعتم لنا رؤوسنا وأعدتم لنا كرامتنا المهدورة.

ونقول لكم إن من يريد زرع الفتنة اليوم بينكم هو ذاك العدو الذي انهزم أمام صمودكم وثباتكم في أيام الحروب، ورأى العجب وكان في حيرة من أمره ولم يقدر على الصمود وهو يمتلك تلك الترسانة من الأسلحة المدمرة وحاول بعدها جاهداً الرد على هذه الهزائم المُتكررة ولكنه في كل مرة يقع فريسة الفشل النوعي، كما في حادثة اللبونة الأخيرة.

اليوم يا أشقاءنا في لبنان هذه التفجيرات هدفها إعادة الأمل وإعادة البسمة لوجوه أعداء لبنان وأعداء الأمة الإسلامية، ولن يعود لهم هذا الأمل إلا بمواجهتكم لبعضكم البعض وإن هذه المواجهة لو حصلت (لا سمح الله) فإنها ستُضعفكم وستُشتتكم وستجعل من لبنان بلداً دموياً، كما نرى ومنذ سنين طويلة حال العراق الشقيق، فهل تريدون المحنة العراقية تتكرر عندكم؟

قفوا مع بعضكم البعض في هذه المحنة ولا تلتفتوا إلى الخطابات التي تهاجم طرفاً منكم لأن هذه الخطابات الهجومية والتحريضية لا تصدر إلا من أعوان إسرائيل وأتباعها، سواء علموا بذلك أم لم يعلموا، فكونوا متحدين أمام هذه الفتن ولا تدعوا العدو يُحقق ما يريد.

وأخيراً صار لسان حال اخواننا في لبنان يقول: «وطني موجوع، يا محمد (ص) ويا علي (ع) ويا يسوع (ع)»، ونترحم على الشهداء وندعو للجرحى بالشفاء العاجل.

حسين علي عاشور


بين الشرق والغرب

إلى تلك الدعوات التي تنادي بالمساواة مع الغرب، إلى كل تلك الدعوات التي تنادي بمحاكاة الغرب إليكم أنتم فقط... كثير من العرب الشرقيين المنبهرين بالغرب وتطوره وديمقراطيته وانفتاحه وازدهاره، ينادون مجتمعاتهم الشرقية للمضي على خطى الغرب، وكأن ذلك الغرب هو الملك المتربع على عرشه والشرق هو الخادم الذي يتمنى نيل رضا مملوكه. فحينما يذهب زائر إلى بلاد الغرب يتحسر على كل ما بها من نظام وتشييد عمراني وتطور تكنولوجي، ولكنه لا يرى من الفاكهة إلا قشورها ولم يذق طعمها أصلاً. وعندما يأتي زائر إلى بلدان الشرق ويرى البساطة في العمران والبساطة في التكنولوجيا يقول «ثانكس قاد» على ما نحن به من تطور في الغرب ولسنا بهذه الرجعية.

كل منهما يرى الظاهر فقط ولم يريا الباطن، فصحيح أن المجتمعات الغربية تمتلك التطور التكنولوجي والقوة العسكرية والتشييد العمراني والنظام اليومي، ولكن ما فائدة كل هذا التطور مع فساد المجتمع وانحلال أفراده. فما فائدة أن يخرج المراهق من منزله ليستقل وهو في سن السابعة عشرة ليعمل ويدرس، ولكنه مع خروجه من المنزل تخرج الروابط الأسرية معه. فوالداه اللذان ربياه لا يعودان يريانه، إلا في حفلات رأس السنة أو ما شابه ذلك.

وتلك الفتاة الغربية التي لا يوجد شيء في حياتها يسمى «خط أحمر» فتعيش حياتها نسبة إلى ما تراه مناسباً، وتلك المرأة في الغرب التي تعتبر في مجتمعاتنا الشرقية أساس المجتمع تكون متخبطة في حياتها الاجتماعية وأحياناً تصل إلى سن الأربعين وهي لم تكون لها أسرة أو تكون في العشرين ولديها ابن لا تعلم من أبوه.

وبالنظر إلى نسب الانتحار في الغرب فإننا نراها مرتفعة مقارنة بنسب الانتحار في الشرق نظراً لعدة أساب منها: عدم وجود الرادع الديني، وعدم وجود تلك الروابط الأسرية التي تأخذ بيد أفرادها نحو الترابط لحل المشكلات... فما فائدة التطور التكنولوجي الغربي وأنا أرى شاباً في مقتبل العمر يحمل في يده اليمنى «آي فون 5» وفي يده اليسرى زجاجة «مسكر» ويدخل مترنحاً إلى البيت. وبالنظر إلى مجتمعاتنا الشرقية وافتقارها إلى التطور العمراني والعسكري والتكنولوجي، لكننا نملك لبنة المجتمع الأساسية ونمتلك أساساً قوياً لبناء وإصلاح المجتمع كبر الوالدين، رعاية اليتيم، إطعام المسكين والتربية الحسنة للأبناء.

صحيح أن مجتمعاتنا الشرقية تحتاج للمزيد من التطور لمواجهة الأطماع الغربية والمزيد من العقول النيرة التي تبتكر التكنولوجيا، ولكننا يجب ألا ننسى أننا كنا نملك أبوبكر الرازي وابن سينا وغيرهما من العلماء الذين مازالت ذكراهم باقية في شتى ميادين العلم. كما لدينا القرآن الكريم والسنة النبوية اللذان ما إن تمسكنا بهما لن نظل أبداً. إلى الآن أيها العربي مازلت تعيب عروبتك ومازالت عيناك تزيغ إلى أفق الغرب!؟

وفاء إبراهيم الشيخ


النظافة بداية النجاح

النظافة هي أحد أهم الأمور، التي تعكس نظرة الناس إلى الشخص وللمجتمع؛ فهي الواجهة المترتبة على الفرد والمرآة العاكسة.

ولكي نفرق من البداية بين الشخص المؤمن، ومن بين غيره «فالنظافة من الإيمان والوساخة من الشيطان»، ولهذا عندما ترى شخصاً نظيفاً فأنت ترتاح لأن النظافة من علامات المؤمن، ولكن عندما ترى شخصاً وسخاً فالإنسان من الطبيعي أن يتقزز من هذا المظهر، وهذا من القذارة والشيطان في القذارة.

عندما تمشي في الطريق وتجد بعض الأوساخ، فماذا يأتي في ذهنك؟!، من الطبيعي أن تقول إن من رماها إنسان وسخ، فما بالكم ببعض الناس، أمامه القمامة فيرمي الوسخ على الأرض، ماذا تقول عن هكذا أشخاص؟ يعني بالأحرى، هناك أشخاص يرمون الوسخ، ويقولون: «عامل النظافة سيأتي».

عزيزي المواطن هناك حاويات للقمامة، فلماذا ترمي القاذورات على الأرض؟!

كذلك في المآتم والحسينيات، لا تنتظر من يأتي للتنظيف، أنت لا تقم بتوسيخ المكان، هناك أشخاص لا ينظرون إلى أنفسهم، وهم يعملون هذا الخطأ الفادح، فليس لبس الثياب المرتبة وتنظيف الجسم هي النظافة، النظافة هي أن تكون نظيفاً في جميع الأحوال.

أخواني الأعزاء لا تعكسوا نظرة مجتمعنا بالنظرة السلبية فأنت تمثل مجتمعك لا نفسك!

لماذا لا نتعاون على فعل الخير؟، لماذا لا نساعد بعضنا البعض، كيف سيرتقي مجتمعنا وكل واحد منا لا يكمل الآخر؟ علينا أن نتساعد في بناء المجتمع لكي نعكس المرآة النظيفة، لأن المجتمع النظيف هو المجتمع الذي يحقق الإنجازات على مر الزمان لأنه يبدأ بتصحيح نفسه، ومن يصلح نفسه يسهل عليه إصلاح الناس والنظافة هي بداية المشروع الناجح.

أما المجتمعات الوسخة، والتي لا تحافظ على نظافتها، فهي مجتمعات بلا شك فاشلة، لأنها لم تتنظف والشخص غير النظيف لا يمكنه أن ينظف غيره، ولذلك تبدأ هذه المجتمعات بالانحراف وهذا الانحراف يبدأ من الأشخاص ويسري في المجتمع، فيكون كالدودة وعندما تنتشر القاذورات يصبح من الصعب السيطرة على المجتمع لأنه أصبح مجتمعاً وسخاً والإنسان الوسخ مكانه إلى القاذورات، والقاذورات في القمامة، وعندما تتحلل من الصعب إعادة تصديرها وهيكلتها كما في السابق.

فمن هنا، علينا أن نكون نظيفين لأن النظافة مرآة المؤمن، والإنسان النظيف والمحافظ على النظافة هو فخرُ المجتمع، بينما الإنسان الوسخ فعليه أن يترك عاداته المقززة لأنها من سمات الشيطان، فالمجتمع غير النظيف يهوي للأسفل والمجتمع النظيف يرتقي للأعلى.

سيدأحمد علوي المحافظة


سامحْ ترقَ

التسامح هو التساهل واللين والأناة أو العفو عن الزلات وبمعنى أوضح هو تلك الفضيلة التي تجعلنا نحترم الناس وعقائدهم ونحتمل أفكارهم وآراءهم، فمن المعروف أن لكل منا رأياً وعقيدة، فلسنا على رأي واحد أو عقيدة واحدة، ولكل منا طريقته في النظر إلى الأمور والحكم عليها.

وللتسامح أهمية كبيرة، فهو يبعث راحة نفسية في روح الإنسان، وإذا اتبع الغالبية ثقافة التسامح سنصبح جميعاَ قلباً ويداً واحدة، فتلك هي كالمعادلة البسيطة فإن اجتمع التسامح مع المجتمع سيكون الناتج «رقياً دائماً».

كم هي جميلة تلك الراحة النفسية التي تنشأ في نفس المتسامح... هي راحة يجهلها الكثيرون، فلو رجع كل منا إلى نفسه وحاسبها حساباَ دقيقاَ لوجد ذاته أكثر الناس حاجة إلى التسامح... كم نحتاج لهذه الصفة في مجتمعاتنا لتنشأ فتكون فطرة وما أجملها من فطرة.

في يوم من الأيام أحس رجل كبير في السن باقتراب أجله فنادى ابنيه الوحيدين وبدأ بتوصيتهما على تلك المزرعة التي يملكها، وأخذ عليهما عهداً لا يقسماها أبداَ وأخبرهما أنهما أخوان ويجمعهما مصير واحد، ثم توفي الأب وصدى تلك الوصية لايزال يتردد في آذانهما وفعلاَ عملا جاهدين لتنفيذ تلك الوصية ولم يقسما المزرعة، بل تعاونا معاً على رعايتها... إلى أن جاء يوم اضطر أحدهما إلى السفر وأوصى أخاه ببيع المحصود من الثمار وسافر، فاستغل الأخ غياب أخيه ليأخذ من المال الذي جناه من الغلة ثم رجع الأخ من سفره واكتشف أن أخاه قد اختلس من المال المحصل عليه وخانه فاستاء الأخ من هذه الخيانة وقرر ألا يستثمر الأرض بعد اليوم فدب خلاف بينهما إلى أن تدخل أهل الخير، فعادا كما كانا وأفضل ولولا روح التسامح التي كان ينعم بها الأخ لتحولت تلك القطيعة إلى حرب لا يعلم عواقبها، إلا الله سبحانه وتعالى.

قال رسول الله (ص): «لا تقاطعوا ولا تدابروا ولا تباغضوا ولا تحاسدوا وكونوا إخواناَ كما أمركم الله».

في زمننا الحالي ومع كثرة الصراعات وصل المواطن لحد التخمة السياسية، نحن فعلاَ نحتاج للمحبة والتسامح، فالبحرين كسفينة في بحر عميق نحتاج نحن ركاب السفينة أن نصل لبر الأمان لا الغرق والضياع فإن كنا يداً واحدة اجتمعت على المحبة والأمل، فبالطبع سنصل إلى بر الأمان، وخصوصاَ أن الإسلام دين الرحمة والتسامح.

متى ما تحلينا بروح التسامح نرتقي ومتى ما تبرأنا منها سنعيش في ظلمة التعصب والحقد أبد الدهر... إن التسامح يعكس كل جميل في الأنفس المتسامحة، فلم لا نكون أجمل بهذه الصفة العظيمة؟

دانه علي الشرقي

العدد 4011 - الجمعة 30 أغسطس 2013م الموافق 23 شوال 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً