رأى إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي، الشيخ عدنان القطان، أن العالم يعيش هذه الأيام وقد نسيت فيه شعارات حقوق الإنسان، وأصبح منطق القوة هو السائد، وغاب منطق العدل والإنصاف.
وقال إن: «أمة الإسلام متى ركنت إلى شهواتها الحيوانية البهيمية، ورضيت بالذل والهوان والخلود إلى هذه الدنيا الدنيئة، فسوف تمر عليها عواصف من الآلام العصيبة، والنكبات المريرة، وسوف تلاقي أبشع المصائب في تاريخها الحاضر والمستقبل».
وأوضح القطان، في خطبته يوم أمس الجمعة (30 أغسطس/ آب 2013)، أننا «في عالم سيطر فيه القوي على الضعيف، عالم اختلت فيه موازين مبادئ العدل، ونسيت فيه شعارات حقوق الإنسان، وأصبح المنطق الذي يسود هو منطق القوة لا منطق الحق والعدل والإنصاف، واحترام الإنسان كإنسان؛ ولذا حري بأمة محمد (ص)، وجدير بأمرها أن تستجيب لأمر خالقها بأن تعد القوة ليحترمها القوي قبل الضعيف، ويخافها العدو قبل الصديق».
وذكر أن «إعداد القوة التي تحمي الديار والأوطان وتصون النفوس والأعراض من بأس العدو وهجومه، قوة تدافع عن الحق، وتنافح عن مبادئ العدل وتنصر الضعيف، وتذود عن المقدسات».
واستدرك بالقول: «إن كانت الأمة قد فرطت في ذلك كثيرا، فالله الله أن تفرط في القوة الحقيقية، وهي التوكل على الله جل وعلا، والوثوق الصادق بوعده».
واعتبر أن «الأمة الحية هي التي تعمل على جمع شملها ولمّ شتاتها، وما تمسكت أمة بالتوحد إلا قويت شوكتها وعظم سلطانها وهيب جانبها، فلماذا لا تتحد الأمة على هدي تعاليم دينها؟!»، مشيرا إلى أن «من أعظم أسباب تقهقر الأمة وظهور خسرانها وضعفها وذلها التفرق السائد في صفوفها والتحزب الظاهر بين أبنائها».
وشدد على ضرورة الوحدة ونبذ الخلافات، بقوله إن: «الأمة أحوج ما تكون إلى وحدة الصف ونبذ الخلافات والاجتماع على المصير الواحد والابتعاد عن الاجتهادات والتصرفات الفردية عن جماعة المسلمين، فإن الاختلاف والتنازع سبب للفشل، فقد أمرنا الله تعالى بطاعة الله ورسوله وعدم التنازع، وهو إشارة إلى طاعة ولي الأمر في المعروف، وإن حصل التنازع فالنتيجة الفشل وذهاب الريح، أي: ذهاب القوة، وقيل: ذهاب مهابة العدو لكم، واصْبروا إن الله مع الصبرين، فالصبر واجب مأمور به».
ولفت إلى أن «الواجب على المسلمين اتباع توجيهات دينهم، والواجب على علماء المسلمين توجيه الناس وإرشادهم لما ينفعهم ويكشف كربتهم ويصلح حالهم، بتذكيرهم بالعودة إلى الله، ومحاسبة النفس واللجوء إلى الله ودعائه والإقبال عليه والطمأنينة به والاجتماع وعدم الفرقة والنزاع، والائتلاف وترك الخلاف والإرجاف، ورد الأمور إلى ولاتها والحذر من إشاعة البلبلة والقلاقل، ما يهدد مصالح الجماعة، ويؤدي لاضطراب الأحوال وانتشار الخوف وقتل المعنويات، فإن خلاف ذلك إثم واعتداء على الأمة».
وقال القطان: «لاتزال أمتنا تمر بأحوال عصيبة، وظروف مريرة، مهما أوتي القلم من براعة، ووصلت إليه البلاغة من مهارة، فلن تفي في تصوير الواقع المأساوي للأمة الإسلامية».
وأشار إلى أن «ما تعانيه الأمة الإسلامية اليوم من أحداث موجعة، وآلام قاسية، وما تمر به في كثير من مواطنها من بلايا متعددة، وما يسمعه المسلمون كل يوم في أصقاع متعددة، من ظلم وجور وعدوان على الأبرياء والآمنين، يشهده العالم وهو يتفرج، بلا حياء ولا اكتراث بحقوق إنسانية، ولا أعراف بشرية، ولا مراعاة لمعايير أخلاقية، ولا مبادئ حضارية، من طغاة مجرمين، وأعداء محاربين، كل ذلك يفرض على المسلمين جميعا أن يعلموا أن الخطر قد أحدق، وأن الشر بالمسلمين قد أرعد وأبرق، وحينئذ يجب أن نتذكر ونستدرك أنه آن الأوان وحان الوقت أن نقف عند الأسباب الحقيقية للمآسي والمصائب، وأن ندرك جميعا الإدراك الصحيح بالواقع المزري، والحال المخزي، والضعف المضني».
وأردف قائلا: «إن الأمة الإسلامية منذ أكثر من قرن وهي تستجدي الحلول، وتتلقف أسباب النهضة والعزة، من تيارات ومناهج متعددة المشارب، وتوجهات متنوعة المآخذ، ومر الزمن وطال العهد، ولم تجد تلك التوجهات إلا عارا وخزيا ودمارا وذلا وهوانا، لا دنيا أقامت، ولا دينا أبقت، بل ما خلفت على المسلمين إلا تأخرا بالأمة، وتدهورا في أحوالها، وضعفا في بلدانها، وتخبطا في سياساتها، وفقرا في اقتصادها، وتأخرا في ازدهارها، جرت ويلات وويلات ومصائب، تعجز الأقلام عن تسويدها، ولا يسع الوقت عرضها، ولا تستطيع الذاكرة استيعابها».
وأضاف «لأنها مناهج وتوجهات وتيارات لا تستمد تصوراتها من كتاب ربها، ولا تستضيء بهدي رسولها، ولا تأخذ العبرة من سيرة أسلافها، لذا عاشت الأمة الإسلامية ومنذ ذلك الحين ومازالت تنادي بلسان حالها: ماذا حل بها؟! وماذا دهى أمرها من كوارث مزرية وبلايا مخزية؟! وها هنا لابد أن يعلم الساسة، ويفقه المثقفون، ويستدرك العقلاء، وتستفيق الشعوب، بأن هناك أسبابا حقيقية لواقعهم المؤلم، قد غيبت عن عقولهم، وتناستها قلوبهم، وإلا فمن أراد الرؤية الواضحة، والمنطلقات الصحيحة لأسباب الضعف والذلة والخزي والهوان، فلابد أن يعود لأصل البنيان وأساس الكيان، فالله جل وعلا اختار هذه الأمة لتكون خير الأمم وهو العليم الخبير».
وأكد أنه «آن للأمة الإسلامية أن تعود لكتاب ربها، وأن ترجع لهدي نبيها عليه أفضل الصلاة والسلام، لتقف على الأسباب الحقيقية للتدهور، ولتستلهم العلاج الصحيح لتعديل المسار، وتغيير الأحوال، ورفع ما أصاب المسلمين وديارهم وأوطانهم».
وذكر أن «الأمة تريد أمنا وأمانا من المصائب والكروب، وتبتغي حفظا من الكوارث والخطوب؟! فلن يتحقق لها ذلك إلا بتحقيق الطاعة الحقيقية لخالقها جل وعلا، ولرسوله (ص)، والمتابعة الصادقة في كل شأن صغير وكبير، في كل حال دقيق وجليل، فهذا هو قدرها».
وقال القطان: «نصبو إلى صلاح وإصلاح، وننشد عز الشأن وسيادة السلطان، فلن يتم ذلك إلا بالانقياد لما فيه رضا الرحمن، ولن يحصل التمكين ويتم الأمان إلا بالامتثال الحقيقي لشريعة الديان».
وتساءل: «كيف لا تسوء أحوال الأمة الإسلامية، وكيف لا يضعف شأنها، وكيف لا يعم الشر أرجاءها، وقد كثر من أبنائها العصيان في أوامر الله وأوامر رسوله صلى الله عليه وسلم، ووقع تمرد عن منهج الله جل وعلا؟! أين عقلاء الأمة؟ وأين حكماؤها من تاريخ أمتهم المجيد، وماضيها العتيد، ومن واقع أسلافهم وأسباب عز المسلمين الأوائل؟!».
وتابع «لئن تحيرت علينا الأمور، وأعيانا الأسى والواقع المرير، فالتوجه الصادق إلى الواحد الأحد هو العصمة والشفاء، وهو الطريق إلى العزة والرفعة والمنعة من الأعداء».
كما تساءل القطان: «ألم يحن الأوان أن ينطلق المسلمون الانطلاقة الصحيحة لتعديل المسار، ويتوجهوا التوجه الصادق لطرد الظلمات التي خيمت على كثير من الأوضاع؟! وأغضبت رب العباد؟!».
ويجيب على تساؤله بالقول: «لقد حان الوقت أن تجمع الأمة قلوبها وجوارحها لمحاربة الفساد الواقع في كثير من شئونها في علاقاتها واقتصادها وإداراتها ومجتمعاتها وثقافاتها وإعلامها، وفق مسار تعاليم دينها العظيم».
وأكد أن «الأمة الإسلامية لن تنال في يوم من الأيام نصرا ولا قوة ولا رفعة ولا عزة أمام قوى الطغيان، وفي وجه صفوف العدوان إلا بالوفاء بالعهد الرباني والوعد الإلهي».
وخاطب إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي قادة المسلمين، وعلماء الأمة، ومجتمعات المؤمنين، قائلا: «أتظنون أن الشقاء يرتفع، وأن الذل والهوان ينقشع، وأن الكروب والمصائب تنجلي، ونحن نحارب حكم الله في عباده، والمعاصي تنتشر في بلاد المسلمين والموبقات والجرائم ترتكب في ديارهم؟! أنظن ألا تكثر بنا المصائب وتدور علينا الدوائر وكثير منا يحارب الله بارتكاب الكبائر والموبقات، ويضاد شرعه بالعظائم المهلكات؟!».
العدد 4011 - الجمعة 30 أغسطس 2013م الموافق 23 شوال 1434هـ
الحين
الحين ويش اصير لو اصير حكومة منتخبه والشعب اكون مصدر السلطات وافراج عن المعتقلين راح اصير البحرين ابخير وسلام وراح اعم الخير على الجميع وراح ترجع الحياة فى البحرين احسن من الاول
رد للقارئ المحترم رقم 14
لا يعني أن الكيل بمكيالين أمر جيد و مقبول عند المنتمين لمذهب ... إذا كان حزب الدعوة في العراق يكيل بمكيالين
و حزب كذا و كذا في البلد الفلاني يكيلون بمكيالين
و أمّا ما ذكرته من تفرّق الأمّة بسبب قيام الجمهورية الإسلامية في إيران فهو كلام باطل فالجمهورية عمرها 34 سنة و عمر الفساد و التفرقة في بلداننا أكثر من ذلك بأضعاف فمالكم كيف تحكمون؟
فكّر قليلا قبل أن تنطق و لا تكونوا كالأمّعة
لف
ليش اللف والدوران هناك دم سفك واعراض تتنتهك كله بسبب الفتاوي التي تبيح القتل وهتك الاعراض ، فيا من افتي ومن شجع ومن تغاضا وصمت استغفروا الله وعودوا الي رشدكم
طاعة أولي الأمر
طاعة أولي الأمر بالمعروف (خوش كلام)، لكن ياسيدي من يحدد أولي الأمر ومن يحدد المعروف ؟
الإنسان هو الإنسان في أي مكان
لا يجب أن نفرق بين أي إنسان و آخر ونقول "هّذا مظلوم وهذا غير مظلوم" للأسباب:
جنسه ، ديانته ، مّذهبه ، طائفته ، عرقه ، بلده ، توجهاته ، لغته ، لونه ، .......
ويجب أن يكون المعيار الأساسي هو كرامته وعزته وحريته في حدود العرف و القانون الدولي.
هل هذا صحيح
تعال للعراق بعد أن تسلم حزب الدعوة مقاليد الحكم قام يكيل بمكيالين ويقصي مكون دون آخر ولكن متى حدث هذا في الدول العربية بعد أن جائت الجمهورية الإيرانية الإسلامية وقامت ببث روح الفرقة بين كل الشعوب الإسلامية للأسف
شيخنا الفاضل
عطني رايك في من يهدم مساجد يذكر فيها اسم الله
عطني
عطني رأيك في مايحصل في سوريا ياشيخ