قتل 38 شخصا على الأقل في اعتداء انتحاري خلال صلاة الجمعة أمس في مسجد شمال غرب باكستان، في مكان غير بعيد من وادي سوات إذ يشن الجيش منذ شهر ونصف الشهر هجوما واسعا على حركة «طالبان» الباكستانية المتحالفة مع تنظيم «القاعدة».

وبحسب تعداد لوكالة «فرانس برس»، فإن نحو 230 اعتداء، ارتكب غالبيتها من قبل انتحاريين، نفذت في أقل من عامين في كل أنحاء البلاد مخلفة نحو ألفي قتيل. ولم تتبن أي جهة حتى الآن اعتداء الجمعة في قرية هاياغاي شركاي في إقليم دير العليا، لكنه وقع في منطقة يعتبر سكانها مناهضين لحركة «طالبان».

وقال الممثل الرئيسي للحكومة في الإقليم عاطف الرحمن في اتصال هاتفي مع «فرانس برس» إنه قبيل صلاة الجمعة، حاول الانتحاري التسلل بين المصلين حين تنبه البعض إلى سلوكه المشبوه. وأضاف «اشتبه به أناس وحاولوا الإمساك به فيما كان يختلط بالحشد، لكنه سارع إلى تفجير قنبلته». وقال قائد الشرطة المحلية مالك نفيد خان إن «38 شخصا قتلوا وأصيب نحو خمسين آخرين».

وفي حادثة أخرى، أعلنت الشرطة أن قنبلة انفجرت أمس في منزل نائب باكستاني مما أدى إلى إصابته مع ثلاثة أفراد من عائلته بجروح في كراتشي جنوب باكستان. وأوضح مسئول في الشرطة المحلية «أن رزمة مفخخة انفجرت في منزل وجرحت أربعة أشخاص بينهم عضو في البرلمان». وهذا الأخير ويدعى يعقوب بيزينجو هو نائب عن الحزب الوطني في ولاية بلوشستان التي تهزها حركات عدة للمتمردين بحسب المصدر نفسه.

في إطار متصل، حث رئيس وزراء باكستان يوسف رضا جيلاني الولايات المتحدة على إلغاء ديون بلاده قائلا إن الحرب على «طالبان» وتشريد عشرات الآلاف من الناس فاقم المشكلات الاقتصادية.

وقال جيلاني للمبعوث الأميركي الخاص لأفغانستان وباكستان ريتشارد هولبروك إن الحكومة الأميركية يجب أن تعجل بإرسال عتاد حربي إلى باكستان وأن تعمل مع الكونغرس لزيادة المعونات الاقتصادية زيادة كبيرة. وقال بيان صدر عن مكتب جيلاني إنه «(جيلاني) دعا الولايات المتحدة إلى إلغاء الديون المستحقة لها لمساعدة حكومة باكستان على التغلب على الصعوبات الاقتصادية التي تفاقمت بسبب الحرب على الإرهاب واشتداد أزمة المهجرين داخليا والأثر السلبي للكساد العالمي».

وكان هولبروك قال في وقت سابق إن الولايات المتحدة تهدف إلى منح باكستان 200 مليون دولار إضافة إلى جانب 110 ملايين دولارا تعهدت بها من قبل وذلك لمساعدتها على معالجة مشكلات المشردين داخليا. وقال البيان إنه صرح بأن الولايات المتحدة ستدرس طلب باكستان إلغاء الديون وأن إجراءات يجري اتخاذها للتعجيل بإرسال إمدادات حربية إلى باكستان.

وفي سياق آخر، استبعدت الهند أمس إمكانية استئناف الحوار مع جارتها النووية ما لم تتخذ إسلام آباد خطوات على صعيد مكافحة «الإرهاب».