فرحتُ ككل أم حينما رزقت بطفلتي الأولى إلا أن فرحتي لم تكتمل، حينما أخبرني الطبيب بأنها تعاني من مرض ضعف النمو بعد أن لاحظ إصابتها ببعض أعراض المرض كانتفاخ الرقبة والأطراف وغيرها وطلب مني عرضها على طبيب مختص حينما تبلغ العاشرة من العمر، وبالفعل مرت السنوات وحينما بلغت العاشرة قمت بعرضها على طبيب مختص في مجمع السلمانية الطبي والذي وصف لها إبراً تأخذها يومياً قبل أن تنام وبالفعل كانت النتيجة جداً ممتازة وتجاوبت طفلتي مع العلاج ونما جسمها وتناسب طولها ووزنها وباتت كأقرانها بشكل كبير.
ومر عام وهي تستخدم هذا العلاج المفيد إلا أن وزارة الصحة قامت بتغييره إلى جهاز غير صالح للاستخدام وعليه كثير من الشكاوى السابقة فلا الأطباء ولا الصيدلانيون يعلمون كيفية استخدامه، كما أننا حينما استخدمناه لم يجدِ نفعاً ويقوم بتسريب الدواء.
راجعت الجهات المعنية بوزارة الصحة دون جدوى وفي كل مرة يتعذرون لي بعذر مختلف، وأخيراً أخبروني بأن الإدارة لم تجتمع وفي حال كثرت الشكاوى على الجهاز سيتم الاجتماع ومناقشة الموضوع، وهنا أطرح سؤالاً: هل حياة الأشخاص تقاس بالعدد وهل أرواح الناس لعبة في أيديهم؟
أوجه سؤالي للوزارة حول أسباب تغير العلاج ولاسيما أنني علمت بأن الأطباء لا علم لهم بالأمر أيضا هل هو تقليص في المصاريف أم ماذا ولماذا لا يتم إطلاع الأهالي على حقيقة الأمر حتى يتسنى لهم تفهمه ويكونون في الصورة؟
عدم حصول طفلتي على علاجها أثر على نموها وسبق أن أخبرني الطبيب بأن على المريض بهذا المرض أن يأخذ علاجه في فترة النمو وأن العلاج سيكون غير مجدٍ فيما بعد ذلك، فهل تنتظر الوزارة أن تصل طفلتي إلى هذه المرحلة.
إن توفير العلاج هو حق كفله الدستور والميثاق لكل مواطن بحريني، فأين وزارة الصحة من تطبيق ما جاء فيهما؟ وهل تنتظر الوزارة أن تتدهور حالة طفلتي كي تقدم لها العلاج المناسب؟
عبر هذه الأسطر أحمِّل وزارة الصحة مسئولية إصابة طفلتي بأية مضاعفات، وأناشد الجهات المعنية بتوفير العلاج المناسب لها ولحالتها والنظر بعين الإنسانية والاهتمام بمشكلتي فلا أملك في الدنيا سوى هذه الطفلة التي منحني إياها الله، وأتمنى أن أراها كباقي أقرانها تلعب وتمرح وتدرس وتكبر أمام عيني بصحة وعافية.
(الاسم والعنوان لدى المحرر)
حتى الآن لم تستطع البحوث والدراسات والاختبارات الدوائية في جميع أنحاء العالم التوصل إلى اكتشاف دواء لمرض عضال وهو السرطان، والكلام نفسه يمكن تطبيقه على العالم الثالث الذي لايزال يستشري فيه مرض عضال وهو الفساد الإداري والمالي.
فهذا المرض يقف حاجزاً حديديّاً صلباً أمام التنمية الحقيقية في العالم الثالث، كما أجمع عليه جميع العلماء الدوليون المتخصصون في دراسة أسباب التخلف، ويمكن تعريف الفساد الإداري والمالي بصورة مختصرة بأنه «تصرف غير سوي، الهدف منه مصلحة شخصية مادية أو معنوية»، أي بمعنى آخر تغليب المصلحة الشخصية على المصلحة العامة.
والسؤال الكبير المطروح هو إذا كان العالم الثالث يعلم هذه الحقيقة، فلم لا يقوم بإزالة هذا الحاجز، وخصوصاً أن خصلة الفساد الإداري والمالي منبوذة دينيّاً وأخلاقيّاً واجتماعيّاً وحتى من يمارسونه في الخفاء ينتقدونه ويذمونه علناً، إلى جانب أن ممارسة مثل هذه التصرفات وخصوصاً في القطاع العام يعتبر سرقة مال الناس عموماً والسارق في الشرع الإسلامي، إذا ثبت قيامه بالسرقة من دون حاجة، منبوذ إلى درجة إقامة حد قطع اليد عليه.
ومن المعروف أن الرسول الكريم (ص) كان أول من حاسب عاملاً وظفه في عمل استغل منصبه، حيث ورد أن العامل جاء الرسول (ص) بعد فراغه من عمله، وقال له: هذا لكم وهذا أهدي إلى. فأجابه الرسول بما معناه لو كنت جالساً في البيت ولم تكن عاملاً هل كنت تحصل على هدايا؟.
وقد أضاف الرسول الكريم (ص) بعد الانتهاء من الصلاة أن من يقوم بمثل هذه التصرفات فانه سيؤتى به يوم القيامة حاملاً على عنقه ما حصل عليه بطريقة استغلال المنصب لينكشف وينفضح أمام الحشر جميعاً.
وفي هذا الخصوص لا أزال أتذكر كلام صديق عندما كان يواصل دراسته في الجامعة، حيث قال إن أستاذه الأميركي الذي كان يدرس مادة الإدارة العامة، قال إن في مدينته إذا رأى صحافيٌ سيارة تخص أي جهاز عمل عام موقوفة أمام بيت موظف في القطاع العام، فانه يلتقط صورة السيارة أمام البيت وينشرها في صحيفة، متسائلاً: لماذا السيارة المملوكة من القطاع العام مركونة أمام بيت مسئول؟ هل كان لواجب رسمي أم لغرض شخصي؟
وهنا أعود وأكرر ما تكرره الكاتبة الأخت مريم الشروقي في تساؤلاتها التي تذيل بها مقالاتها بخصوص الفساد الإداري والمالي، حيث تتساءل: تذكير لسعادة النواب: هل تم تحويل ملفات الفساد إلى النيابة العامة، كما طالبتم بذلك؟ وهي للأسف الشديد لا تحصل على إجابة على هذا التساؤل. وكما نعلم جميعاً فإن الشعب البحريني بأكمله يطالب بأن يوضع حد للفساد الإداري والمالي في مملكة البحرين، وحيث إن النواب يمثلون هذا الشعب، فلماذا لا يقترحون قانوناً شديد العقاب على كل من تثبت ممارسته للفساد الإداري والمالي؟.
وفي رأيي المتواضع؛ فان مثل هذا القانون مطلب شعبي عام، الهدف الأساس من تشريعه وتطبيقه هو وضع حد لهدر المال العام، وإذا استطاعت مملكة البحرين وضع حد للفساد، فإنها ستكون من الدول التي نجحت في إيجاد دواء لمرض عضال، وستضع أقدامها على سلم التنمية الحقيقية. ومن الله نسأل التوفيق.
عبدالعزيز علي حسين
قلتُ يوما: انني سأصبح طبيبة نفسية وكاتبة أكتب كلمات لمْ تخطها الأقلام من قبل وأعالج المرضى النفسيين بسعة صدر، هل هذه كانت أحلام الطفولة أم طموح المستقبل، إذا حلمنا سيظلُ حلماً ما لم يكنْ أمنيةٌ نسعى اليها .
ذلك الفيلم وتلك الرواية وهذا المسلسل وجميع وسائل الإعلام علقتني بعلم النفس والكتابة الإبداعية... كبرتُ وكبر هذا الحلم معي إلى أن أصبحَ أمنية أسعى اليها، فها أنا اخترت الطريق وسلكته... العزيمة يسبقها الإصرار واثقة من نفسي لم يردعني أي رادع حتى الآن، إذاً الثقة بالنفس أساس كل شيء.
عندما كبرت لاحظتُ أن علم النفس ليس مقبولاً في سوق العمل، في زاوية لماذا؟! في صحيفة «الوسط» لتاريخ 20 أغسطس/ آب (لماذا؟ لا تتناسب مخرجات التعليم مع متطلبات سوق العمل!) وأفاد الأخ (عبدالعزيز علي حسين) بتعليقه الأول في صحيفة «الوسط» الذي نشر في صفحة «كشكول» في العدد 4002 المنشور بتاريخ 22 أغسطس، إذا هل من جواب على هذا السؤال أم نحنُ أيضاً سنبقى في انتظار (جودو)؟ كما ذكرْ؟!
هل في نظر الآخرين أصبحتُ كاتبة أم لا؟ هل يهتمون لكلماتي التي أكتبها بصدق أم لا، إذاً كلها تساؤلات وقليل من يردُ بجواب؟!
حقيقةً كتبتُ كتابا فعلا واستغرقني ستةَ أشهر لأؤلفهُ حُسن التأليف ولا أعلمُ ما مصيرهُ إلى الآن، هل سيصبح على ورق ذي قيمة ومعنى أم ستأكلهُ حاوية القمامة ولكنني وُعدتُ بأن يطبع، إذاً لماذا لا يفي الجميعُ بوعودهم.
ربما كل ما أكتبهُ يستطيعُ أن يكتبه طفلٌ في رياض الأطفالْ، هل يمكن لفتاة مثلي في الرابعة عشرة من العمر أن تكتب شيئاً شبيهاً لما أكتبه أم انني معقدةٌ كما يلقي على مسامعي الكثيرون؟!
نحنُ هنا نتعلم كيف نطهو (شاي) ومن ثم نحتسي (قهوة)، ومن يضع في قدره بطاطا لا يمكن أن يغرف لحما.
«يا بلاد العز والكرم لا تعلمينا أن نطهو شاياً و تكافئينا بقهوة العرب... علمينا أن نطهو شاياً وكافئينا بشاي مكافئة الجهد والتعب».
لقد ذكرت في مقالي السابق الذي كان في «الوسط» بتاريخ 19 أغسطس أنقذوا علم النفس هل من مجيب لاستغاثة علم النفس، إذا هل هو علم الجنون كما يقول الكثيرون؟!
«يا علم النفس والمنطق هل لي بتذكرة للدخول إلى عالمك الصغير... عالم عالم السعادة والرقي... كل الناس فيه يهتفون أنقذوا علم النفس يا من تنعتونهُ بعلم الجنون».
عزفتم عن علم النفس وهل أنتم لقراءة مقال أيضاً عازفون؟ ويظلُ مستقبلي معلقا بين صواب العقل وهوى القلب.
يارا خلف
طوال حياتنا قرأنا وسمعنا من الأمثال والحكم والأقوال الكثير والكثير وخصوصا تلك المتعلقة بالوالدين، منها، وبكثرة ما قرأت لم تؤثر فيّ إلا تلك الكلمات الصادقة النابعة من القلب والتي أحب دائما أن أكتبها وأعبر بها عما يجول في خاطري، وخصوصا عندما أرى تصرفات «أجيال التكنولوجيا» أو «أجيال العولمة» - كما يطلق عليهم كثيرون - وهم يتعاملون مع ابائهم، فلهم وخصوصا ممن يقلل من احترام والديه أريد أن أذكر هذه الكلمات، فربما تجد من يقرأها من هذه الأجيال ليفهمها ويصحح أفعاله مستقبلا، وهي:
- كبرنا واكتشفنا أن والدينا لن يمسكا أيدينا دائما لعبور الشارع أو منعطفات الحياة... كبرنا وشعرنا بأن وراء ضحكة أمي ألف دمعة ووراء قوة أبي وحنانه ألف همّ وألف مرض.
- كبرنا واكتشفنا أننا لم نكبر وحدنا فقط بل كبر أبوانا معنا وأوشكا على الرحيل أو رحلا فعلا.
«عذرا يا فيثاغورس» فأمي هي المعادلة الأصعب، و «عذرا يا نيوتن» فأمي وأبي هما سر الجاذبية، «عذرا يا أديسون» فأمي وأبي هما أول مصباح في حياتي، «عذرا يا أفلاطون» فأمي وأبي هما البقعة الفاضلة في قَلبي، «عذرا يا روما» فكل الطرق تؤدي إلى حب أمي وأبي... عذرا أحبتي فمهما أحببتكم، فلم ولن أحب أحدا مثل ما أحببت والدي فهما لن يتكررا في هذه الحياة.
شكراً لأبي لأني ابنك وأنت أبي، شكرا لأمي لأنّك أمي وأنا ابنك... يا لها من حياة وما أغربها من دنيا وما أقصر العمر، يقال ان رجلا بكى في جنازة أمه، فقيل له: وما يبكيك؟ قال: ولم لا أبكي وقد أغلق باب من أبواب الجنة.
اللهم إنك ترى والدي وتعلم عنهما فإن رأيتهما مذنبين فاغفر لهما وارحمهما وأرض عنهما، وإن رأيتهما حزينين فأسعد قلبيهما، وإن رأيتهما فرحين فأتمم عليهما فرحتهما وإن كانا مريضين، فيا رب اشفهما وإن كانا مهمومين، فيا رب فرّج همّهما وارحمهما من عندك وبشّرهما بالأجر العظيم يا رب العالمين.
محمد عبدالله
العدد 4009 - الأربعاء 28 أغسطس 2013م الموافق 21 شوال 1434هـ