ما حدث ويحدث في سورية أضيف إلى المجازر الإنسانية التي يخجل منها التاريخ، وهي لن تنمحي من الذاكرة بسهولة؛ لأنها بلا شك الأسوأ في مرحلة ما بعد العام 2011. وقد أكد وزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل أمس أن الجيش الأميركي مستعد للتحرك على الفور في سورية إذا أصدر الرئيس الأميركي باراك أوباما أمراً بذلك.
وقال هيغل، في مقابلة تلفزيونية مع هيئة الإذاعة البريطانية: «حرّكنا قطَعاً حتى تتمكن من التنفيذ والامتثال لأيِّ خيار يودُّ الرئيس اتخاذه». ورداً على سؤال حول ما إذا كان الجيش الأميركي مستعداً لردٍّ كهذا، قال هيغل: «نحن مستعدون للتحرك». وفي سياق متصل، ذكرت مصادر حضرت اجتماعاً بين مبعوثين غربيين والائتلاف الوطني السوري المعارض في إسطنبول، أن القوى الغربية أبلغت المعارضة السورية بتوقع توجيه ضربة لقوات الأسد في غضون أيام.
وعليه فليس هناك شك بأن الرئيس الأميركي باراك أوباما يخطط حالياً لنوعٍ من الرد العسكري على النظام السوري بتهمة قتل مئات المدنيين عبر الهجوم الكيماوي بحسب ما تذكره المصادر الغربية التي بدت مقتنعة تماماً بأن الجهة الوحيدة التي تمتلك صواريخ معبأة بأسلحة كيماوية هي الجيش السوري. الهجوم الكيماوي يُعتبر الأبشع منذ هجوم النظام العراقي في العام 1988 على مدينة حلبجة الكردية، وما جرى مؤخراً شاهده العالم، إذ لقي الصغير حتفه قبل الكبير، وترامت الجثث هنا وهناك في مشهد بشع ولاسيما تلك التي ارتسمت على وجوه الأطفال الضحايا الذين قُتلوا ببشاعة.
ويُعتبر استخدام الأسلحة الكيماوية جريمة حرب وعملاً محظوراً بموجب المعاهدات الدولية، بما في ذلك اتفاقية الأسلحة الكيماوية، وبروتوكول جنيف ونظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية. الخيار العسكري ضد سورية يعني أن أوباما يعتقد بأنه استنفد الخيارات الدبلوماسية، ولذا شرع المسئولون الأميركان (والبريطانيون) في تقديم مبررات للدفاع عن الخيار العسكري حتى من دون موافقة مجلس الأمن الدولي.
لكن ماذا عن موقف روسيا والصين؟ وفي هذا المجال يعتقد الغربيون أن روسيا والصين اللتين تتمتعان بحق النقض، وحماية طويلة لسورية، من الصعب أن نصدّق أنهما ستدافعان عن استخدام الأسلحة الكيماوية، ولكن ليس هناك ما يضمن أنهما لن يستخدما حق النقض لمنع الخيار العسكري. وقد رأت «نيويورك تايمز» أن الاتفاق السياسي (في سورية) لا يزال هو الحل الأفضل بدلاً من الصراع المميت.
يبدو أن الأحداث المتتالية في المشهد العربي خلال الأسابيع الماضية قد وضعت مصداقية أوباما وإدارته على المحك، ولعل ما قاله في أغسطس/ آب 2012 بأن استخدام الرئيس السوري بشار الأسد للأسلحة الكيماوية من شأنه أن يشكّل «خطاً أحمر»، قد أجبر إدارته على الرد.
الأمم المتحدة وصفت ما حدث في سورية بالكارثة الإنسانية التي يجب عدم السكوت عنها، ولكن الملف السوري حتى من دون المجزرة الأخيرة هو الأسوأ ضمن ملفات المنطقة العربية التي تشهد متغيرات عدة.
إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"العدد 4008 - الثلثاء 27 أغسطس 2013م الموافق 20 شوال 1434هـ
يا للعجب
هل تريدين من النظام السوري عن يسكت عن قتل التكفيريون و الإرهابيون الشعب السوري الذين هم في الأصل معظمهم ليسوا سوريين بل من دول مجاورة و حتى الهجوم الكيميائي لربما هم من نفذوه لكي يحصل الغرب على الحجة لاحتلال سوريا بسبب مواقفه من المقاومة في لبنان و فلسطين
من اجل العيون التي لفّت البلدان تريد كسر شوكة الجيش السوري
هناك من لفّ البلدان يريد المعونة والاعانة من اجل كسر شوكة الجيش السوري بعد تقدمه آخر المعارك
وهذه الضربة ان وقعت فهي مجرد لذر الرماد في العيون
الأمريكان والغرب وحلفاؤهم والتكفيريون
هم من يقتلون الشعب السوري لحماية إسرائيل
الخير في باطن الشر
الحرب ويلات ولاكنها وبال حتى على الغرب في وجودهم بالمنطقة إذ بدآت.