توج منتخبنا بطلا للبطولة الخليجية للمنتخبات الأولمبية بعد فوزه على المنتخب السعودي بهدف دون مقابل ليدخل «الأحمر» تاريخ البطولة للمرة الأولى في تاريخه، ويدين منتخبنا بالفوز وتحقيق اللقب إلى اللاعب حسان جميل الذي سجل هدف الفوز من ركلة جزاء في الدقيقة 31.

جاءت المباراة متوسطة المستوى فنيا تأثر مستواها بالتحفظ والحذر الذي كان عليه المنتخبان وخصوصا منتخبنا، وخلت غالبية فترات المباراة من الإثارة والخطورة إلا في بعض الكرات والمحاولات والتي ذهب غالبيتها أيضا دون نتيجة.

ونجح لاعبو منتخبنا في تطبيق وتنفيذ الأسلوب الفني الذي اعتمد عليه مدرب منتخبنا هودسون من خلال إحكام القبضة الدفاعية على مكامن الخطورة للمنتخب السعودي الشقيق، ونجح من خلال هذا الأسلوب في إبطال خطورة الهجوم «الأخضر»، وفي الجانب الهجومي تأثر منتخبنا كثيرا بالتراجع من لاعبي الوسط ولهذا غابت خطورته بصورة كبيرة.

دخل منتخبنا المباراة بتشكيلة ضمت أشرف وحيد في حراسة المرمى، وأمامه رباعي دفاعي مكون من حكيم العريبي، عبدالله شلال، وليد الحيام، أحمد ميرزا، وفي الوسط لعب سيدأحمد جعفر، وعيسى غالب مثنى، وحسان جميل، وحمد عبدالمنعم الدخيل، وضياء سعيد، وفي المقدمة لعب وحيدا عباس الساري.

وفي الجانب الآخر، وقف في حراسة المرمى السعودي عبدالله حمدان الشمري، وفي الدفاع لعب طلال عبسي، ومعتز هوساوي، عبدالله خالد العمار، وحمد سليمان الجيزاني، وفي الوسط لعب عبدالله عطيف، إبراهيم الإبراهيم، صالح الجمعان، محمد إبراهيم كنو وأحمد حسن الشهري، وفي المقدمة لعب عبدالرحمن الغامدي.

تحفظ وحذر

سيطر التحفظ والحذر على بداية المباراة وخصوصا في الدقائق الـ15 الأولى في فترة جس نبض من الجانبين، مع أفضلية نسبية للمنتخب الشقيق الذي حاول فرض أسلوبه وشخصيته على مجريات اللعب ونجح في الاستحواذ الأكبر على الكرة مع وصوله المتكرر لمناطق منتخبنا الدفاعية بدليل حصوله على 3 ركلات ركنية.

وفي المقابل، بدا واضحا التحفظ الشديد الذي لعب به منتخبنا والبطء الذي كان عليه اللاعبون نتيجة الأسلوب الذي لعبه المنتخب الخصم وأفقده السيطرة على الكرة والاستحواذ على منطقة المناورات.

ولعب المنتخب السعودي بأسلوب الضغط المباشر في الجانب الدفاعي وفي حال فقد الكرة وتميز أيضا بترابط خطوطه وصفوفه وتقليص المساحات بين اللاعبين وهو ما منحهم أفضلية في منطقة الوسط، وفي الجانب الهجومي حاول المنتخب السعودي فتح اللعب عن طريق الأطراف وصعود ظهيريه العمار والجيزاني، بالإضافة إلى قدرة لاعبيه على الاحتفاظ بالكرة عبر تمريرات قصيرة وسريعة.

على الجانب الآخر، اعتمد منتخبنا في الجانب الدفاعي على الارتداد السريع ودفاع المنطقة بهدف تقليل المساحات الخالية وتقليصها أمام لاعبي «الأخضر» بهدف التضييق على حامل الكرة وعدم منحهم الفرصة في الاستفادة من السيطرة الميدانية على الكرة، وفي الهجوم غابت هوية منتخبنا في هذا الجانب وخصوصا مع التحفظ والحذر الشديدين لتحركات لاعبيه وخصوصا في الجانب الهجومي.

سيناريو مجريات اللعب والفرص لم يحفل بالكثير في الشوط الأول عدا بعض المحاولات التي لم يكتب لها النجاح وأبرزها تسديدتان من لاعبي السعودية عطيف وكنو وكانتا بعيدتين عن المرمى ولم تشكلا أي قلق لأشرف وحيد «28 و28».

نقطة تحول

شهدت الدقيقة 31 نقطة تحول في مجرى المباراة عندما احتسب الحكم العماني ياسر الرواحي ركلة جزاء لمنتخبنا إثر اشتراك بين الحارس السعودي عبدالله الشمري وسيدأحمد جعفر «كريمي» احتسبها ركلة جزاء وسط اعتراضات واحتجاج من لاعبي السعودية ولكنه أصر على قراره وموقفه وتقدم لتنفيذها حسان جميل وسددها قوية أرضية عانقت الشباك السعودية.

شهدت الدقائق الـ15 الأخيرة من عمر الشوط الأول ضغطا سعوديا وأفضلية «خضراء» وخصوصا مع تراجع لاعبي منتخبنا مما منحهم الفرصة للوصول لمرمى منتخبنا، وحصل المنتخب السعودي على خطأ داخل المنطقة نتيجة تأخر لعب وحيد للكرة، وتصدى للكرة الجيزاني وسددها في الحائط البشري «35»، وكاد عطيف يعيد المباراة لنقطة الصفر بعد أن تلقى تمريرة عرضية من الجيزاني ولكنه سددها بعيدة عن المرمى «43»، وانتهى الشوط بتقدم منتخبنا بهدف.

الشوط الثاني

بداية سريعة من المنتخب السعودي مع مطلع الشوط الثاني وكاد الشهري يصطاد كرة عرضية من العمار ولكن تسديدته علت العارضة «46»، وما لبث أن تراجع الأداء، ودفه مدرب منتخبنا هودسون باللاعب عبدالله عبدالجليل بدلا من عباس الساري في محاولة منه لتنشيط الجانب الهجومي «52».

واصل المنتخب السعودي أفضليته وسيطرته على مجريات اللعب وأنقذ أشرف وحيد مرمى منتخبنا من هدف محقق بعد كرة عرضية من العمار على رأس الغامدي لعبها برأسه ولكن براعة ويقظة وحيد أبعدت خطورتها «58».

ودفع هودسون بورقته الثانية بدخول محمد خالد شاهين بدلا من حمد عبدالمنعم الدخيل «59»، وبدا واضحا اعتماد منتخبنا على إحكام الدفاع ومن ثم شن الهجمات المرتدة السريعة وبأقل عدد ممكن من التمريرات واللمسات، ورمى مدرب السعودية خالد القروني بورقته الأولى بالدفع بالمهاجم راشد الغامدي بدلا من الشهري لتكثيف الزيادة العددية في مناطق الخطورة «65».

ورمى هودسون بالورقة الثالثة بدخول عبدالله جوهر بديلا إلى حسان جميل وأتبعه بتغيير آخر في مراكز اللاعبين بوضع ضياء في منطقة الارتكاز مع كريمي فيما أخذ جوهر مكانه «70»، وسدد كنو كرة قوية ردها المتألق أشرف وحيد «73»، وسدد عبدالرحمن الغامدي كرة قوية من داخل المنطقة كان لها بالمرصاد أشرف «75»، ولمواجهة الضغط الهجومي السعودي دفع مدرب منتخبنا بورقته الرابعة بدخول أحمد جمعة بدلا من أحمد ميرزا «83» لتشكيل حائط دفاعي ثان أمام اللاعبين السعوديين.

ومرت الدقائق الأخيرة عصيبة على الجماهير البحرينية المتواجدة في الملعب وخطف الجمعان الكرة من أمام وليد الحيام ودخل المنطقة وسدد عاليا بعيدا عن المرمى «88»، ولعب الجيزاني كرة عرضية من الجهة اليمنى ارتقى لها الغامدي ولعبها باتجاه المرمى ولكن يقظة وحيد أوقف خطورتها «89»، ومرت الدقائق الخمس الأخيرة التي احتسبها الحكم العماني وقتا بدلا للضائع بسلام على منتخبنا وسط حماس كبير من الجماهير البحرينية.

وتحصل المنتخب السعودي على ركلة حرة خارج منطقة الجزاء نفذت بطريقة جيدة وسط ارتباك واضح من لاعبي منتخبنا وكاد يعدل «الأخضر» النتيجة ولكن الكرة مرت بسلام، وأطلق بعدها الحكم الرواحي صافرة النهاية معلنا تتويج منتخبنا باللقب.