العدد 4007 - الإثنين 26 أغسطس 2013م الموافق 19 شوال 1434هـ

استئناف جلسات الحوار وتغليب صوت العقل

جميل المحاري jameel.almahari [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

تُستأنف بعد غدٍ (الخميس) جلسات حوار التوافق الوطني بعد أن جُمدت لأكثر من شهر ونصف بناء على طلب الجانب الرسمي وجمعيات تجمع الفاتح، وبعد أن أدرك السواد الأعظم من الناس أن الحل لن يكون من داخل طاولة الحوار، إلا إذا جاءت تعليمات عليا تدفع بهذا الاتجاه.

حتى الآن وبعد مرور أكثر من ستة أشهر على بدء الحوار في شهر فبراير/ شباط الماضي لم تتقدم المباحثات ولو بوصة واحدة، ومازال المتحاورون يبحثون بعد 26 جلسة محور (المبادئ والثوابت والقيم) ولم يصلوا لبحث جدول الأعمال بعدُ.

ومن المتوقع أن تثار مشكلة التمثيل المتكافئ مرة أخرى على الطاولة بعد أن لم يتم حسمها في الجلسات الأخيرة، ويمكن القول بأن أيّاً من النقاط المهمة لم يتم حسمها، كما لن يتم التوافق على أيِّ بند تطرحه الجمعيات المعارضة ويصب في صالحها.

موضوع التمثيل المتكافئ وطلب الجمعيات السياسية المعارضة استبدال من يُسمّون بالمستقلين يمثل نقطة مفصلية، وخصوصاً بعد أن تم الدفع بكل قوة ليتم تمرير قضية تمثيل الحكم في الحوار تحت عنوان «غير متوافق عليه».

هناك من يرى أن عرقلة أو رفض طلب التمثيل المتكافئ يمكن أن يؤدي إلى فشل الحوار، أو موته من خلال انسحاب القوى المعارضة من طاولة الحوار، وهي خطوة باتت قاب قوسين أو أدنى؛ إذ يجد أعضاء تحالف المعارضة أنفسهم محاصرين من جميع الجوانب بخصوم على رأي واحد حتى ولو اختلفت توجهاتهم، وبالتالي فإن المستقلين ما هم إلا الضلع المكمل لمثلث السلطة والجمعيات الموالية لها.

كما يرى البعض أنه من غير الجائز أبداً أن يتم إشراك عناصر وجهات تتضارب مصالحها مع أيِّ حلٍّ قد يقود في نهاية المطاف إلى خسارتها لموقعها الحالي، فمن المؤكد أن تتخذ هذه الأطراف موقفاً يدافع عن مصالحها هي وليس مصالح المجتمع، ولذلك نرى أن موقف من يُسمَّون بالمستقلين كان أكثر تصلباً في كثير من الأحيان من موقف الحكومة أو الجمعيات الموالية.

إن ما يتم طرحه من جانب المعارضة بأهمية إدخال عناصر مستقلة مهم جداً في هذه المرحلة، مع التأكيد على مفهوم الاستقلالية، وشروطها، ذلك ما يمكن أن يخلق توازناً بين الأطراف، كما يمكن أن يلعب دوراً مهماً في تقريب وجهات النظر، أو طرح بدائل وأفكار مختلفة.

ولكي ننقذ الحوار، ولكي لا تكون هناك حاجة إلى عقد حوار وطني للمرة الثالثة بصورة أخرى وبشخوص وظروف وشروط أخرى، فإن ذلك لن يتم إلا عند تغليب صوت العقل وليس صوت المصلحة.

إقرأ أيضا لـ "جميل المحاري"

العدد 4007 - الإثنين 26 أغسطس 2013م الموافق 19 شوال 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 12 | 5:54 ص

      اتعضوا بحوار الصهاينة مع خونة فلسطين كمثال!!

      منذ أوسلو والشعب الفلسطيني في خواء وتدمير،وثلة المفاوضين تنعم هي وأبنائها بالنعيم.....الحوار الحالي ستكون نتيجته صفر على الشمال،بالعربي بلوه واشربوا مايته.

    • زائر 11 | 4:33 ص

      ما هذا ...؟!

      الجاهل قبل الواع يدرك أن قواعد المشكلة لا تزحزحها هذه البهرجات الركيكة، فعلميا وحسب الطريقة العلمية لحل المشكلات، ينبغي الإعتراف بالمشكلة، وتحديدها، كخطوة أولى ، وما دامت المكابرة وعقلية المراوغة السطحية والكذب هي المسيطرة، فلا حل بيد من لا يقر بأنه المشكلة.

    • زائر 10 | 4:06 ص

      تحاورن من ؟؟؟

      من يرى ان مسيرة بعشرات الآلاف ( 3000 شخص ) هل اولئك سيعترفون لك بشيء في الحوار ؟؟؟

    • زائر 9 | 3:06 ص

      استاذ جميل قال تعالى : من اوتي الحكمة فقد اوتي خيرا كثيرا ، ولكن:

      من فقد الحكمة فقد فقد الكثير ايضا لذلك فقدت البحرين بسبب عدم الحكمة في التعامل الكثير من فلذات اكبادها ومن الاموال ومن السمعة ومن المستقبل ومن ومن ومن ناهيك عن ارتكاب البعض الى دنوب بحد ذاتها هي من الذنوب المخلدة للنار حسب المقاييس الدينية. وهي التعدي على الدماء والاعراض والمقدسات كل ذلك ناتج عن التعامل مع ما حصل بأسلوب خاطيء وخاطيء جدا وها نحن نرى كيف وصل الحال بالبلد واصبح المخرج اصعب ما يكون بسبب سلوك الاسلوب الامني الذي كلف البلد الكثير الكثير، ولا زال الاصرار على مواصلة الخطأ

    • زائر 8 | 2:58 ص

      بنحاوكم وبنضربكم

      انا بصراحة كنت ارى ان دخول الحوار كان لا بد منه ولكن الان ارى ان الانسحاب منه لا بد منه لانه لا يرتجى منه اي فائدة لانه القمع زاد والاعتقالات زادت يعني بنحاوركم وبنضربكم

    • زائر 7 | 2:53 ص

      النفق المظلم بعد تشديد العقوبات

      انسحاب المعارضة من الحوار ، اذا ماذا تملك هذه الأطراف للخروج من إلازمة غير التكرار الممل لشروطها ؟

    • زائر 5 | 2:06 ص

      لا صوت عقل ولا حكمة ولا منطق ولا عدالة لا صوت الا صوت القمع

      صوت الأجهزة الأمنية التي اصبحت تتضخم على حساب ميزانية الدولة ولا صوت غير ذلك. الحلّ الأمني رسخ في عقول البعض ولا يعرفون في حياتهم الا هذا المنهج الذي يودي بالبلد الى ساحة الهلاك والدمار.
      صوت الحل الامني مجرّب وهو يخرب النفوس ويخرّب البلاد والعباد ويشعل الفتن والحرائق في البلد.
      عدم الاعتراف بالمأزق السياسي واتهام الشعب بالارهاب لانه طالب بحقه سوف
      يدخل البلد في دهاليز معقدة جدا

    • زائر 4 | 1:59 ص

      العقل هو زينة الرجال

      لابد من الجلوس على طاولة الحوار وإن طالت الأرمة فختصروا الطريق إلى طاولة الحوار رغبة في التغيير للأفضل فالوطن لا يحتمل الكثير. أختم كبمتي بهذه العبار العقل زين و هو زينة الرجال.

    • زائر 3 | 1:07 ص

      اسم مستقلين

      من هم المستقلين ومن هم الموالين حتي يعطلون حقوق الشعب البحريني نحن مع الحوار ولكن الحوار الذي يلبي مطالب الشعب ولكن بان واضحا ان الموالين والمستقلين همهم الوحيد هو الحضور والخروج وشرب القهوه والظهور في التلفاز لان الدماء التي سفقت ليست دمائهم والابناء الذين سجنو ليسوا ابنائهم فبتالي حتي لوطال الحوار لكثر من 100 سنة فهم مستعدون له

    • زائر 2 | 1:00 ص

      @

      عفووا اخي الكاتب .. ما عليش تقبل نقدي ... اشوي .. كونكم مثقفين .. المفترض .. تقلوون مايسمى بالحوار .. لماذا تعطوون مايمسى بالحوار .. انه حوار ؟ اساسا ولد ميتا ولن يكتب له الحياة .. طالما لدينا عقوول بالية .. لا تفكر الى في مصالحها الانية ..

    • زائر 1 | 11:03 م

      اضاعت وقت

      هل تحتاج كرامت المواطن الى كل هاذي الجلاسات ؟ مطالب واضحه وصريحه وفي مصلحت الوطن والمواطن

    • زائر 6 زائر 1 | 2:36 ص

      في لغتنا العربيه

      كرامة ، هذه ، الجلسات ، مصلحة !

اقرأ ايضاً