قبل أيام كتب مدير تحرير مجلة «فورين أفيرز» جوناثان تيبرمان، مقالاً في «نيويورك تايمز» عن الدروس التي يمكن لمصر أن تتعلمها من تايلند في كيفية معالجة الأزمة الحالية، والمقال احتوى على ملاحظات مهمة ربما ينتفع منها الساعون (في أي بلد كان) لمعالجة الأزمات التي تتعثر لأسباب عدة، من بينها وجود انقسام مجتمعي.
المقال يشير إلى أن المجتمع التايلندي منقسم بين اتجاهين، أصحاب القمصان الصفراء (المؤسسة التقليدية الحاكمة من الفئات المحيطة بالملك والجيش والقضاء والمتمكنين اقتصادياً)، وأصحاب القمصان الحمراء (الفئات المتضررة والفقيرة في المدن والأرياف)، وكانت المظاهرات والاحتجاجات تعصف بالبلاد (65 مليون نسمة) واقتربت الأوضاع من الهاوية... ولكن خلال السنتين الماضيتين استقرت نسبياً وتحسن اقتصادها، وهناك عملية سياسية مستمرة.
في العام 2006، تدخل الجيش، بالتواطؤ مع القضاء والمحيطين بالملك، وأطاح برئيس الوزراء تاكسين شيناواترا، وأشعل الانقلاب سنوات من المعارك في الشوارع بين المدافعين عن النظام القديم شبه الإقطاعي (القمصان الصفراء) وأنصار تاكسين من فقراء الريف والمدن (القمصان الحمراء)، وانتقلت السلطة السياسية أربع مرات في أربع سنوات. ولكن في يناير/ كانون الثاني 2010، واجهت الشرطة احتجاجات هائلة قادها أصحاب القمصان الحمراء فقتل أكثر من 90 متظاهراً وأصيب 2400 آخرون، وسجن المئات، ودخل الاقتصاد في حالة من الفوضى.
ثم، في أغسطس/ آب 2011، تم انتخاب شقيقة تاكسين شيناواترا (ينجلوك شيناواترا) لرئاسة الوزراء، بينما بقي شقيقها في المنفى... ورغم أنه كان ينظر إليها أنها مجرد أداة بيد أخيها، فإنها اتبعت سياسة توفيقية بين أصحاب القمصان الصفراء والحمراء، والآن وبعد عامين أصبحت تايلند كأنها بلد مختلف وارتفعت العملة، كما ارتفعت أسعار الأراضي، وسوق الأوراق المالية صعدت قيمتها إلى أكثر من أربع مرات منذ العام 2008، وعاد السياح، والشوارع (على رغم وجود المظاهرات الأخيرة) معظمها هادئة.
رئيسة الوزراء ينجلوك شيناواترا أعطت كل التايلنديين حصة في نجاحها، وهي مثلاً رفعت الحد الأدنى للأجور 40 في المئة وزادت من إعانات المشترين للسيارات (وذلك لمساعدة أصحاب القمصان الحمراء)، ولكنها أيضاً أفسحت المجال لإنفاق 67 مليار دولار على البنية التحتية وخفَّضت الضرائب على الأشخاص والشركات، وقد استفاد الأثرياء من ذلك (أصحاب القمصان الصفراء).
تفاصيل أخرى يمكن سردها كما وردت، ولكن المهم في كل ذلك وجود شخصيات قادرة على تجسير الهوَّة ومنع البلاد من الاستمرار في الانقسام، وأمثال هؤلاء هم الذين نحتاجهم للخروج من الأزمات التي تشطر المجتمعات.
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 4006 - الأحد 25 أغسطس 2013م الموافق 18 شوال 1434هـ
الحل على حافة الهاوية
في مجتمعاتنا لا نصل للحل الا بعد ان نصل الا حافة الهاوية. و ربما لا ندرك ما يجري الا بعد ان نصل الى اعماق الهاوية. وبعد فوت الفوت حيث لا ينفع الصوت.
"ما أكثر العبر وأقل الإعتبار" ؟
انت يادكتور منذ الازمة 2011 وماقبلها تبعث برساثل سلام وتضرب المثل تلو الاخر لعل من رجل راشد يتنبه اوحكيم يتأمل او ان تبرز شخصيات قادرة على تجسير الهوَّة ومنع البلاد من الاستمرار في الانقسام، وأمثال هؤلاء هم الذين نحتاجهم للخروج من الأزمات التي تشطر المجتمعات.
وتحية لك وسلام
حبيب سفن اب
انه رحت تايلند قبل خمس سنيين وكان العمله 100بات مقابل 800فلس بحريني
اليوم 100بات مقابل 1.300 دينار بحريني هذا يقولون له اقتصاد
يادكتور مايبغوووووون
المشكلة يادكتور اذا عندك احد يعترف بهالشعب اصلا وانه له حقوق او لا ......جماعتنا مايبغون يعطون شي ويعتبرون تحقيق مطالب الشعب ضعف واستكانة وخضوع وهم لايعلمون ان قوتهم وعزتهم بالوقوف مع هذا الشعب الاصيل...شكرا دكتور ودائما تتحفنا باراءك
اين خطاب الفاتح من شيناواترا
لاأعتقد بل اجزم انه لا نوايا صادقة لخروج البلاد من ازمتها مادام هناك من يعبثون في تفتيت وتشطير البلاد على مسمع ومرأى من السلطة التنفيذية قيادات شعب الفاتح وفي المقابل تجاهل واضح للدعوات من الطرف الآخر والذي يهدف لوحدة الصف وعدم الانقسام بإعتقادي ان القادم اسوأ على البحرين والله المستعان.
يا ولد الجمري ما أكثر الدروس وأقلّ المتعلمين
لقد سقت انت لوحدك دروسا من خلال عمودك اليومي تكفي لصاحب العقل الراجح والفكر السديد ان يأخذ منها درسا ويتعظ حتى يصل الى قرار سليم ولكن
انت تكتب في واد واخوانك وزملائك يكتبون معك والجماعة في واد آخر وصحافتهم
تقوم بالواجب من قذف وسب وكل مقال لك فيه درس تراه يشبع تشكيكا وسخرية
وسبا احيانا. العظات والموعظات كثيرة والدروس اكثر ولكن لمن؟ الطبع على القلوب يجعلها مغلقة وغير قابلة للاصلاح
فارس الغربية
قبل كل شيء البحرين بحاجة ماسة لنية صادقة من أصحاب القرار لإصلاح أمر البلاد..
هذا المقال هدية لشعب الفاتح
الخطاب الجامع والخطاب الطامع
انت منهم يا دكتور
أنا أتابع مقالك منذ صدور الوسط الى يومنا هذا ، انت يا دكتور منصور الجمري احد اهم دعائم الخطاب الوطني الجامع بين كل المكونات المجتمعية في البحرين الدينية منها وبكل طوائفها وغير الدينية
وفقك الله لأن يسمع كلامك
صح الله لسانك
تعال علم اللي عندنا... ياريت يتعلمون تمت شعب واحد