أفاد المتحدث الرسمي باسم جمعيات الفاتح المشاركة في حوار التوافق الوطني، أحمد البنعلي لـ«الوسط» أن «جمعية الأصالة مستمرة إلى الآن معنا، وهي حتى اللحظة موجودة في الحوار وستشارك معنا في أول جلسات الحوار التي ستستأنف مجدداً، يوم الأربعاء (28 أغسطس/ آب 2013)».

وأردف البنعلي «لاتزال هناك حوارات داخلية تجرى مع جمعية الأصالة عن موقفها من الاستمرار في الائتلاف من عدمه».

وعما إذا كان هناك تغيير في قائمة الأسماء المشاركة في الائتلاف في الحوار، فذكر أنه «لا يوجد تغيير حاليّاً في أسماء المشاركين في ائتلاف الفاتح، ولم نتسلم من الجمعيات المنضوية معنا أي شيء مغاير للقائمة السابقة».

وأوضح أن «الملف الأمني من أهم الملفات التي سيطرحها ائتلاف الفاتح في جلسات الحوار المقبلة، وهو قد يتقدم على أي ملفات أخرى، وخاصة بعد تصاعد الأحداث الأمنية في البلاد».

وتابع «نحن نطرح ما نراه مطلوباً من قبل الشارع، ولا نطرح شيئاً من أجل التصعيد أو استفزاز الآخرين والواقع والمستقبل الذي نرجوه هو الذي يحرك الملفات التي نطرحها في الحوار، وليس في نيتنا أن نصعد ضد أي طرف، لكننا سنطرح ما يطالب به الشارع».

وعن موقف الائتلاف من تأخر قوى المعارضة في إعلان موقفها من استئناف الحوار، أجاب «نحن لا نتدخل في خصوصيات الجمعيات الخمس، بحكم تصميم الطاولة، والأمر راجع إليهم، لكن نحن ننصح أنه في سبيل الوصول إلى التوافق في الوطن؛ ينبغي الاستمرار في تحقيق ذلك عن طريق الحوار وليس العنف، الشارع يرفض الأطروحات التي تقدم من قبلهم، نصيحتنا لهم هي الاستمرار في الحوار».

وبخصوص الملفات السياسية التي يمكن أن تناقش خلال أولى جلسات الحوار، قال البنعلي: «نحن نحاول طرح الملفات السياسية، وهم في الجمعيات الخمس مازالوا يتزمتون لإعاقة الحوار ويصرون على التمسك بالشكليات، الدخول في الحوار يتطلب إبداء حسن نية للوصول إلى توافقات وطنية».

من جهته، قال المتحدث الرسمي باسم قوى المعارضة الوطنية سيد جميل كاظم: «قرارنا باستئناف المشاركة في جلسات الحوار لايزال قيد الدراسة، وقد ذكرت سابقاً أن بقاءنا في هذا الحوار ليس أمراً مقدساً، مع إيماننا بأن الحوار الجاد هو الطريق الصحيح؛ لإنهاء الأزمة السياسية في البحرين».

وعن سبب تأخر المعارضة في بيان موقفها، قال كاظم: «سنجتمع خلال أيام نحن قوى المعارضة لتقييم الحوار كله، وما جرى فيه من جلسات ووصلت إلى 26 جلسة عامة وخاصة، كما سيتم تقييم الوضع السياسي والأمني وخاصة خلال الأشهر الأخيرة، وفي ضوء هذا التقييم سيتم تحديد موقف المعارضة من الحوار المشار إليه».

وأوضح أن «الحوار الذي بدأ منذ فبراير/ شباط الماضي لم ينته إلى شيء، ولم يتم الدخول إلى الأجندة بعد، وقوى المعارضة بحاجة إلى دراسة موقفها من كل ذلك قبل الذهاب إلى أي خيار».

وردّاً على سؤالٍ بشأن التواصل مع إدارة الحوار خلال فترة الإجازة التي امتدت إلى شهرين منذ أواخر يونيو/ حزيران الماضي، قال كاظم: «لم تكن هناك أي مراسلات تمت بيننا وبينهم؛ لأنه لم يكن هناك أي جديد في ملف الحوار».

يشار إلى أنه بعد انقضاء 23 جلسة عامة، و3 أُخر شارك فيها الفريق المصغر للأطراف المشاركة، بدأت أولاها في (10 فبراير/ شباط 2013)، وآخرها عقدت الأربعاء (26 يونيو/ حزيران الماضي)، لايزال الطريق إلى تحقيق توافقات وطنية ذات مغزى يقف عند المربع الأول بين الأطراف الأربعة المشاركة في الجلسات (المعارضة، ائتلاف الفاتح، الحكومة، مجلسا الشورى والنواب).

وكان المتحدث الرسمي باسم حوار التوافق الوطني عيسى عبدالرحمن، أكد أن مدّ موعد عقد جلسات حوار التوافق الوطني لما بعد شهر رمضان المبارك وإجازة عيد الفطر، تم بتوافق جميع الأطراف المشاركة في الحوار، حيث توافقت الأطراف الأربعة المشاركة على أن تكون الجلسة المنعقدة بتاريخ (26 يونيو 2013) آخر جلسة قبل حلول شهر رمضان، على أن تُستأنف بتاريخ (28 أغسطس 2013)، طبقاً لمحضر الجلسة الموقع من جميع الأطراف المشاركة.

كما يذكر أن جمعية الأصالة أعلنت في 11 مايو/ أيار الماضي انسحابها من ائتلاف الفاتح مع استمرار بقائها في الحوار، ذاكرة في بيانٍ أصدرته حينها أن «اشتراكنا في إنشاء وعضوية ائتلاف جمعيات الفاتح كان من أجل تحقيق المصلحة العليا للبحرين، غير أن التطورات والتفاعلات الخاصة ببعض المواقف والاجتماعات، وما طرح خلالها من أمور تخالف الثوابت، وتعارض المصلحة العامة، جعل الأصالة تتخذ قراراً بالانسحاب من الائتلاف، بعد محاولات بذلت لتصحيح المسار وإعادته إلى عهده الأول، لكن باءت جميعها بالفشل، مع التنويه إلى بقاء الأصالة مشاركة في الحوار الوطني».